النبي إدريس بين الحقيقة والأسطورة

تاريخ النشر: 20/03/17 | 2:28

حينما نتحدث عن النبي ادريس عليه السلام فنحن أمام معالم شخصية فريدة يصعب معها الفصل بين الحقيقة والاسطورة لندرة الثوابت فيها وترك العنان للمؤرخين والمفسرين في سد ثغرات القصة قليلة المحتوي عبر تصورات واراء ونظريات متنوعة .. وفي البداية نتوقف عند اسم هذا النبي والذي يشهد تباينا بين الأديان والحضارات المختلفة الأ أن اتفاقا حول طبيعة الدور المؤثر الذي لعبه عبر التاريخ الأنساني جعله مخلدا بصرف النظر عن الأسم الحقيقي لهذا النبي الحكيم فهو هرمس الهرامسه وأوزوريس عند قدماء المصريين واخنوخ في الانجيل والتوراه وادريس عليه السلام في القران الكريم و يقول المؤرخون إنه ينتسب إلى أمة “السريان” أقدم الأمم، وملتهم هي ملة الصابئين ويعتقد أنه دنانوخ الوارد ذكره في كتاب الصابئة المقدس وهي ديانة الله الأولى التي أنزلت على نبيه ورسوله آدم و لهم كتابهم المنزل الذي يسمى جنزاربا( اي الكنز العظيم)، ويعتبر النبي “دنانوخ ادريس” رابع انبياء الصابئة . كما يذهب البعض الي كونه إله الحكمة عند المصريين و الذي يسمى بالإله ” تحوت ” أو” توت ” كما ينسب إليه مجموعة من النصوص تسمى متون هرمس وهي تنطق بالوحدانية لله ، و تنفي عنه صفة الألوهية وتثبت أن المصريين القدماء عرفوا التوحيد في العصور الأولي .
ويقربنا الفيلسوف الاغريقى أفلاطون فى محاورة كراتيليوس من الوصول الي المعني الحقيقي الذي يربط هذه الأسماء ببعضها البعض فالاشتقاق اللفظى لكلمة هرمس انه مخترع الكتابة والكلام وفي اللغة الإغريقية هرمس مشتقة من كلمتين أر ، مس وتعنى أبا العلوم وفي تاج العروس ولسان العرب فالهرمس الهِرْماسُ بالكَسْرِ من أَسْمَاءِ الأَسَد وبالجمع بين المعنيين في الاغريقية و العربية يمكن أن نشتق معني الحكمة واقترانها بجسد أسد (هو نفس الرمز الذي عليه تمثال أبو الهول) . كما تحدث المؤرخ ديودور الصقلى عن الدور الذي لعبه هرمس فهو أول من حدد نطق كلمات اللغة العادية وأعطى للأشياء التي لم يكن لها مسميات من قبل أسماء وابتكر الحروف الهجائية وعلم الناس عبادة الإله وتقديم النذور والأضاحي وقام بدراسة حركة النجوم وهو أبو البيان. وتحت اسم أدريس تحدث المفسرون الأسلاميون أنه أول من خطّ بعد ادم عليه السلام وقطع الثياب وخاطها، وقد ورى ابن حبان في صحيحه من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :”يا أيا ذر أربعة سُريانيون: ءادم وشيثٌ وأخَنوخُ وهو إدريس وهو أوّل من خطّ بالقلم، ونوحٌ”.واختلف في نسبه وأشهر ما قيل هو إدريس بن يرد بن مهلاييل، ويسمى أيضًا أخَنوخ، وينتهي نسبه عليه السلام إلى نبي الله شيث بن ءادم عليهم الصلاة والسلام والسبب في تسمية إدريس بهذا الاسم لأنه مشتق من الدراسة، وذلك لكثرة دراسته للصحف التي أنزلت على سيدنا ءادم وابنه شيث عليهما الصلاة والسلام كما ورد ذكره في القران الكريم قال الله تعالى: ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا *وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) (مريم: 56) وفي تفسير (ورفعناه مكانا عليا )ورد عن مجاهد قوله: إدريس رفع ولم يمت ، كما رفع عيسى وأنه رفع إلى السماء الرابعة واذا أضفنا مسألة الرفع الي الدور الديني والتنويري والنهضوي لادريس نستطيع أن نمسك بالأسانيد الكافية التي نستطيع أن نعول عليها عند الربط بينه وبين شخصية اوزوريس صاحب الاسطورة الشهيرة الأقدم من عصر الأهرامات فأوزوريس صار ملك العالم ، وما أن صار ملكا حتى رفع الشعب المصري من حالته البائسة وجعلهم يعرفون ثمرات الأرض ومنحهم القوانين وعلمهم أن يحترموا الآلهة وبعد ذلك زرع الأرض كلها لينشر فيها الحضارة مما أوغر صدر شقيقه الأصغر ” ست ” عليه فدبر لقتله إذ صنع تابوتا على مقاس أوزوريس وأعلن على الملأ أن التابوت سيكون من نصيب الشخص الذي يناسب مقاس التابوت تماما عندما يرقد فيه وشرع المتأمرون مع” ست ” يجربون الرقود في التابوت فلا يناسبهم حتى جاء دور أوزوريس الذي ما أن رقد في التابوت حتى أسرع ” ست ” والمتأمرون معه بغلق التابوت بالمسامير والرصاص المنصهر ثم حمل التابوت والقاءه في النيل وتمضي الأسطورة مع رحلة زوجته ” أوزوريس” في البحث عن جثمانه وعثور ” إيزيس ” على جسمانه واخفائه عن أعين ” ست” تمهيدا لأعداد طقوس الدفن ولكن “ست ” ينجح في العثور على الجثمان ويمزقه أربا وينثر أشلائه على طول مصر وعرضها وتعود” إيزيس ” مرة أخرى آلي رحلة البحث لتجمع أشلائه حتى نجحت في ذلك وجلست تبكي وتستعطف الآلهة فرقت لحالها فقامت أمه ” نوت ” بأحياء رميم عظامه فقام من بين الأموات ثم حملت منه بوحيدها ” حور ” ثم تتحدث الأسطورة عن المعني الذي نريد أن نتوقف عنه وهو الرفع فقد رفعت الآلهة أزوريس ” من بين الموتى آلي السماء جسدا ” حيا ” ليصبح اله مملكة الموت تعويضا له عما لحقه في الدنيا من آذى. والحقيقة أننا نشكك في مسألة تأليه اوزوريس حيث أنه لم ينسب إليه فعل الخلق كما لم يتخلي عن صورته الأنسانية مما يجعله متفردا اذا ما قورن بالآلهة المصرية القديمة والتي عادة ما تأخذ الأشكال الحيوانية ويمكننا أن نراها في عائلة أوزوريس ذاته : فحورس يرمز بالصقر وإيزيس يرمز لها بالبقرة أما أوزوريس فهو دائما علي صورة الرجل .
ننتقل الي تساؤل هام :هل من المعقول أن رمزا للحكمة والمعرفة كأدريس عليه السلام عاش في عصر الفراعنة ولا يخلد بأثر باق ؟!!..يذكر غير واحد من المؤرخين الأسلاميين ومنهم جلال الدين السيوطي في كتابه تحفة الكِرام في أخبار الأهرام من أن إدريس عليه السلام ، استدل من أحوال الكواكب على كون الطوفان ، فأمر ببناء الأهرام ، وإيداعها الأموال ، وصحائف العلوم ، وما يُخاف عليه من الذهاب والدثور وهو ما ذهب اليه ابن النديم في الفهرست ” إنه كان أحد السبعة السدنة الذين رتبوا لحفظ البيوت السبعة، وإنه كان إليه بيت عطارد، وباسمه يسمى فإن عطارد باللغة الكلدانية هرمس. وقيل إنه انتقل إلى أرض مصر بأسباب، وأنه ملكها. وكان له أولاد عدة منهم طاطا وصا وأشمن وأثريب وقفط وأنه كان حكيم زمانه. ولما توفي دفن في البناء الذي يعرف بمدينة مصر بأبي هرمس ويعرفه العامة بالهرمين، فإن أحدهما قبره والآخر قبر زوجته وقيل قبر ابنه الذي خلفه بعد موته” والصابئة تزعم أنّ أحد الهرمين قبر شيت ، والأخر قبر هرمس ، والملون قبر صاب بن هرمس ، وإليه تنسب الصابئة ، وهم يحجون إليها ، ويذبحون عندها الديكة والعجول السود ، ويبخرون بدخن . ومن مجمل هذه الأدله يمكننا أن نربط شخصيتنا بالأهرام بشكل أو اخر .
نري أن أبا الهول هو الأثر الخالد لادريس عليه السلام ويمكننا أن ننظر الي أبي الهول بصورة مغايره لوصفه كأسد برأس انسان وكأنها من المسلمات مع أنها فرضية ضمن فرضيات عدة فالصخرة الصماء خلت من أية نقوش أو كتابات تتحدث عن التمثال وطبيعة دوره وتركت للنظر فقط تحديد ماهية التمثال فلما لا ننظر اليه بصورته الطبيعية الواضحه كأنسان كامل يديه تخطان علي الرمال وفي مشهور الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : (كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك ) وكان ادريس عليه السلام يخط علي الرمال وعلاقة ابو الهول بالرمال علاقة وطيدة ترافقت مع التمثال عبر تاريخه بل الطريف أن النقش الوحيد علي التمثال كان تتويجا لهذه العلاقة فلوحة الحلم وهي لوحة تذكارية أمر بوضعها الفرعون تحتمس الرابع بين اليدين الممتدتين لتمثال أبو الهول ، تخليدا لحلم حلم به هذا الفرعون قبل أن يعتلي عرش مصر في عام 1401 قبل الميلاد عندما كان أميرا شابا وكان يقوم ذات يوم بالصيد على هضبة الجيزة. وعندما أصابه التعب لجأ إلى أبي الهول الذي كانت قد غطته رمال الصحراء ولا يظهر منه سوى رأسه، وغلب الأمير النوم. وراوده الحلم بأبي الهول في المنام واعدا أياه بتبوء عرش مصر، وطالبا منه أن يزيل ما تراكم عليه من رمال. وهو ما تحقق بعد عدة سنوات من اعتلاء الأمير عرش مصر ثم وفائه بوعده للأبي الهول وازالة الرمال من حوله، ولا يمكننا أن نتجاهل البعد الدعائي في هذه القصة.
يعتقد الباحثون أن بناء (أبي الهول) تزامن مع بناء هرم خفرع وانه يرمز لخفرع نفسه، و لكن الباحثون تواجههم عقبتين تمنعهم من تمرير هذه الفرضية واعتبارها حقيقة مسلما بها : أولاً، عدم وجود كتابات نصيه تشير الي ذلك، ولا حتى معلومة واحدة تتحدث عن أسباب وظروف بنائه . ثانياً، علامات التآكل التي تظهر على سطح التمثال تختلف عن علامات هرم خفرع، فتلك على جسد (أبي الهول) تظهر كعلامات عوامل التعرية بسبب وجود مياه و التي لا تظهر مثلها على الهرم، فمن غير المنطقي أن تكون هناك سحابة صغيرة فوقه تمطر عليه فقط.أضافة الي ذلك عدم وجود شبه بين أبي الهول وتماثيل خفرع!!!..
فهل يمكننا العودة الي أثار خفرع لمحاولة الوصول الي علاقة ما تربطه بأبي الهول ؟!!
للأسف خفرع انتهي تماما من الوجود فلم يعد بأمكان جثمانه أو أثاره أن تبوح بأسرارها بعد غرق السفينة “بياتريس” عام 1838 أمام مدينة “قرطاجنة” التاريخية ، حيث كانت السفينة تقل التابوت الخاص بالملك “خفرع” وهو التابوت المصنوع من البازلت بالأضافة الي كنوز أثرية أخري خاصة بالملك الراحل في رحلة من مصر إلى إنجلترا لإجراء بعض الدراسات العلمية عليه لتصبح ذكري الملك أثرا بعد عين.

والحقيقة البارزة أن أبا الهول كان سابقا علي الاهرامات في منطقة الجيزة – وهو الرأي الذي يمكن استنتاجه من اللوحة الكبيرة من الحجر الجيري التي أنشئها امنحتب الثاني وهو ما ذهب اليه بليني عالم الطبيعيات الروماني وكذلك رأي عالم الأثار الالماني هنري بروكش والذي بناه علي أن خوفو رأي ابا الهول وبالتالي فلابد وأنه كان موجودا قبل عهده وهو رأي عالم الأثار الفرنسي جاستون ماسبيرو أيضا وفي ظننا أن وجود أبي الهول في هذه المنطقة كان السبب الذي حدا بملوك الدولة القديمة الي بناء أهراماتهم حوله أو أن صخرة التمثال كانت بمكان أخر وتم جلبها الي هذا المكان ودليلنا أن أحدا من المؤرخين القدامي أمثال المؤرخ هيرودت (المتوفى سنة 430 قبل الميلاد) وديودور الصقلي اللذين زارا هذه المنطقة لم يشرا الي أبي الهول مع أفاضتهم في الحديث عن بناء الاهرامات وهو ما يضعنا أمام فرضيات ثلاث: الاولي أن أبا الهول شيد في مرحلة لاحقة علي بناء الاهرام وهو أمر مستبعد تماما أو انه أمر واقع وسابق بكثير علي شهود بناء الاهرام والتسجيل الكتابي بحيث لا يمكن تتبعه أو الوقوف علي شواهد حوله وهي الفرضية التي يدعمها أن تاريخ أبي الهول كان مجهولا حتي علي ملوك الدولة الحديثة أنفسهم!!! كما أن تعدد مسميات أبو الهول دون مسمي محدد فهو «روتي» رمز الحماية والحراسة في عصر الدولة القديمة وهو «شسب عنخ» تعني الصورة الحية نسبة للوحة الحلم السابق ذكرها في عهد الدولة الوسطي وهو «حور إم أخت» بمعنى حورس (الصقر) في الأفق في عهد الدولة الحديثة وهو «حورونا» نسبة إلى الإله الكنعاني «حورونا»، وهو إله الحماية الذي دخل مصر مع الأجانب الذين استوطنوا بجوار أبو الهول وهو أيضا بر حول أو بو حول بمعنى مكان أو بيت أو ملاذ حورس ثم انتهاءا بأبو الهول (الفزع) عند العرب يوضح أن ماهية التمثال كانت خافية علي مدار التاريخ الفرعوني المدون و ما يمكن استخلاصه هو أن ابا الهول كان رمزا لشخص كان نقطة الأنطلاق نحو التدوين ذاته .والدليل علي أن أبا الهول كان رمزا لشخص مؤثر في جميع العصور وليس مجرد صورة لملك معين سواء أكان خفرع أو خوفو من أن الهكسوس المحتلين أنفسهم اتخذوا تماثيل لابو الهول مع عدائهم مع مصر الفرعونية فهل كانوا بذلك يخلدون ذكري خفرع !!! اللافت أيضا أن اخناتون الذي محا أسماء سائر الالهة وانتصر للتوحيد وجد بين حطام معبده بالكرنك قطعه عليها صورة اخناتون في هيئة أبو الهول كما أن تماثيل أبي الهول منتشرة في بابل وفينيقيا واسيا وبلاد اليونان وهو ما نراه علي خط متوازي مع حركة التنوير التي قام بها النبي أدريس بدءا من بابل مسقط رأسه ومرورا بمصر وأنه اسهم في تخطيط مئات المدن .
أما الفرضية الثالثة الزاعمة أن أبا الهول كان مغطي بالرمال الي الحد الذين لايمكن رؤيته مما جعل هيردوت والصقلي يغفلون عنه هو زعم واهي لا يمكن قبوله فمن غير المعقول أن يراه المؤرخين الحديثين أمثال المقريزي بل ويصفه المؤرخ التجيبي السبتي المتوفى سنة (730هـ) في كتابه (مستفاد الرحلة والاغتراب) تحت عنوان (أبو الهول ) بصورة رأس الإنسان، غير أنه غاية في الكبر قد قام كالصومعة العظيمة .
كما وصفه ابن فضل العمري المتوفى سنة (749هـ) في كتابه (مسالك الأبصار) بصنم بقرب الهرم الكبير في وهدة منخفضة وعنقه أشبه برأس راهب حبشي بينما لا يراه هيرودت والصقلي الاقرب زمنيا من شهود الحدث والكهنة الباقين الذين لديهم الصورة الأقرب للحقيقة!!!!.
العديد من أجزاء تمثال أبو الهول منفصلة عنه ، مثل حية الكوبرا المقدسة التي آمن بها الفراعنة، والأنف الذي يُعتقد أن نابليون كان قد دمره وهي الفرضية التي يسارع الجميع الي انكارها في سبيل تبرئة المحتل الفرنسي واعتباره قادم في ثوب تنويري لا ينبغي أن يمسه الدنس مع أن جحافل خيوله دخلت الجامع الازهر غير عابئة بقدسية المكان ورمزه الديني!!!! ثم يلصقونها في شخص الشيخ محمد صائم الدهر وهو كما يذكر المقريزي من جملة صوفية الخانقاه الصلاحية سعيد السعداء قام نحو من سنة ثمانين وسبعمائة بحملة لإزالة المنكرات والتصاوير وعلى رأسها تمثال أبو الهول، وظل يجاهد فى تحطيمه، فلما صعب عليه الأمر اكتفى بتشويه فمه وأنفه، واذا علمنا ما فعله الحاكم بمحمد صائم الدهر لتأكدنا أن ما ساقه المقريزي عار تماما من الصحة !! فتتمة الرواية أنه مع علم الحاكم، ، بما فعله الشيخ المذكور قبض عليه وقطعه إربا إرباً وأمر بدفنه بجوار أبو الهول فهل كانت محاولة هدم الاهرام أو أبو الهول في هذه العصور بالجريمة التي تستوجب القصاص !!وقد سبقه الي القصد نفسه الخليفة المأمون حينما أمر بهدم الأهرام وانصرف عن ذلك لارتفاع الكلفة كما أن العديد من الخلفاء الفاطميين ومنهم العزيز بالله استخدم احجار الاهرامات في بناء المساجد.. وللحقيقة فنابليون هو الأخر بريء من هذه الفعلة فالرسوم التي صنعها المستكشف الدنمركي فريدريك لويس نوردين لأبي الهول في عام 1737 ونشرت في عام 1755 في كتابه “الرحلة إلى مصر والنوبة” تبين التمثال بلا أنف. ومن الاجزاء المنفصلة الأخري اللحية وهي ترمز الي أوزوريس أو ادريس كما اثبتنا وهو صاحب التمثال الحقيقي و تعرض اللحية حالياً في المتحف البريطاني حيث اهداها اليه عالم المصريات الإيطالي جيوفاني كافيجليا، الذي عثر على جزء من اللحية خلال أعمال حفر وتنقيب قام بها عام 1817 وغالب الظن أن العوامل الطبيعية، أسهمت بالدور الأكبر في تفتيت هذه الأجزاء من التمثال، من رياح ورطوبة وعوامل التعرية الأخرى ولا يوجد أي دور للحضارات الأنسانية في تشويه النبي الحكيم ورمز العلم والتوحيد عبر الحضارات قاطبة.
ومع نهاية رحلتنا عبر ربوع التاريخ نتمني أن نكون قد سطرنا عبر احاجي المنطق للمكانة العلية التي استحقها سيدنا ادريس عليه السلام أبو الهول العصور القديمة ورمز العلم والحكمة في كل العصور.

د.محمد فتحي عبد العال
صيدلي وماجستير في الكيمياء الحيوية
دبلوم الدراسات العليا من المعهد العالي للدراسات الاسلامية
رئيس قسم الجودة ومدير المكتب الفني بفرع الشرقية للتأمين الصحي
.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة