ألا بذكر الله تطمئن القلوب

تاريخ النشر: 26/07/17 | 15:32

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله.. مستوٍ على عرشه، قريب من خلقه، مستغنٍ عن عباده، متفردٌ بربوبيته وألوهيته، واحد في أسمائه وصفاته.

حكيم خبير، عليٌّ كبير، بارئ مصور، مهيمنٌ قوي، عزيز حكيم، غفور رحيم، عليٌّ عظيم..

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي ختمَ به النبوات، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين. ثم أما بعد:
ذكرُ الله دواء المؤمنين، وبلسم الخائفين، وسلوة المحزونين، وها نحن في هذا اليوم (…………) الموافق (…………) من شهر (…………) لعام ألف وأربعمائة و(…………) من الهجرة، نقف مع عجائب وأسرار ذكر الله.

وقد امتدح الله – عز وجل – في كتابه الكريم أهل الذكر:
القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ﴾ [آل عمران: 191 – 193].

وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم الذي يذكرُ اللهَ بالحي، والذي لا يذكر الله بالميت:
الحديث
عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره كمَثَل الحي والميت”. رواه البخاري.

وفي هذا الحديث الجليل بَيانُ فضلِ الذِّكر، حيث جعل الذكرَ بمثابة الرُّوح للجسد.

ونستمع إلى حِكَم اليوم:
الحكمة
• ليس المهم أن تعيش.. بل أن تعيش جيداً
• الحياة أقصر من أن تُنفَقَ في تنمية البغضاء وتسجيل الأخطاء.
• سر الحياة هو أن تبذل في سبيل غايةٍ سامية

وكلمتنا لهذا اليوم هي بعنوان:
ألا بذكر الله تطمئن القلوب
الصادق حبيب الله، والصراحة صابون القلوب، والتجربة برهان، والرائد لا يكذب أهله، ولا يوجد عمل أَشرَحُ للصدر وأعظمُ للأجر كالذكر؛ قال تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ

وذِكْرُه – سبحانه وتعالى – جنته في أرضه، من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، وهو إنقاذ للنفس من أوصابها، وأتعابها، واضطرابها؛ بل هو طريق ميسر مختصر إلى كل فوز وفلاح.

طالع دواوين الوحي لترى فوائد الذكر، وجرب مع الأيام بلسمه، لتنال الشفاء.

بذكره سبحانه تنقشع سحب الخوف والفزع والهم والحزن، وبذكره تزاح جبال الكرب والغم والأسى، ولا عجب أن يرتاح الذاكرون، فهذا هو الأصل الأصيل، لكن العجب العجاب كيف يعيش الغافلون عن ذكره؟

﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴾ [النحل: 21].

يا من شكا الأرق، وبكى من الألم، وتفجع من الحوادث، ورمته الخطوب، هيا اهتف باسمه المقدس ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 65].

بقدر إكثارك من ذكره ينبسط خاطرك، ويهدأ قلبك، وتسعد نفسك، ويرتاح ضميرك؛ لأن ذكر الله – عز وجل في علاه – معناه التوكل عليه، والثقة به، والاعتماد عليه، والرجوع إليه، وحسن الظن فيه، وانتظار الفرج منه، فهو قريب إذا دُعي، سميع إذا نُودي، مجيب إذا سُئِل، فاضرع، واخضع، واخشع وردد اسمه الطيب المبارك على لسانك توحيدًا وثناء، ومدحًا ودعاء، وسؤالاً واستغفارًا، وسوف تجد بحوله وقوته السعادة والأمن والسرور والنور والحبور ﴿ فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ﴾ [آل عمران: 148].

أيُّها الإنسان، يا من مَلَّ الحياة، وسئم العيش، وضاق ذرعًا بالأيام! إن هنالك فتحًا مبينًا، ونصرًا قريبًا، وفرجًا بعد شدة، ويُسرًا بعد عسر، إن هنالك لطفًا خفيًّا من بين يديك ومن خلفك، وأملاً مشرقًا، ومستقبلاً حافلاً، ووعدًا صادقًا، ﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 6].

إن لضيقك فرجًا وكشفًا، ولمصيبتك زوائل، وإن هناك أنَسًا وروحًا وندى وَطَلاًّ وظِلاًّ، ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ﴾ [فاطر: 34].

فَحَرِيٌّ بالعبد أن يقوي معه الاتصال، ويمد إليه الحبال، ويُكثِر السؤال. ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

ولذكر الله فوائد عظيمة، نذكر منها ما يلي:
فوائد ذكر الله تعالى
1- أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.
2- أنه يرضي الرحمن – عز وجل -.
3- أنه يزيل الهم والغم عن القلب.
4- أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.
5- أنه يقوي القلب والبدن.
6- أنه ينور الوجه والقلب.
7- أنه يجلب الرزق.
8- أنه غراس الجنة فعن جابر – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة”.
9- أن الذكر يوجب صلاة الله – عز وجل – وملائكته على الذاكر.

ونختم. بهذا الذكر:
ذكــر
“اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي

في الختام اقول حافظوا على ذكر الله – عز وجل- على كل حال، حتى يحفظك الله – عز وجل- في كل حال، واعلم أن ذكر الله هو الكنز، وهو الزاد، فأكثر منه في جميع أمورك وأحوالك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة