سياحة الفضاء… حلم بات قريب المنال

تاريخ النشر: 26/09/16 | 0:00

بات حلم سياحة الفضاء قريب المنال، وذلك بعد أن منحت إدارة الطيران المدني الأميركية، منذ أيام، شركة فيرجن جالاكتيك للطيران، المملوكة لرجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، أول رخصة لتسيير رحلات سياحية إلى الفضاء، ليسارع أكثر من 700 من عشاق الفضاء إلى حجز بطاقتهم ودفع ثمنها، مقابل 250 ألف دولار للبطاقة الواحدة، رغم أن الشركة لم تعلن بعد موعد انطلاق أولى رحلاتها المدارية.

وحصلت مركبة “في إس إس يونيتي” (VSS UNITY) التابعة للشركة، على أول رخصة تشغيل من نوعها في العالم لحمل الركاب في رحلة سياحية مدارية، تتسع لـ6 مسافرين وطيارين، وتغطي رخصتها جميع العمليات، بعدما كانت قد تفوقت على كل المؤسسات العملاقة التي تسعى لابتكار مركبة لاصطحاب عشاق السفر في رحلات قصيرة ومثيرة في الفضاء.

من جانبه، رأى رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بالقاهرة، الدكتور أشرف تادرس، أن السفر للفضاء، ليس سوى رفاهية زائدة يمتلكها بعض الأغنياء فقط، نظرًا لارتفاع سعرها، حيث يبلغ 250 ألف دولار للبطاقة الواحدة، لكن هذه السياحة تعتبر دعاية كبيرة للفضاء، وتساهم في نشر الثقافة الفكية وعلوم الفضاء بشكل كبير.

وأضاف تادرس، أن السفر للفضاء ليس بالمعنى الذي يتصوره بعض الأشخاص، بأن يرتدي بدلة فضائية ويمشي على سطح القمر، كما يفعل رواد الفضاء، ولكن كل ما هنالك أن المسافرين سيطيرون عبر طائرة مدارية، على ارتفاع يزيد عن 100 كيلو متر فوق سطح الأرض، وبذلك سيتمكنوا من رؤية كروية الأرض.

بالإضافة إلي ذلك، سيتاح لعشاق الفضاء، بحسب تادرس، إمكانية الاستمتاع بحالة انعدام الوزن والطوفان الحر داخل المركبة لدقائق قليلة، ومشاهدة الكرة الأرضية من وسط الفضاء المظلم، ومشاهدة شروق وغروب الشمس من خارج الكوكب.

وعقب انتهاء الرحلة، يعود زوار الفضاء عبر هذه الطائرة المدارية التي تهبط بهم على ممر الطائرات وكأنها طائرة عادية.

وعن التدريبات التي يخضع لها رواد الفضاء في الرحلات السياحية، نوه تادرس، بأنها بالتأكيد ستكون أقل من الترتيبات التي تسبق الذهاب الفعلي إلي الفضاء، التي تحتاج إلي بعض البرامج التأهيلية، لكن المسافرين في الرحلات السياحية، يخضعون في الأيام الأخيرة لانطلاقة رحلتهم الفضائية إلى فحوصات طبية وتدريبات تحاكي البيئة في العالم الخارجي.

وبحسب موقع شركة “فيرجن جالاكتيك”، تشمل تذكرة الشركة، على إقامة لمدة 5 ليالٍ على بعد 50 كيلومترًا من ميناء “سبيس بورت أميركا”، يحصل المسافر في أثناء هذه الفترة على تدريب لمدة 3 أيام، ويكون اليوم الرابع هو يوم الرحلة، التي يتوقع أن تستغرق ساعتين في الفضاء.

وتقلع طائرة السياحة الفضائية من أي مطار دولي عبر محركات نفاثة، لكن عند وصولها إلى مسافة 71 ‏ميلًا في الغلاف الجوي، ستعمل المحركات الصاروخية، حيث تقطع الطائرة مسافة 37 ميلًا عموديًا ‏في 80 ثانية،‏ يتوقف بعدها المحرك الصاروخي، والقوة الدافعة للطائرة ستحملها إلى وجهتها النهائية، وتسمى “رحلات مدارية”، لأنها لن تصل إلى السرعة المطلوبة لعمل دورة كاملة حول الكوكب.

علمًا بأن”فيرجن جالاكتيك” ليست شركة الطيران الوحيدة التي تعتزم تنظيم رحلات مدارية، فهناك شركة “إكسكور إيروسبيس”، التي يقع مقرها في ولاية نيومكسيكو الأميركية، ستقدم أرخص رحلة بنحو 95 ألف دولار، ولن تضطر إلى مشاركة المتعة مع سياح آخرين، فستكون أنت والطيار فحسب، لكن لا تزال مركبتها “لينكس2” قيد التطوير، فهي مصممة لتقلع من المدرج أفقيًّا كطائرة عادية، لكن باستخدام طاقة صاروخية، وستصل في خلال 5 دقائق إلى ارتفاع 100 كيلومتر، وسيكون وقت الرحلة الإجمالي من 35 إلى 50 دقيقة.

وتتبع شركة “سبيس أدفينتشرز”، ومقرها ولاية فرجينيا الأميركية، أسلوبًا آخر، فبدلًا من الركوب داخل مركبة تشبه الطائرة العادية، تخطط الشركة لإطلاق مسافرين في كل مرة باستخدام صاروخ عمودي تقليدي، دون وجود طيار على متنه.

وتقدم كل من “سبيس أدفينتشرز”، وشركة “إكسكاليبور ألماز”، ومقرها جزيرة مان في بريطانيا، تجارب فضائية أكثر عمقًا، تشتمل على رحلات إلى محطة الفضاء الدولية والقمر، وحتى الكويكبات الموجودة بالقرب من الأرض، باستخدام تكنولوجيا صاروخية روسية.

وتختلف الرحلات المدارية، عن سياحة الفضاء الفعلية التي بدأت منذ سنة 2001، ويذهب فيها المواطنون إلي الفضاء بشكل كامل، وليس مجرد رحلة مدارية، حيث دفع المليونير الأميركي دينيس تيتو، مبلغًا قدره 20 مليون دولار، من أجل قضاء إجازة مدتها 8 أيام على متن محطة الفضاء الدولية، ثم لحقه الجنوب أفريقي مارك شاتلورث، عام 2002، ثم بعد ذلك الأميركي جريجوري أولسن سنة 2005، والإيرانية أنوشة أنصاري في 2006، بعدها الأميركي تشارلز سيموني في 2007 و2009، ثم ريتشارد جاريوت سنة 2008 ودفع الواحد منهم مبلغ 20 مليون دولار، وأخيرا الكندي جاي لاليبيرتيه في سبتمر 2009 الذي زار المحطة الفاضئية الدولية بتكلفة 35 مليون دولار، ومنذ تلك الفترة لم تتجدد الرحلات الفضائية الخاصة بالمواطنين.

20160815113853appp--aaa0835dedec447ba9e74a2c53db8574-aaa0835dedec447ba9e74a2c53db8574-entry_h

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة