لماذا تخفي الأسرة العربية مشاعرها

تاريخ النشر: 27/01/17 | 0:42

لا يخفى على المتابع الفطن لحالة الأسرة العربية المعاصرة ما تمر به هذه النواة من تغيرات جذرية تمس جميع المستويات ،
فالأسرة اليوم مكونة من أم طموح تسعى لنيل أعلى المراتب الوظيفية، ومن أب يكدح كامل اليوم لتوفير الحاجيات المادية المتفاقمة للأسرة، والأبناء مشتتو الإنتباه بين دراسة مفروضة عليهم وبين محاكاة للتطور المحموم الذي تشهده التكنولوجيا المعاصرة ووسائل الإتصال الحديثة، وإضافة إلى كل هذه العوامل التي تساعد على تباعد أفراد الأسرة نجد الأوقات المشتركة بينهم لا ترتكز على أسس سليمة من شأنها تدعيم الروابط الأسرية بل غالبا ما يستحوذ التلفاز على السلطة المطلقة في الأوقات المشتركة ومازاد الأمور سوءا هو أن المنزل الواحد اليوم يتوفر على أكثر من جهاز مما يزيد الهوة اتساعا بين أفراد العائلة الواحدة .
ولعل اللجوء إلى لغة الأرقام التي توافينا بها الدراسات النفسية الحديثة المتابعة لحالة الأسرة العربية سيكون له وقع مفاجئ على القارئ فقد أثبتت بعض هذه الدراسات أن 7 من 10 أسرعربية تعاني من الصمت بين الأزواج مما يؤثر سلبا على نفسية الأزواج والأبناء على حد السواء ومن أكثر المؤشرات إنذارا بالخطر منتديات الاستشارات الأسرية وما تلقاه من رواج وإقبال، علما بأن 87% من الاستشارات تطلبها الزوجات و10 % يطلبها الأبناء بينما لا يلجأ الزوج إلى هذه الاستشارات إلا في 3% من الحالات ونتبين من ذلك مدى معاناة المرأة العربية واضطرارها إلى اللجوء إلى منتديات الاستشارات الأسرية كبديل عن التحدث إلى زوجها و مصارحته بما يخالج صدرها ربما هربا من صمته أو استهزائه بمشاعرها. وإضافة إلى المنتديات الخاصة بمثل هذه الاستشارات نجد إقبالا غير مسبوق على العيادات النفسية أملا في الشفاء من تبعات انعدام التواصل وضعف الحوار والشعور بالحرمان العاطفي سواء بين النساء والأبناء وفي حالات اقل بكثير بين الرجال.

3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة