الشاعرة إبتسام أبو واصل محاميد في سطور

تاريخ النشر: 26/12/16 | 17:30

هي ابنة فلسطين، كل فلسطين، ما ان تستمع الى هديلها حتى ترى وطنا كاملا يدب على قدمين متجذرتين في اعماق الارض الطيبة. اشعارها تقطر حبيبات من نور تتماهى في عشق كل ذرة من ذرات البلاد. تحرص على الاخذ بأيد النشء الغض، وتسمو به الى علياء التميز والاستقلالية، من يتتبع يومها العملي، فليس بوسعه الا الدعاء لرب العباد بان يمدها بالصحة والقوة لانجاز ما يقبع بين ثنايا برنامجها.
كل السنوات لدى الشاعرة محاميد حصاد، وأي حصاد؟ فكل قصيدة تشدو بها هي موقف بحد ذاته. تراها تسخِّرُ طاقتها وجهدها وكلمتها في الامور الانسانية ومساعدة الايتام، ومد يد العون للمعوزين من بني الجلدة. تشد الرحال الى اقصى البلاد لتمسح راس يتيم، أو تسهم في تأسيس مشروع خيري يكفل للمحتاجين وذوي الحاجة حياة كريمة.
هي قمة في التواضع، وليس للفوقية عندها نصيب البتة: تسدي النصح والارشاد لمن يتخذ من الكلمة طريقا في الحياة. تثني على المجيد المتألق، وتأخذ بيد المتعثر، وتسهم في زرع الثقة في قلوب المبتدئين. ولا ادلَّ على ذلك من ادارتها المباشرة، كونها رئيسة جمعية همسة سماء الثقافة في البلاد، بل تبنيها لمشروع مسابقات الشاعر الشاب في فلسطين الداخل، ورصد جوائز تشجيعية مجزية للمتميزين، ناهيك عن تبنيها لمشروع الطالب المبدع وللسنة الثانية على التوالي دون كلل ام ملل، بل وباصرار وعزيمة لا تفتران.
كثيرة هي المهرجانات التي خاضت غمارها الشاعرة محاميد كمهرجان الخليل في مدينة الخليل، ومهرجان “زي” في الاردن، اضافة الى مهرجان الدنمارك للسنة الثالثة، ومؤتمر بيت لحم عاصمة الحضارة، والمشاركة الفعالة مع الاطفال في رياضهم، والعديد العديد من المشاركات التي يضيق المقام بسردها جميعا.

اعمالها المميزة جعلت افئدة متذوقي النظم تهوي في ميدان كلمتها الصادقة والمرهفة. تلك قلوب تُنزلُ الناسَ منازلهم وتقدر عملهم. فليس من المستغرب ان يتفضل نائب البرلمان السويدي جمال الحاج، بصفته وشخصه، بلقاء الشاعرة ابتسام ابو واصل محاميد، والثناء على ما تقوم به من جهود جبارة مضنية، وتسخير الوقت؛ خدمة للسان الضاد وصونه وحمايته وسط عالم يتسابق في ابراز لغته وفرضها على الغير.
لا تنسى البيت الداخلي في كل بقعة من الوطن يمكن الوصول اليها. فها هي تنثر اريجها وعبقها الأخاذ في ربوع جامعة القدس المفتوحة، وتوقع معها عقد تعاون وشراكة. ها هي تذرع المكان بخطى واثقة تليق بحس مرهف يتوق الى كل ثرى الوطن. لحظة تاريخية تختلط فيها الدموع السخية السخينة ومشاعر الوطنية، مع التوحد والرهبة معا في مكان يضم بين جنباته مقتنيات خاصة بالقائد المرحوم ” أبو عمار”، وجولة اخرى في قصر هشام.
حيثما هب اريج الشاعرة محاميد، تجد من يتسابق من يثمن ما تقوم به من اعمال رائدة في كافة المجالات المنوطة بها. فمؤسسة ” سيدة الارض” ممثلة برئيسها السيد كمال الحسيني، اضافة الى اعضاء لجنتها، تمنحها لقب” شخصية العام” لتميزها في الاداء، كما ونوعا، كناشطة اجتماعية ومتطوعة ناجحة. ومن طرفها اكدت محاميد ان لا فواصل ولا حواجز ولا حدود تفصل بين ابناء الشعب الواحد. وضربت اروع الامثلة حين جسدت التعاون الاسري في خدمة الوطن حين اصطحبت فلذة كبدها والقيام بزيارة ميدانية كان برفقتهما مدير الخدمات الطبية العقيد د. رمزي عمير. كانت زيارة ناجحة بامتياز؛ حفاوة وتقديرا واحتراما. وفي الختام، تم توزيع القصص على الطالبات.

الشاعرة ابتسام ابو واصل محاميد هرم عملاق في مجال الابداع، نُقِرُّ ونعترف بانه مهما سال المداد، فلن يفيها حقها. ونختم بما جال في بالها حين رات بلادها تنال منها الحرائق، وتعبث في ما شيده الاباء والاجداد. فمهما يكن، فهي بلادها، وهي جذورها ولا ترضى لها الخراب، وستعود يوما شامخة شموخ الامل.

حيفا
عروس البحر حيفا تئن
أما سمعتم الأنين فيها ؟
حيفا تحترق تشتعل
غزلانها، عصافيرها، رحلت
وشاطئ ينوح ويبكيها
رياح صفراء عاتية
رمال غبراء آتية
نيران رعناء لاهية
جبالها براكينها تفجرت وذرفت مآقيها
عروس البحر حيفا
النيران تغشيها
أشجارها اسيرة ملتهبة
دخانها قاتم. وقلبها مرتجف
أنوار ليلها هذه المرة مختلف
وعشبها بالنيران ملتحف
والبحر يناجي الله في ذمة الغياب يرويها
عروس البحر حيفا
لا تفرحوا لاحتراقها
سواعد الاجداد ما زالت تلفها
زيتونها بلوطها. سنديانها وسروها شامخ
نيران جائعة تلتهمها وتكويها
حب الوطن ما زال فينا وروح الوطن تحميها
عروس البحر حيفا
ابكي عليك جنة الكرمل الاخضر
أيا ماسة المرمر
ارضي فلسطينية
الله اكبر على من طغى وتجبر
حماها الله حيفا واهالنا
لينبت العشب والزهر الأحمر
وتعود العصافير تبني اعشاشها
والفراش يتراقص في روابيها

بقلم يونس عودة

untitled-1-91

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة