جولة في اللغة: (أي) في صور مختلفة

تاريخ النشر: 08/10/16 | 8:04

* أيّ الكمالية هي التي ترد بمعنى الإعجاب، نحو:
استمعت إلى شاعرٍ أيِّ شاعر.

نعرب (أيّ) هنا وقد وقعت بعد نكرة- نعتًا، ونقول كذلك: ألقى الخطيب كلمةً أيَّ كلمة، فالكلمة (أيّ) نعت منصوب.

أما إذا وقعت بعد معرفة فهي حال:
استمعت إلى الشاعر أيَّ شاعرٍ. (نلاحظ أن “أي” هنا تضاف إلى نكرة).
وأما إذا أضيفت إلى المصدر فهي نائب عن المفعول المطلق، نحو:
أكرمته أيَّ إكرامٍ!

* من أنواع (أيّ+ أية): الوصلية أيْ أن تكون وصْلة لما فيه (ال) في النداء:
أيُّها الناس!
أي: منادى مبني على الضم في محل نصب.
ومثل ذلك “يأيتها النفس المطمئنة”، فنحن لا نستطيع النداء (يا النفس) بدون الوصلة.
أذكّر أن (ها) للتنبيه.
لاحظ أن الاسم بعدها يعرب نعتًا إذا كان مشتقًا: يأيها الصديقُ- حركة (الصديق الضم على الإتباع- أي كحركة أيّ)
ويعرب بدلاً إذا كان بعدها اسم جامد: يأيتها النفسُ….

يمكن أن توصل (أي) الوصلية بعد (هذا)، نحو يا أيُّهذا الشاكي! (لاحظ إملاء “أيهذا” فالكلمتان متصلتان).
للتذكير: نستعمل (أيّ) للمذكر والمؤنث وهذا هو الغالب،
ونستعمل (أية) للمؤنث.
بعبارة أخرى: يصح لي أن أقول: يأيها السيدةُ، ويأيتها السيدةُ!

* إذا قلت عن نفسي: أنا -أيُّها المعلمُ- أحب طلابي، فكلمة (أيّ) مبنية على الضم في محل نصب على الاختصاص= مفعول به.

* اسم موصول، نحو: أحترمُ أيُّهم أجدُّ في عمله، فـ (أيّ) اسم موصول مبني على الضم في محل نصب مفعول به، والهاء مضاف إليه، والميم للجمع، و (أجدُّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.
نحن نبنيها على الضم إذا إضيفت، وحذف الضمير في صدر صلتها.
قال تعالى:
{ثم لننزعن من كل شيعةِ أيَُّهم أشدُّ على الرحمن عِتِيّا}- مريم، 69.
أما إذا لم يكن بعد (أيّ) مضاف إليه فهي معربة:
أحترم أيًّا أفضلُ!

(أيّ) الموصولة تبقى بلفظ واحد للمذكر والمؤنث.

* اسم شرط جازم:
أيُّ معلمٍ يحضرْ يشرحْ لك المادةَ، فـ (أيّ) مبتدأ، وقد لاحظنا أن اسم الشرط جزم مرتين، أقول مرتين- لأن الجزم الثاني قد يكون محلاً ولا يكون في الفعل المضارع، نحو:
{أيًا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}، فجملة (له الأسماء) في محل جزم.

أيّ الشرطية تبقى في التذكير والتأنيث، فنقول- أيُّ امرأة حضرت فأكرمها!

* اسم استفهام:
أيَّ الضيوفِ استقبلتَ؟ (أي= مفعول به مقدم).

اتضح من المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم أن (أيّ) هي التي تستخدم مع المؤنث والمذكر وكذلك مع المفرد والمثنى والجمع.
إليك بعض الأمثلة:
(أي) قبل لفظ مذكر:
{قل أيُّ شيء أكبر شهادة …}- سورة الأنعام، 19.

(أي) قبل لفظ مؤنث:

{وما تدري نفس بأيِّ أرض تموت}- سورة لقمان، 34.
{في أيِّ صورة ما شاء ركبك}- سورة الانفطار، 8.

(أي) قبل مثنى مذكر:

{فأي الفريقين أحق بالأمن}- سورة الأنعام، 81.

أي قبل جمع مؤنث:

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}- سورة الرحمن: تتكرر الآية كثيرًا.

ومع ذلك وردت في الشعر (أيّة):

أبو العتاهية:

للد درُّ أبيك أية ليلة *** مخضت صبيحتها ليوم الموقف
ابن الرومي:
لله در أبيك أية حيلة *** لو أنها جازت على الفهماء؟
أبو تمام:
يا دهر أية زهرة للمجد لم *** تجفّف وأية أيكة لم تُخضدِ؟

المتنبي:
من أية الطرق يأتي نحوك الكرم *** أين المحاجم يا كافور والجَلَمُ؟

خلاصة القول ما قاله ابن يعيش:

قالَ ابنُ يعيش في «شَرْحِ المُفَصَّلِ 1/9:
(أيٌّ) قد تُؤنَّثُ إذا أُضيفَتْ إلى مُؤنَّثٍ، وتَرْكُ التَّأنيثِ أكثرُ فيها.
وقد استخدم البحتري الوجهين:
رحلوا فأيّةُ عَبرةٍ لم تُسْكَبِ= أسَفاً وأيُّ عزيمةٍ لم تُغْلَبِ

ب. فاروق مواسي

faroqmwasee

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة