صورُ الموْت عنْ قُربٍ

كلّ يومٍ أشاهدُ هذه الصُّور
أُذبحُ في حشدٍ كثير
من المساكين والمشرّدين
المشرّدون الذين يبحثون عنِ رغيفِ خبزٍ
فُقدَ بين غمارِ البنادق
والمشرّدون يحاولون أنْ يلاقوا
حبيباتٍ يبرعنَ النّحيب
حتّى إذا ما هلكوا
كانتْ دموعهن
تقفُ مثل قناديل
تُضيء دروبَ دُنياهن العجيبة .
ضجرتُ مشاهدةَ الصُّور المُخيفة
كلّما عبرتُ طريقاً
وجدتُ ذات المُمثلين
ذات المخرج
مع تعديلٍ بسيط
في أعدادِ القتلى
في الفترة الأخيرة
تمّ تبديل سيناريو الشّريط السينمائي
لم يعدْ المخرج
يكتفي بذبحِ الضحايا وحدهم
ألحّ هو ومن معه
فتكَ كل شيء
المشردين والفلاحين والأطفال الصغار والحبيبات
والعمارات
ولم يعد يكتفي بمدّة الشّريط السينمائي
خلّاه مفتوحاً هكذا
ليموتَ كلّ مَنْ يُشاهده
حتّى لو كان قريباً

عطا الله شاهين