الطرق الصحية في التعامل مع طفل مصاب بالربو

تاريخ النشر: 05/09/16 | 6:15

بمجرد معرفة الأم بأن طفلها مصاب بالربو تسودها حالة من الارتباك والخوف لعدم معرفتها كيفية التعامل مع هذا المرض، فالربو هو ضيق يحدث في الأنابيب الهوائية الصغيرة التي تتصل بالرئتين، وعند حدوث نوبة الربو، تجعل التنفس صعبا خاصة في حالة الزفير، ويقل حدة المرض مع التقدم في العمر، وهو يعد من أكثر الأمراض المزمنة انتشارا لدى الأطفال، مما يوجب معرفة الطرق الصحية للتعامل مع الطفل المصاب بالربو لتجنب مضاعفات المرض.

تتعدد المسميات التي تطلق على مرض الربو، فهو يعرف باسم الربو الشعبي نسبة إلى الشعب الهوائية، والأزمة نسبة إلى الاسم اللاتيني“Asthma”، والبعض يطلق عليه اسم حساسية الصدر أو حساسية القصبات الهوائية، وهذه الأسماء جميعا تشير إلى وجود التهاب تحسسي مزمن في الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى حدوث نوبات متكررة من السعال والصفير في الصدر وضيق التنفس، وعلى الرغم من أن نسبة كبيرة من الأطفال المصابين بالمرض تشفى أو تختفي أعراض المرض لديهم في مراحل متفاوتة من عمر الطفولة أو المراهقة، إلا أن كثيرين منهم يعانون من تكرار نوبات المرض، وغياب العناية الصحية في المدرسة وسرعة التعامل مع المرض، وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة المختلفة، بالإضافة إلى إصابة الأهل بالقلق الدائم على صحة أبنائهم من جهة، وقلق من استعمال العلاجات المختلفة من جهة أخرى.

وقد أوضحت دراسة طبية بريطانية، أهم طرق التعامل الصحية مع الطفل المصاب بالربو، فهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث نوبات الربو، وتختلف من طفل لآخر، لكن بمجرد التعرف على هذه المثيرات تتكون لدى الأسرة خبرة كافية في كيفية التعامل مع نوبات الطفل وتقل تدريجيا، وبعدها يبدأ الأهل في تسجيل يوميات حدوث النوبات للطفل لمتابعته بشكل دوري وتحديد المشكلة، والاستعداد بالأدوية اللازمة في حالة حدوث أي ظرف مفاجئ وللتقليل من حجم النوبة.

وأكدت الدراسة على أهمية الحفاظ على نظافة المنزل للتأكد من عدم وجود أتربة تثير نوبات الربو لدى الطفل، مع إكثار الطفل من تناول المياه والمشروبات الدافئة لأنها تساعد الطفل على التنفس بشكل أفضل وأسهل وتحد من خطر حدوث أزمات الربو وتخففها، محذرة من تربية الحيوانات الأليفة في المنزل، لأنها تعد من أسوأ الأشياء التي يمكن أن يؤذي بها الوالدان طفلهما المصاب بالربو، حيث يعمل وبر هذه الحيوانات ولعابها على إثارة نوبات الربو، كما تحذر من التدخين أمام الطفل، وليس فقط تدخين السجائر، لكن أيضا دخان عوادم السيارات وأدخنة المصانع، لأنها تعد عدوا شرسا لمرضى الربو، مؤكدة على ضرورة متابعة حالته الصحية عن طريق وجبات متوازنة تمده بالفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم لتقوي جهاز المناعة، وتقلل من خطر حدوث نوبات المرض بشكل مستمر.

من جانبها، تؤكد رئيسة قسم صدر الأطفال والحساسية بكلية طب قصر العيني، د. فاطمة الهنيدي، أن التدخين من أهم الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الطفل بالربو الشعبي، مشيرة إلى أن التدخين السلبي في المنزل يشكل خطرا كبيرا على الأطفال، حيث أنه يلتصق بالملابس والحوائط ويستمر لمدة ثلاثة أيام، لافتة إلى أن دخان السجائر أو الشيشة يتطاير في الهواء وينتشر حتى 300 متر، فالربو من الحالات التي يكون فيها الشعب الهوائية ضيقة ومنتفخة، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وسعال وصفير عند التنفس، مؤكدة أن الربو يشكل مصدر إزعاج لبعض الأشخاص، ويمكن أن يتعارض مع أنشطتهم اليومية، حيث يمكن أن تهدد نوبات الربو حياة الإنسان بشكل كلي، وبالنسبة للأطفال فهم يتميزون برئة حساسة جدا، لذلك يجب الاعتناء بها حتى سن 5 سنوات من ملوثات الهواء والسجائر، لأن نسبة الأطفال الذين يعانون من الربو الشعبي بعد الولادة تزداد بصورة أكبر مع الأيام.

كما تشير استشارية أمراض الأطفال، د. نهى أبو الوفا، إلى أن الربو يعد مرضا وراثيا تبدأ أعراض الإصابة به منذ الطفولة، حيث يتسبب في حدوث ضيق بالقصبات الهوائية نتيجة زيادة إفراز المخاط والارتشاح الخلوي، لافتة إلى أن كثيرا من الأمهات يعتقدن أن الإصابة بالحساسية الربوية ترجع إلى تعرض الأطفال للأتربة أو الأدخنة، وذلك غير صحيح، لأن جميع هذه العوامل تساعد على ظهور أعراض المرض ونوبات الربو، لكن السبب الرئيسي وراء إصابة الطفل بالربو هو وجود استعداد جيني وراثي يزيد من فرص الإصابة، مؤكدة أنه يجب على الأمهات الذهاب للطبيب المختص حال ظهور أعراض الربو المتمثلة في السعال الشديد أثناء فترة الليل، ووجود أزيز “صوت الصدر”، وسرعة في التنفس، فضلا عن زرقة الطفل، لمعرفة السبب خاصة لو كان هناك تاريخا وراثيا في العائلة من حيث الإصابة بالحساسية الربوية.

وعن أسباب ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي بين الأطفال في مصر، يوضح د. نبيل الدبركي، رئيس المركز القومي لأبحاث الحساسية والصدر، أن أمراض الجهاز التنفسي تزايدت بشكل ملحوظ في العالم بأكمله وليس في مصر فقط خلال المئة عام الماضية، بسبب الثورة الصناعية وما نتج عنها من تشييد عدد كبير من المصانع وانتشار صناعة السيارات، وهو ما أدى بشكل طبيعي إلى زيادة معدلات تلوث الهواء الجوى، مشيرا إلى أن عدد مرضى الربو وصل إلى 9 ملايين شخص وأكثر في مصر، حسب ما أعلنته الجمعية المصرية لأمراض الصدر، لافتا إلى أن ذلك يرجع إلى بعض العوامل الوراثية وعدم التزام المواطنين بالقواعد الصحية المتعارف عليها، بالإضافة إلى انتشار عدد كبير من المصانع والمناجم والمحاجر والتكييفات والعوادم المنبعثة من السيارات التي من شأنها أن تزيد من نسبة أمراض التنفس بشكل عام.

هذا وقد تجاوزت نسبة الأطفال المصابين بمرضى الربو ربع عدد الأطفال حول العالم، وتتضاعف تلك النسبة في البلدان النامية التي تتراجع فيها الخدمات الطبية والرعاية الصحية، بينما تقل في البلدان المتقدمة وأوروبا.

4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة