شُكْرَاً مَاضِينَا شُكْرَاً

تاريخ النشر: 08/02/17 | 4:09

شُكْرَاً مَاضِينَا شُكْرَاً
مَا أَتعَسَنَا !!!
مَا زِلْنَا قَيْدَ الزِّنْزَانَةِ ,
نَجْتَرُّ صَنيعَ الأمْوَاتِ .
والمَاضِي نَعلِك جَودَتَهُ,
ورُجُولَتَهُ ,
كَيْ نَتَعَالَى في الخِطابَاتِ .
الرَّقَبَةُ شَنّجَهَا النَّظَرُ للخَلفِ ,
يَعِزُّ عَليْنا الخَلفُ كَثيراً ,
فهو غَنِيٌّ بالنَّشَوَات.
لا يميناً نُبْصِرُ لا شمَالاً,
واَمَامٌ يَدْفَعُنا إِلَيْهِ الزمَنُ,
بالجَرْف .
سَئِمَ مِن نَزَقٍ يَتَأَصَّلُ فينَا ,
فتَزَيَّا الأَسْوَدَ ,
كالجُبِّ يُخْفِي مَجهولاً خِفْناه .
كَمْ شَيَّبناهُ وخَذَلْناهُ !!!
بَرِمَ من ضِيقِ الخُطُواتِ ,
يَتَأَفَّف حيناً يَتَثاءَبْ
يَصْرَخُ فينَا مُمْتَهِنَاً :
” تُبّاً لَكُمُ يَا أَمْوَات ” .
حَاضِرُنا نَغَّصَهُ العُنْفُ ,
أَضناهُ العَدَدُ ,
نأكُلُ لَحْمَ الجَارِ لِنحيا ,
نشربُ دَمَّ مَن يُزعِجُنا ,
قتالُ الإخوةِ في الزِّنزانة,
مِتْعَة نزفٍ للدَّم ,
وشَجَاعة تطغَى على الأجيَال.
صَارَ يتَقَيَّأ دَيْدَنَنَا ,
لَه طَعمٌ مُرُّ كاَلعلقَم ,
نَرقُصُ على نَغَمِ الإفلاس.
شَيُّ الَّلحْم يَرْفَعُنا درجات ْ,
والفيلَّا الفَخْمَة تَسْمَقُ بالآيَات .
والسَّيَارةُ تَهِزُّ الأرضَ
وتَحْتَمي بالخرَزَة الزَّرْقاء,
والزُّبْدةُ فينا تَتَلاشَى ,
يَمْتَصُّ مِنْهاُ الأعْداء .
حاضِرُناُ ضَعِيفُ البَصَرِ,
لا يُبْصِرُ إِلَّا الخَلفِ,
لا يَجْرُؤ أَنْ يَخْطُو خُطوَة ,
يَجُرُّهُ إِبليسٌ أَعور نحو المُنْكَرْ,
يَمْتَصّ دَمَّه ,
ويُطْلِقُهُ يبْحَثُ عن مَقبَر.
****
ما زلنا نَنْعَمُ في زنْزَانَةِ ماضِينَا ,
لَنْ نَخْرُجَ مِنهَا ؟
بَاقُونَ فِيهَا نَتَغَنَّى ,
بِإرْثِ الأجْدَاد ؟؟؟
أبو ذَرِّ الغَفَّارِ أورَثنا النَّاقَةَ والجُلبَابْ ,,
ثُمَّ الصّبرَ أورَثنا ,وحِذاءً مَطوِيّ الكَعْبِ
وحِمَاراً أبيض , بَاتَ شِعَاراً للأعرَاب .
أسَدُ الصَّحْراء أورَثنا السَّيفَ,
وسَيْفُ العَدلِ وصِيَّة عُمَرُ بن الخَطَّابْ .
لكنَّ السَّيفَ يَضْطَرِبُ في أيَادينا ,
سَيْفٌ لِلعَدلِ لا يَثبُتْ ,
في أَيْدي قَوْمٍ نِصْفُهُ أَذنَابْ .
وصلاحُ الدين أَورَثَنا حِصَانه,
لكنّهُ لا يَصْهلْ بعد تَرَجُّلِهِ,
غابت عنه أَصَالَتُهُ ,
لا سِرجٌ يَحْتَملُ لا رِكَاب .
****
وَرِثْنا دَوْلَتَنَا العُظمَى” مَكَّة ”
لا جَيشَاً تَبْغي لا حَرَصَاً ,
يَحْمِيهَا الرَّبُّ !!! .
ونَحْنُ قومٌ يَتَوَكّْل
والرَّب لا يَنْسى المُتَوَكِّلْ .
كالنَّجمِ الثَّاقِب تُبْرِقُ في الكَونْ ,
لا يَخفُت نورُهَا , لا تَخلُدُ أبداً للنَّوم.
مَأسَدَةٌ تزأرُ حَولَ الكَعبَةِ ليْلاً ونَهَارا ,
لا يَقربُها أحَدُ , لا يَدخُلُها إِلَّا نحن .
نشمخ فيها نَتعالى بين الآنَام .
والدَّربُ مِنهَا للجَّنةِ ,
مَا أسعدَنا !!! مَا أطهَرنا
شكرا ماضينا شكرا .

أحمد طه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة