الأجوبة المسكِـتَة

تاريخ النشر: 06/09/16 | 12:55

ثمة أجوبة قاطعة تدل على ذكاء المجيب وحضور بديهته، حتى يصح التعبير “مُفحِم” أي يجعل السامع على سبيل التشبيه- كالفحم وقد انطفأت ناره.

هذه الأجوبة تسمى “الأجوبة المسكتة”، وقد صدر كتاب ابن أبي عَون تحت هذا العنوان، بتحقيق ابنة الطيبة ( طيبة بني صعب) ب. مي أحمد يوسف- المحاضرة في جامعة اليرموك.
..

هذه الأجوبة ترِد كثيرًا في كتب الأدب القديم، وقد صدر لأبي عيسى الوراق كتاب “الأجوبة المسكتة”، وقد وردت أيضًا بأسماء مختلفة منها “الجوابات المسكتة الحاضرة”.

كنت اطلعت على كتاب “المستطرَف في كل فن مستَظرَف” للأبشيهي – الباب الثامن، وهو تحت عنوان “في الأجوبة المسكتة والمستحسنة ورَشَقات اللسان وما جرى مجرى ذلك”، ومنه أختار لكم ما سبق أن اخترته في تمرينات كتاب “الجديد في قواعد العربية” للصف العاشر:

“أخذ عبد الملك بن مروان بعض أصحاب شَبيب الحارثي، فقال له:
ألست القائل:
ومنا شريدٌ والبُطينُ وقَعْنَبٌ *** ومنا أميرُ المؤمنين شبيبُ
قال: يا أميرَ المؤمنين إنما قلت- ومنا أميرَ المؤمنين شبيب، وأردت بذلك مناداة لك” – ص 80- وكنت أوردتها ولا أذكر المصدر في حينه:”ومنا سُويْدٌ والبَطينُ….”

وثمة قصص طريفة ظريفة أخرى.
من أجوبة الرسول الفصيحة ما جرى من حوار بينه وبين عائشة أم المؤمنين:
– ما عندكِ منها؟ (من الشاة التي تصدقت بها)
– ما بقي منها إلا كتِفٌ.
– كلّها إلا كتفًا.
-أخرجه الترمذي (2470) وأحمد (6/50).

مما يذكر في سرعة جواب المتنبي وقوة استحضاره أنه حضر مجلس لوزير، وفيه أبو علي الآمدي صاحب “الموازنة بين الطائيين”، فأنشد المتنبي:

إنما التهنئات للأكْفاء *** ولمن يدّني من البعداء
فقال الآمدي: التهنئة مصدر، والمصدر لا يُجمع.
فقال المتنبي لشخص كان إلى جانبه:
أمسلم هو؟
فأجابه الرجل: سبحان الله! هذا أستاذ الجماعة.
قال المتنبي: إذا صلى المسلم وتشهّد أفلا يقول:
“التحيات”؟
(لسان الميزان- لابن حَجر العسقلاني، ج1، ص 161- ترجمة رقم 511)
..

ب. فاروق مواسي

faroqmwaseee

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة