خوف مختلف

تاريخ النشر: 29/09/16 | 13:16

لم يكن يعلم ذاك الطفل بأنه سيشعر بخوف مختلف، حينما حضنته تلك المرأة الغريبة لحظة هروبهما من الموت ذات مساء بارد، ففي ذاك المساء قصفتْ المدينة، وفرّت المرأة من بيتها بملابسها الخفيفة رغم الجوّ البارد، وفي الطريق التقت بطفلٍ يرتجف من شدة البردِ، ويتقوقع خلف شجيرة بلا أوراق، فما كان منها سوى أن حملته بين يديها وسارت به في خطوات مجنونة صوب جبال لطالما أحبت تلك الجبال أيام مراهقتها، ومن شدة التعب خرّت المرأة الغريبة على الأرض، لكن الطفل ارتعب، فقامت تلك المرأة الغريبة بتهدئته وقالت له سنستريح هنا قليلا فرد عليها الطفل هل ابتعدنا عن القصف؟ فردت عليه بلى، لقد ابتعدنا كثيرا وبإمكاننا أن ننام هنا حتى الصباح، لأننا في العتمة لا ندري في إتجاه نسير، فمن الأفضل أن نمكث هنا حتى طلوع الفجر، فحضنته إلى صدرها وشعر الطفل حينها بخوف مختلف لأنه لمس أشياء لم يلمسها من قبل، وقال في ذاته هنا خوف وهناك خوف لكن هنا الخوف هنا مختلف، مع أن قلبي يدق بسرعة كلما التصقت بها، ولا أدري أأبتعد عنها أم أنني أظل ملتصقا، فأقنع ذاته بعد تردد مجنون بأن بقائه ملتصقا أفضل رغم الخوف الذي كان يشعر به..

عطا الله شاهين

36allhshahen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة