ولع كاتب بامرأة كاتبة دون علمها

تاريخ النشر: 17/11/16 | 0:00

لم تدرْ تلك المرأة الكاتبة بأنَّ ذاك الكاتب المشهور واقعٌ في حُبّها، فهو في روايته التي يعكفُ على الإنتهاء من كتابةِ الفصل الأخير منها لمّح فيها بأنه يحبُّ تلك الكاتبة، رغم كبر سنّها، وحينما أتته ذات مساء بعدما شعرتْ بضجرٍ غير عادي اشتكتْ له همّها، وبدأتْ تقصُّ عليه ما حدثَ معها قبل أيامٍ، وقالتْ له: أتدري يا صديقي بأنّ أحداً جاءَ ليخطبني، لكنني قلت له: لا أريدُ الزواج، فكيف لي أنْ أتزوجَ رجلاً لا أُحبّه، فابتسمَ الكاتب، وقالَ لها: هدّئي من روعكِ، فأنا أرى بأنَّكِ مضطربةٌ، فتعالي نسيرُ صوب الوادي، لكيْ تفضفضي عنْ حالكِ وهمومكِ، وسارا سويةً في طريقٍ ترابية، وبدا الانزعاجُ على تلك الكاتبة جلياً، وقالتْ له: لقد تعوّدتُ العيشَ بمفردي بين كتبي، فلا أدري كيفَ سأعيشُ مع رجلٍ لا أعرفُ عنه شيئاً، ولمْ أقع في حُبّه البتّة، فهزَّ رأسَه الكاتب وقالَ لها: صدقتِ فالزّواجُ بلا حُبٍّ إنّما يكونُ جنوناً، وبعدما تعبا من السّيْر استراحا على صخرةٍ ملساء، ودخّنا سيجارتيْن، وعادا في ذات الطّريق، وعندما وصلتْ الكاتبةُ قامَ ذاك الكاتب بتوديعِها، وقالَ لها: كوني هادئةً ولا تقلقي، فقالتْ له: أتدري في سيْري معكَ أشعرُ براحةٍ غريبة، وقبل أنْ تدخلَ إلى بيتِها سألته ما هي روايتك الأخيرة، التي تكتبها الآن؟ فردّ عليها حينما سأنتهي من كتابتِها سأعطيكِ نسخةً منها، لكي تقرأيها، وابتسمتْ له ولوحّت له بيدها ودخلتْ إلى منزلها، وخطتْ نحو حُجرتها وقالتْ بدا لي من نظراتِ عيني ذاك الكاتب بأنّه يميلُ لي، لكنّه لا يبوحُ بحبّه، أما ذاك الكاتب فعادَ إلى بيتِه وجلسَ في غُرفته، وأخذ يكتبُ ما تبقّى مِنْ روايتِه والتي كانَ عنوانها وقوعٌ بطيء في حُبّ كاتبة، وقالَ في ذاته عندما ستقرأُ تلك الكاتبة المهمومة ستدركُ بأنَّني أتكلّمُ عَنْ حُبّي لها وحينها ستسرّ، لأنها ما زالت لا تدري بأنني مولعٌ بها حتى الجنون..

عطا الله شاهين

3talla7shaheen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة