تأثير النشاط الجيولوجي للكوكب القزم سيريس

تاريخ النشر: 17/01/17 | 6:05

يعتبر الكوكب القزم سيريس Ceres من العوالم الصغيرة في المجموعة الشمسية، وهو أول كوكب قزم Dwarf Planet تتم دراسته من خلال مجس فضائي عن طريق المجس الأمريكي “دون” Dawn spacecraft الذي قدم معلومات غريبة عنه، وتحديدا البقعة البيضاء التي أطلق عليها فوهة اوكيتور Occator Crater حيث ظهرت لامعه بشكل لافت حتى بعد ابتعاد المجس عن الكويكب، وذلك حينما التقط صورة لها في السادس عشر من شهر أكتوبر 2016 الماضي.
والفوهة اوكيتور يبلغ قطرها حوالي 92 كيلومترا وبعمق 4 كيلومترات، وفي وسطها نوعان من اللطخات البيضاء اللامعة للغاية، تم التوصل بعد اقتراب المجس دون من الكويكب أنها مليئة بالملح وهو سبب اللمعان.
وأحدث نظرية حول هذه اللطخات البيضاء، تقول إن الكويكب سيريس نشط جيولوجيا منذ ملايين السنين، وربما حدث ارتطام بعد ذلك عمل على إخراج الملح من باطن الكويكب الغني بالملح إلى السطح، ومن ثم تبخر الماء من الجليد الموجود على السطح مع مرور الزمن مخلفا وراءه الملح داخل هذه الفوهة.
هذه التفاصيل غير المباشرة عن الكويكب دفعت علماء الفلك المسؤولين عن المجس دون لتمديد مهمته حول الكويكب خمس مرات، وفي أكتوبر 2016 الماضي حلق المجس دون على ارتفاع 1480 كيلومترا فوق الفوهة والتقط لها صورا فائقة الوضوح، وفي شهر نوفمبر الجاري اخذ المجس يبتعد عن سيريس حتى وصل على مسافة 7200 كيلومترا ، ومن ثم اخذ يلتقط الصور للفوهة مع الأماكن المحيطة بسبب المسافة البعيدة التي ساهمت في الكشف عن مناطق أوسع، كما تقلل من حدوث الضوضاء والانعكاسات الضوئية عن الأماكن المحيطة بالفوهة، فظهرت نتيجة لذلك تفاصيل أخرى لا تظهر من المسافات القريبة.
بعد أن تم تمديد مهمة المجس دون لفترة زمنية أطول، مما يسمح له بدراسة الكوكب القزم بشكل أفضل وأوسع، وسيتم دراسة الكوكب القزم باستخدام أشعة جاما gamma ray ومطياف النيوترونات Neutron Spectrometer والتي تسمح له بدراسة عمق يصل إلى 3 أقدام في التربة، بالإضافة لدراسة الجاذبية التي تكشف عن التركيب الداخلي للكوكب، كما يكشف التحليل الطيفي والأشعة تحت الحمراء عن المعادن الموجودة في باطن سيريس، بالإضافة لرسم خرائط لسطح الكوكب ومقارنتها مع التحاليل الباطنية للكوكب والتي يتم التقاطها من المسافات البعيدة.
يتوقع أن ينتهي المجس دون من عمله في شهر يوليو 2017 القادم إن شاء الله، والمجس دون هو الأول الذي يزور أضخم جرمين داخل حزام الكويكبات في المجموعة الشمسية، فقد زار الكويكب فيستا Vesta سنة 2011م وانتهى منه سنة 2012 ثم استخدم نظام الدفع الأيوني للخروج من مدار فيستا والتوجه نحو سيريس ليصله في سنة 2015.
ومن المقرر إن يبقى دون يدور حول الكوكب القزم فيستا حتى الانتهاء من عمله بعد إن ينتهي مصدر الطاقة فيه، ومن ثم سيتخذ المجس مدار ثابت له حول الكوكب.

42

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة