سأكتبُ عن شيطنتكَ في نصّي الأخير

تاريخ النشر: 30/10/16 | 16:27

بينما كان ذاك الشاعر يحتضر على فراش الموت جائته تلك الكاتبة المغمورة صديقته المشاكسة، وكانت تخطو صوبه وتدمع وقالت له إنك تموت يا صديقي، فردّ عليها لقد نال مني المرض اللعين، ولكن ها أنا أموت بكل هدوء، فدنتْ منه وقالت وجهكَ أسود، فيبدو أنك اقتربت من الموتِ، فقال لها ذاك الشاعر بابتسامة: لا تنسيني بعد موتي، فردّت عليه سأكتبكَ في نصّي الأخير، سأكتب عن شيطنتكَ في الشّعر، وعن كل مشاكساتكَ الرائعة، وجلست بجانبه تبكي، بينما هو راح يتأمل وجهها المشعّ، وقال لها ما أجمل وجهكِ، حينما تبتسمين، فابتسامتكِ تمدني بطاقة غريبة، رغم ألمي الذي أحسّ به الآن، وبينما كانت تهمّ بالخروج من حجرته المليئة برائحة الأدوية، قالت له: سأكتبُ عنكَ في نصّي الأخير، فلا تهتم، سأذكركُ بكل خير، سأعلقُ صورتكَ على حائط غرفتي، وسأتذكر غضبكَ على وضعنا البائس كلما سأنظر إلى صورتك الضاحكة، سأقرأ كل أشعارك مرة أخرى، سأزور قبركَ في كل مساء، فردّ عليها أعلم بأنك ستأتين لزيارتي بعد موتي، فأنا كم أحببت فيكِ الصّدق والتمرد في كتاباتكِ، فنظرت صوبه بنظرة أخيرة وعلمتْ بأنه سيموت بعد لحظات …

عطا الله شاهين

3talla7shaheen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة