إِنِّي أُعْلِنُ اسْتِسْلامِي

تاريخ النشر: 13/08/11 | 12:54

إِنِّي أُعْلِنُ اسْتِسْلامِي

قَبْلَ بِدْءِ مَحَاوِر كَلامِي

لَسْتُ دَابَّةً لِرَبْطِ الْحِجَامِ

تَهْتَزُّ أَوْتَارُ قَلْبِهَا أَمَامِي

مُنْذُ هَجْرِهَا لِي

أَصْبَحَ الدِّمَاءُ شَرَابِي

كُنْتِ نَجْمَةً وَسْطَ سَمَائِي

جَعَلَتْنِي أُصْبِحُ نَعْلاً يُوضَعُ فِي الأَقْدَامِ

لا أَهْمِسُ إِلا لِبُلُوغِ كَلامِي

كَيْ لا يَتَسَاقَطُ حَنَانِي

إِنِي تَائِهٌ فِي صَحْرَاءٍ خَالِيَةٌ مِنَ الرِّمَالِ

أَدُورُ مِن أَقْصَى الْجنُوبِ إِلَى أَقْصَى الشَّمَالِ

أَدُورُ كَرَجُلٍ فَقِيرٍ لا يَجِدُ مَسَاكِنَ وَلا مَآوٍ

صَدَّرتُ أَلْحَانَ الْكَمَانِ

خَسِئتَ وَخَسِرْتَ يَا رِهَانِي

ظَنَنتِ حَيَاتِكِ مَعِي لُعْبَة

وَأَنَا مَشْهُورٌ بِتَكْسِيرِ أَلْعَابِي

وَرُبَّمَا بِتَكْسِيرِ طُمُوحَاتِي

لا يُخَفِفُّ عَنِي شَيءٌ إِلا الْجُلَنَارِ

لا تَظُنِّينِي جَمَلٌ وَأَرْفَعُ سَنَامِي

مَبَاركٌ لِفَوْزِكِ بِقَلْبِي وَحِصَارِي

وَكَأَنِّي طِفْلٌ لَمْ يَتَعَدَّى مَرْحَلَةَ الإِبْتِدَائِي

وَظَنَنْتُ أَنِّي سَأَصِلُ لِلإِعْدَادِي

وَلَكِنِّي تَيَقَّنْتُ أَن تِلْكَ اللَّحَظَات كَانَتْ حَقِيقَةً مُجَرَّدَةً

مَصْدَرُهَا أَوْهَامِي

وَأَمْطَرَتْهَا الْعَنَانِ

إِنِّي أَجُولُ فِي أَفْكَارِي

كَبَطَلٍ شُجَاعٍ مِغْوَارِ

لِبِضْعَ سِنِينَ لأَتَحَوَّلَ لِرَمَادِ

وَأُكَبِّلَ الْحُبَ بِالأَغْلال

وَأُقَيِّدَ الشَّوْقَ بِتِلْكَ السَّلاسِل

تِلْكَ التِّي لا شَرَابَ فِيهَا وَلا حَسَاءْ

لِيَتَسَاقَطَ كَلامُكِ فِي الْمَريءَ وَالأَمْعَاءْ

الأَبْشَعُ فِي عُيُونِ النَّاسِ وَفِي نَظَرِي الْحَسنَاءْ

لَمْ تَقِفِي بِجَانِبِي فِي السَّرَاءِ وَلا فِي الضَّراءْ

أَخُوضُهَا لِوَحْدِي وَكَأَنِّي فِي عَمَلِيَّةِ إِحْمَاءْ

أَوْ فِي دَرْسٍ لِتَعْلِيم الإِيمَاءْ

أَخُوضُ حَرْبَاً رَوْحَانِيَاً لأقَطَّعَ وَأُصْبِحَ أَشْلاءْ

إِنِّي أَتَطَايَرُ بِفِعْلِ الرِّياحِ كَالْهَبَاءْ

الْعُسْرُ وَالتَّعَبُ والشِّدةُ وَالْمِحْنَةُ وَالضَّلالْ

ذَاكَ هُوَ الشَقَاءُ وَتِلْكَ مَوْهِبَتُهَا الْغَرَّاءْ

لَيْسَتْ سَمْرَاءُ وَلا بَيْضَاء وَلا شَقْرَاءْ

فَهِي القَمَرُ الأَبْيَضُ والنَّيَازِكُ الْحَمْرَاءْ

نَعَم إِنَّهَا نُورَا وَلَهَا الإِنْحِنَاءْ

فَمِنْ جَمَالِهَا وَكَأَنِّيَ أَصْعَدُ صَخْرَةً صَمَّاءْ

وَمِنْ جَمَالِ عُيُوِنِهَا أَسِيرُ عَلَى قُلُوبٍ جَرْدَاءْ

فَإِنَّهَا كَأَشْجَارُ الْحِنَّاءْ

مُرَصَّعَةٌ بِيَاقُوتٍ أَحمَرَ سِوَاءْ

فَهِي بَلْدَة بَل هِيَ قَرْيَةُ قِبَاءْ

فَبِفِعْلِ نُورَا تَعَدَّدَت الأَسْمَاءْ

وَأَنَا أَقِفُ أَمَامَهَا خَائِفاً كَجَوْرَبٍ فِي حِذَاءْ

سَامِحِينِي إنْ ابْتَعَدْتُ يَوْمَاً فَأَنَا لَسْتُ لِلشِّرَاء

وَلَكِنَّكِ سَتَبْقِينَ مُهِمَّتِي حَتَى لَو صَعَّدْتِ لِلسَّمَاءْ

ملاحظة : “تلك القصيدة ليست للاقفال … ستبقى مفتوحة مهما أصبح طولها ……ومع احترامي : رشيد عناية

‫9 تعليقات

  1. ما أجمل هذه القصيدة فيها من الصور ما يشد القارئ إليها..تحياتي وإلى الأمام

  2. حياك الباري يا رشيد وجمل ايامك بالبهجة والشعر الجميل.

    قصيدتك انشودة غزلية رائعة.تتداخل بها المشاعر….كلماتها جميلة.

    غني لنورا لحن الهوى..ادخلها نجمة في سماء قلبك

    انحني لنورا البدر الساطع..ارسمها ياقوتا في خيالك

    اقترب لنورا شجرة الحناء..حلق بفضاء حبها حتى السماء

  3. احييك يا رشيد اكمل والله معك لكن يا عزيزي لما جعلت قباء قريه وهي ارض الصحابه فقريه هي اينما كان الكفر كما ذكر بالقران الكريم حبذا لو غيرت فهي بلدة بل هي مدينه قباء ارجو منك ان تتقبل هذا التعليق بروح طيبه واحييك مرة اخرى من كل قلبي سانتظر بفارغ الصبر اكمال هذه القصيده لا لاعقب يا رشيد بل لاني احبك بالله

  4. جمالها بجمال عيونك المتلألئة التي ترسم أياماً كانت قد مُحِيَت من أبعاد السنين … شكراً … احترامي …

  5. لست سوى فتى متعلم من اناشيد كلامك الذي رق لها الصلب وانصهر من جمالها كل حجر قاسٍ … شكراً … احترامي …

  6. أولاً : اني أتشكرك على التصحيح الذي قمت به … فنورك هنا يزين كل يأس ويشعله بالامل … تابع … شكراً … احترامي …

  7. الى الاخ رشيد كل الاحترام كلماتك لوءلوءه في بحر الكلمات…قطرة ندى في سماء الكلمات . انشاء الله ستبقى صحتك معك وتكون فارسا وتغدوا في بحر الكلمات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة