كيف تشكر على القليل ..وقد قصرت في شكر القليل

تاريخ النشر: 10/07/17 | 0:10

إن من لا يحمد الله على الماء البارد العذب الزلال , لا يحمده
على القصور الفخمة , والمراكب الفارهة , والبساتين الغناء .
وإن من لا يشكر الله على الخبز الدافئ ,
لا يشكره على الموائد الشهية والوجبات اللذيذة ,
لأن الكنود الجحود يرى القليل والكثير سواء ,
وكثير من هؤلاء أعطى ربه المواثيق الصارمة ,
على أنه متى أنعم عليه وحباه وأغدق عليه ,
فسوف يشكر وينفق ويتصدق .
{ ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من
الصالحين * فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون } .

ونحن نلاحظ كل يوم من هذا الصنف بشرا كثيرا ,
كاسف البال مكدرالخاطر , خاوي الضمير ,
ناقما على ربه أنه ما أجزل له العطية ولا أتحفه برزق واسع
, بينما هو يرفل في صحة وعافيه وكفاف
ولم يشكر ربه وهو في فراغ وفسحة
, فكيف لو شغل مثل هذا الجاحد
بالكنوز والدور والقصور ؟!
إذن كان أكثر شرودا من ربه , وعقوقا لمولاه وسيده .
الحافي منا يقول : سوف أشكر ربي إذا منحني حذاء ,
وصاحب الحذاء يؤجل الشكر حتى يحصل على سيارة فارهة ,
نأخذ النعم نقدا , ونعطي الشكر نسيئة ,
رغباتنا على الله ملحة , وأوامر الله عندنا بطيئة الامتثال .

د . عائض القرني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة