سأكتبُ عن محاربتكِ لإنصافِ المرأة

تاريخ النشر: 04/11/16 | 19:43

بينما كان ذاك الكاتب يحتضر على فراش الموت جاءته تلك الكاتبة المغمورة، هي صديقته في المشاكسة الكتابية، فدخلت وقرفت من رائحة الأدوية ودنت صوبه كانت تدمع حينما رأت وجهه قريبا من الموت وقالت له إنك تموت يا صديقي المشاغب في كتاباتك دائما، فردّ عليها لقد نال مني المرض يا صديقتي وكما ترين ها أنا أموت بكل هدوء، فدنتْ منه وقالت صدقني أنا حزينة للغاية على فراقكَ فكم كنت تحارب لإنصاف المرأة فقال لها ذاك الكاتب مبتسما: لا تنسيني بعد موتي، فردّت عليه سأكتبكَ عنك بكل مشاعري، سأكتب عن محاربتك لإنصاف المرأة، وعن كل مشاغباتك الكتابية الرائعة، وجلست تلك الكاتبة بجانبه تبكي، بينما هو راح يتأمل وجهها المشعّ بالأمل، وقال لها ما أجمل وجهكِ، على الرغم من أنك بدأت تهرمين، فابتسامتكِ تمدني بطاقة غريبة حتى وأنا على فراش الموت، وبينما كانت تهمّ بالخروج من حجرته المليئة برائحة الأدوية التي لا تطاق، قالت له: سأكتبُ عنكَ في نصّي الأخير بأنك كنت إنسانا محبا للمرأة، فلا تهتم، سأذكركُ بكل خير، سأعلقُ صورتكَ على حائط غرفتي، وسأتذكر غضبكَ في كتاباتك على وضعنا البائس سأقرأ كل أشعارك مرة أخرى دون ملل، سأزور قبركَ في كل مساء، فردّ عليها أعلم بأنك ستأتين لزيارتي بعد موتي، فأنا كم أحببت فيكِ الصّدق والتمرد في كتاباتكِ، فنظرت صوبه بنظرة أخيرة وعلمتْ بأنه سيموت بعد لحظات وما أن خرجتْ حتى علمتْ من موظف الاستقبال بأنّ الكاتب قد توفى للتو، فذهبت إلى بيتها تدمع..

عطا الله شاهين

3talla7shaheen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة