هل أنت جزر، أم بيض، أم حبيبات قهوة مطحونة؟!

تاريخ النشر: 05/02/11 | 3:46

ذهبت فتاة إلى والدتها، وأخذت تشكو لها عن حياتها وكيف امتلأت بالصعاب وأنها لا تعلم كيف تتصرف وترغب لو تستسلم، لأنها قد تعبت من القتال ومن المقاومة. ويبدو الأمر كما لو أنه كلما حُلت مشكلة برزت أخرى بدلا منها.

اصطحبتها والدتها إلى المطبخ حيث ملأت 3 أواني بالماء ثم وضعتهم على نيران قوية.

وبعد وقت قليل أخذ الماء في الغليان. فوضعت في الإناء الأول جزراً، وفي الثاني بيضاً، ثم وضعت في الإناء الثالث حبات قهوة مطحونة وجعلت الأواني تستمر في الغليان دون أن تنبس ببنت شفة.

وبعد حوالي عشر دقائق أغلقت مفاتيح الموقد…. ثم أخرجت الجزر خارج الإناء ووضعته في طبق، ثم أخرجت البيض ووضعته هو الآخر في طبق، ثم صبت القهوة في وعاء آخر ثم استدارت لابنتها، وسألتها: أخبريني، ما الذي ترينه؟

فقالت: جزر، بيض، وقهوة

فقربت الأوعية لها وسألتها أن تمسك بالجزر وتتحسسه، ففعلت الابنة ولاحظت أن الجزر أصبح لينا.

ثم عادت الوالدة وسألت ابنتها أن تأخذ بيضة وتكسرها، وبعد تقشيرها لاحظت الابنة كيف جمد البيض المسلوق.

وأخيرا طلبت منها الأم أن ترشف رشفة من القهوة. ابتسمت الابنة وهي تتذوق القهوة ذات الرائحة العبقة الغنية.

وهنا سألت الابنة: وماذا يعنى ذلك يا أمي؟

ففسرت لها والدتها أن كل من الثلاثة مواد قد وضع في نفس الظروف المعادية (الماء المغلي) ولكن كل واحد منهم تفاعل بطريقة مختلفة.

فالجزر، كان صلبا لا يلين، ولكنه بعدما وضع في الماء المغلي، أصبح طرياً وضعيفاً.

والبيض كان هشاً، تحمى قشرته الخارجية الهشة مادته الداخلية السائلة. ولكن بعد بقائه في الماء المغلي، أصبح داخله صلباً.

ولكن البن المطحون، كان مختلفاً, لأنه بعد بقائه في الماء المغلي، استطاع أن يغير الماء نفسه..

وسألت الأم ابنتها: فمن تكوني أنتِ؟

عندما تدق أبوابك الظروف الغير مواتية، كيف تستجيبين لها؟ هل أنتِ مثل الجزر، أم مثل البيض، أم مثل البن المطحون؟.

فكر أنت في ذلك: من أنا؟ هل أنا مثل الجزر أبدو صلباً قوياً، ولكن مع الألم والظروف المعاكسة، أنزوي وأصبح ضعيفاً وأفقد قوتي وصلابتي؟

أم أنا مثل البيض، أبدأ بقلب طيع، ولكنه يتقسى بنيران التجارب؟ هل روحي الداخلية كانت رقيقة كالماء، ولكن بعد ظرف وفاة، أو بعد صدمة عاطفية، أو خسارة مالية، أو تجارب أخرى، هل تقسيت وتحجرت؟ هل إطاري الخارجي ما زال له نفس الشكل، ولكني في الداخل صرت ملأنا مرارة وخشنا، بروح متبلدة، وقلب قاس؟.

أم أنا مثل حبات البن المطحونة؟ غيرت فعلا الماء المغلي، نفس الظروف التي أتت بالألم عندما راح الماء يغلي، أطلقت من البن الطعم الحلو والرائحة الطيبة. لأنك إذا كنت مثل حبوب البن، مهما كانت الظروف في أسوأ حالاتها، فإنك تصير أفضل وتغير الموقف من حولك.

عندما تكون الأوقات هي الأكثر حلكة، والتجارب هي الأصعب، ترى هل ترتفع أنت لمستوى آخر؟

ترى كيف تتعامل مع الظروف المعاكسة؟!

‫3 تعليقات

  1. رائع.. لا بد بالسعي نحو حبوب البن المطحونة.. فالعثرات والمشاكل التي تواجهنا يوميا.. هي التي تصقلنا.. وتنحت شخصياتنا..

  2. هنـــاك أشيـــاء فـــي الحيـــاة ليســت مضمونــــة
    الأحــــــلام
    النجـــــــــــاح
    الثـــــــروة
    هنـــاك أشيـــاء فـــي الحيـــاة قـــد تجعـــل منـــك شخـــص عظيـــم
    العمــــل الجــــــاد
    الإخــــلاص
    النجـــــاح
    هنــاك أشيـــاء فــي الحيـــاة غاليـــة الثمـــن
    الحـــب
    الثقـــة بالنفــس
    الأصدقـــاء
    هنـــاك أشيـــاء فـــي الحيـــاة يجـــب ألا تضيــع
    الشــرف
    الســلام
    الأمـــــل
    هنـــاك أشيـــاء فـــي الحيـــاة قـــد تدمّـــر أي شخــــص
    الطّمـــع
    الغضـــــب
    الغــــــرور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة