الغيرة

تاريخ النشر: 01/10/16 | 0:01

ذات ليلةٍ ذهبتُ لتلبيةِ دعوة صديقي لحضورِ حفلة عيد ميلاده، وعندما وصلتُ إلى تلك القاعة، التي كانت تقام فيه الحفلة في الموعد المحدد، شاهدتُ صديقي يجلسُ بصحبةِ أصدقائِه، فرآني ونادى عليّ ورحّبَ بي، وأجلسني بجانيه، وبعد دقائق بدأتْ الفرقةُ الموسيقية تغنّي أغان راقصة، وقمنا جميعنا ورقصنا بكلّ انبساط، وبعد مرورِ ساعةٍ من الزّمن قامتْ الفرقةُ بعزفِ أغنية لرقصٍ بطيء، وشاهدتُ امرأةً كانتْ تخطو صوبي وقالتْ ألا أتراقصني؟ فلمْ أردْ أنْ أحرجها، فقمتُ ورقصتُ معها على ألحانِ تلك الأُغنية الرائعة، وكنت أرقص معها بكلّ خجل، وعندما انتهتْ الأغنية، شكرتني بكلّ أدبٍ، وعادتْ إلى مكانها، أما أنا فعدتُ إلى عند أصدقائي، الذين كانوا مبسوطين، وقالوا لي أنتَ فعلا كُنتَ رائعا برقصكَ..
وبعد مرورِ ساعةٍ من الزّمن خرجتْ تلك المرأة مع صديقاتها، فلحقتُها وقلتُ لها: أنا معجبٌ بكِ وأدعوكِ غداً لنتناولِ فنجان قهوة، لكنّها اعتذرتْ منّي، وقالتْ لي بأنّها لا تستطيع لأنّها مشغولةٌ في مشروعٍ طال العملُ به وعليها أنْ تنجزَه، لكنّها قالتْ أعدكُ في الأُسبوعِ القادم بأنْ نتناولَ القهوةَ سوية، لأنّني سآخذُ إجازةً من العمل، وسأراكَ في مقهى ريترو، فهززتُ رأسي في إشارةٍ منّي بالموافقة، وودّعتها، وذهبتُ إلى بيتي متعباً من الرّقص، وبعد أُسبوعٍ أتيتُ إلى مقهى ريترو، وجلستُ انتظرها، فأتتْ في الموعدِ المُحدّد، ورحنا نتحدّثُ في كلّ الأمور، مع أنّني كنتُ وقتها لمْ أُتقن لغةَ بلدها بشكلٍ جيّد، لأنه لمْ يكنْ قد مرّ على عيشِي هناك في تلك البلد سوى شهر واحد، ومع كثرةِ اللقاءات تعمّقتْ صداقتنا، ولكنّنا افترقنا بعد فترةٍ من الزّمن، لأنّني كنتُ أغارُ عليها كثيرا، ورغم ابتعادي عنها، إلا أنّها كانتْ تخرجُ معي أحيانا للسّهر على ضفافِ النّهر.
وبعد فترةٍ من افتراقنا اكتشفتُ بأنّني فعلا كنتُ أُحِبُّها، ولكنّ الحُبَّ ماتَ مِنْ غيرتي عليها، رغم أنّني قلتُ لها بعد مدّة مِنْ تعارفِنا بأنّني أغارُ، حينما أراكِ تتحدّثين مع الآخرين، فقالتْ إذا كنتَ تثقُ فيّ فلا تقلق، فرددتُ عليها لا استطيع أنْ أتمالكَ نفسي، حينما أشاهدكِ وأنتِ تتكلّمين مع رجالٍ آخرين، فالغيرةُ يا حبيبتي تقتلني، فقالت لي: ّإذن من الأفضلِ أنْ نفترق، وسنبقى صديقين، ومرّت السُّنون، وعلمتُ بعد فترةٍ من الزّمن بأنّها تزوجتْ، ومع مرورِ السّنين نسيتُها، لكنني ما زلتُ أتذكّرُ كُلّ لحظةٍ جميلةٍ عِشتُها معها..

عطا الله شاهين

36allhshahen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة