حينما قالت الأُمُّ لطفلها وداعاً للموتِ

تاريخ النشر: 31/08/16 | 17:36

ذات ليلةٍ بينما كانَ الطّفلُ برفقةِ أُمّه على المركبِ المُتّجه صوب أوروبا، دنا منها وسألَها إلى أين يا أُمّي سنذهب في هذه العتمة المخيفة؟ فردّت عليه أُمّه نحن يا ولدي فارّون من الموتِ وستذهب إلى حياة جديدة، ورغم أننا سنشعر كغرباء في تلك البلدان، إلا أننا لن نرى موتاً هناك، سنعيش بهدوءٍ، فقال الطفل لأُمّه رغم أنكِ تقولين بأننا سنهربُ من الموتِ، لكن يبقى هناك الوطن، وسأظلُّ أشتاق لزقاقِ بلدتي وبيتي المهدم، فردّتْ عليه أمّه بالتأكيد يا ولدي، لكن بفرارنا نبتعد عن الموتِ وسنأكل خبزا لطالما تقنا لطعمه، حينما كُنّا محاصرين، فهروبنا يا ولدي إلى حياة أخرى أفضل رغم أننا سنظلّ في توقٍ إلى وطننا الذي دمرته الحرب، فقالت الأُمّ حينما وصلَ المركبُ إلى شواطئ بلدٍ لطالما حلمتْ بالوصول إليه كباقي الفارّين وداعا للموت، ها نحن وصلنا إلى حياة جديدة، فلا تحزن يا ولدي على بعدكَ عن وطنٍ سنظلّ نحبّه رغم بعدنا عنه.

عطا الله شاهين

3talla7shaheen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة