إذا عرف السبب

تاريخ النشر: 05/05/17 | 5:08

ثمة تعابير وأقوال نظنها لغة مستجدة، فيتبين لنا أنها قديمة، وقد تحدثت قبل أيام عن (حظه يفلق الصخر)، وذكرت أبياتًا شعرية وردت على ألسنة شعراء قدماء.
نستخدم المقولة الشائعة – “إذا عُرف السبب بطَل العجب”، ونظنها جديدة نتداولها بألسنتنا، فإذا بها واردة قبل نحو ألف عام، وذلك في كتاب (المرتَجَل)، ص 145 لابن الخشّاب، وهو شرح على كتاب (الجمل) لعبد القاهر الجرجاني.
يقول الكاتب:
“التعجب معنى من المعاني التي تعرض في النفوس، ويكون مما خفي سببه، وخرج عن نظرائه، وربما عبّروا عن هذا المعنى بعبارة أخرى هي- التعجب يكون مما ندر من الأحكام ولم تُعرف علّته، فإن أخلّ هذا المعنى بأحد الشرطين بطل التعجب، ولهذا قال القائل، وهو قول مستفيض في الناس: إذا عرف السبب بطل العجب”.
(نقلاً عن كتاب عبد السلام هارون: كنّاشة النوادر، ص 75)
هذه المقولة التي كانت مستفيضة بين الناس تبدو وكأنها مثل، ومعناها:
إذا عرفنا واطلعنا على حقيقة الأمر فإن الإشكال يزول، فلا غرابة بعد ذلك.
يحضرني الآن مشهد لقاض في محكمة أردنية مثل أمامه متهم، فلما نظر القاضي إليه نزل إليه وأخذ في تقبيل يده، فعجب الحضور من ذلك أيما عجب، ولكن عجبهم انقلب إلى إعجاب بعد أن عرفوا أن المتهم هو أستاذ القاضي، وله فضل عليه.
ملاحظة لغوية:
نشكل بَطَـلَ – بفتح الطاء وليس بضمها. أما بطُل فتعني شجُع واستبسل.
نشكل مَثَلَ بين يديه، بالفتح وليس بالضم.

الشيء بالشيء يُذكر:
من أخطاء الضبط الشائعة كذلك ما يُلفظ مضموم الأول والصواب فتحه:
نقول جَعبة السهام، وهو جَوعان، شهر حَزِيران، وحَنجَرة، وشَلّت يده، وأخذ ذلك عَنوةً، وشم القَرَنفُل، وفي البحر الأحمر مَرْجان، وأعجبني من يلفظ المَوْصِل- حماها الله!
نحن قَرَويّون، وقد غَصّّ فلان بالشراب، والخَصْلة خلق في الإنسان، فأرجو لملاحظاتي القَـبول الحسن.

ب.فاروق مواسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة