وتقاسمنا القصة…

تاريخ النشر: 20/07/11 | 1:00

بقلم رامية مصاروة: “هذه الخاطرة كتبتها من أجل طالبتي التي توفي والدها فشعرت بحزنها الخفي وقررت كتابتها في سطور” :

يوم رأيتها للمرة الأولى خيل الي انها ملاك قدم من السماء , كانت ببراءتها وجمالها تفوق كل وصف, جلست أمامي ترتقب ما أقول , لم أستطع التحدث أمام عظمة الموقف وهيبته, كانت طفلة جميلة شقراء الشعر, بيضاء البشره طويلة القامة وفي نظراتها حزن الاطفال عندما يفتقدون شيئاً ويودون الحصول عليه.

نظرت أليها أحاول أن أستجمع قواي وطاقتي فلم أستطع إلا ضمها والبكاء, طفله مات والدها لتوه ماذا عساني أن أفعل لها سوى ضمها ولمسها. في تلك الاحتضانه كنت أكتشف نفسي وأكرر ألمي المتصاعد من جسدي, ألم السنين التي مضت يوم فقدت والدي مثلها وكنت بحاجة إلى كل حضن يضمني لأرتاح واستوعب ما يحصل لي.

كانت تلك الطفله تقرأ قصتي في تلك الأثناء, لم أستطع معها الا البكاء كثيراً حتى تعرف أنها بدأت حياة جديده خاليه من ذلك الحنان الذي لا يضاهيه حنان في كل العالم.

أبكي يا صغيرتي فاليوم طوينا معاً صفحة الأبوه لنفتح معاً صفحة لا كلمات فيها ولا عبارات , حروفها بيضاء شفافة بلون الأفق وأغطية ليليه باردة لا دفء فيها سوى أنين وألم فراق.

أتراها تعقل ما يدور ببالي الأن أم أنها بكل شفافيتها ما زالت صغيرة ولديها من السنين كثيراً حتى تشعر شعور الحرمان. أيمكن لبشر أن يؤجل شعوره بالحزن حتى يكبر! أو يضعه في صندوق إلى أجل غير مسمى! أم أنها ستعيش مع فقدان وألم سنين وعمر !

لا أعرف لأسئلتي إجابات فأمرها يحيرني ويحفزني على كتابتها سنين كثيره حتى أعرف إن كانت تشعر مثلي أم أن الاطفال لهم شعور خاص بهم لا نستطيع اختراقه ولا قراءته .

قصة سأقرأها كلما تذكرت تلك الطفله التي صارت من يومها جزءاً من كتاباتي ولفظ حروفي .

‫10 تعليقات

  1. راميه الغاليه دموع الدنيا كلها لا ترجع ميت ولا تعيد ساعه مضت من طبع بني البشر ان الله انعم عليهم بنعمة النسيان وهذا فضل كبير من الله على المؤمنين الصابرين الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر ولهذا اقول لك ان الحياة قصيره والايام تجري مسرعه فعلينا ان نستغل ايامنا بالخير والسعاده لنا وللمقربين منا ليكن يومنا اجمل واصفى ولا نجعل ايامنا غم وذكريات محزنه فحال الدنيا لا محال منه

  2. صدقت بكل كلمة يا أم سعيد ولكن هذه طريقتي بالتعبير عن مشاعري حتى لو كانت حزينه فهي متنفس ونعمة من الله..أشكرك على ردك المعبر ودعمك الدائم للجميع.

  3. راميه العزيزه, قمة التطور الانساني والادراك العاطفي ان نتحد مع مشاعرنا ونشاطرها مع الاخر وان كان الاخر طفلا فهذا ان دل فانه يدل على احساس مرهف وجميل..
    اتمنى لك التوفيق بالحياه وان تكوني كما انت شمعة مضيئة بحياة الاطفال.

  4. غاية سامية… ان نشاطر الناس احزانهم..ونشاركهم افراحهم.

    القصة تدل على نبل الاخلاق والمشاعر..جميل ان نسير بدروب الخير والمعروف…

    الحياة مسرحية….كل يمثل دوره .واجبنا التالق في الاداء..جميعنا ذاهبون الى نفس

    النهاية طال العمر ام قصر.

    عزيزتي الكاتبة..انتاجك الادبي جميل الاسلوب.هادف.ومحط احترام واعجاب عند

    زوار الموقع..استمري بدروب العطاء والتالق..

    عطاءك الوفير الخالد..اجمل هدية لروح والدك الكريم..الذي كان من اهل الوفاء والخير.

    تحية شكر وامتنان لشخصك الانساني ولمقالاتك الجوهرية.

  5. احلى احساس ان نجد منن يشاطرنا احزاننا ويابه لنا ,والاجمل حين نجد هذا الشخص يخفف من مصابنا ,لو كانت دموعنا ترجع الغوالي لبكينا كل الدهر,احييك على هذه المشاعر المرهفه

  6. دولا شكراً لك ,سجود اشكرك عزيزتي انت متألقه بكلامك… أبو نبراس دامت كلماتك الجميلة تشجعنا وتمنحنا الأمل واطال الله عمرك…

  7. حياك الله اختي راميه كلماتك تنساب في عروقي كما ينساب حبر يراعك الجميل في هذه الخاطرة كلماتك شفافة بحروف سامية.. شاهقة تأخذ معها حُرقة في القلب وطعم من الدموع.. وكما ذكرت فالالم يبقى ألم لا يمكننا تأجيله لكي نكبر وننضج, نجني منه العلّقم والحنظل … بوركت عزيزتي وجمل الله ايامك بالمحبة ,ألامل , والسلام..

  8. انسانه الي عندها كل هالاخلاص والعطاء مش غريبه عليها هيك مواقف ……..تحياتي واحترامي والى الامام

  9. رامية صديقتي العزيزة والغالية
    تحياتي لك على الخاطرة التي جمعت فيها احاسيسنا ومشاعرنا كأنك كتبت حروفك بدموعنا ومشاعرنا
    ما اصعب الفراق والحرمان من شخص كان لك مصدر الامان والسعادة
    قدماً والى الامام يا غالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة