قسوة الوحشة

تاريخ النشر: 29/08/16 | 9:37

ما أصعب أن ينام المرء لوحده مثلي أنا المسكين، الذي بتُّ أنام بمفردي بعدما هجرتني تلك المرأة، التي أحببتها ذات زمن،ٍ فعلى فراشي المتسخ أظل أتعذب كل ليلة، لأنني أشعر ببردٍ، وأتوق لذاك الدفء الجميل أعانق لحافي الرّث، لكنني أظلّ أتقلبُ على فراشي، وفي النهاية أتقوقع تحت لحافي الذي ما زال يعبق برائحة تلك المرأة التي أحببتُ فيها كل شيء حتى شغبها الغريب.. فأنا أعاني من قسوة الوَحْشة.
أنام كل ليلة لوحدي بلا تدفئة، أظل أرتعش من برْدٍ الشتاء، وأقول لولا لم تهجرني تلك المرأة ذات مساءٍ فبكُلِّ تأكيد كنتُ حينها أشعرُ بدفء جميلٍ، لكنني بقيتُ أنام لوحدي، وأتحسرُ على تلك الأيام، لكنني أحيانا أسأل نفسي لماذا هجرتني تلك المرأة؟ لكنني أعجز عن الإجابة، فلربما لأنني خدعتها ذات ليلة مع راقصة الباليه التي جننتني برقصها في تلك القاعة، حينما كنا لوحدنا، ولكن من أين علمت بأنني كنت مع راقصة الباليه؟ فما أصعب أن ينام المرء لوحده مثلي، فما أصعب أن ينام المرءُ بلا حضنٍ دافئ هنا فهمت ما معنى قسوة الوحْدة حينما يبقى الإنسان بمفرده بين جدران صامتة وملل مجنون ويتوق لدفء أحبّه منذ التصاقه على ثديي أمّه عندما كان طفلا ويحبّه الآن من امرأةٍ لا تريد إلا حُبّاً منّي، لكنني أخطأتُ بحقّها، وها هي تتوه في عالم آخر، لا أدري إلى أيّ عالم ذهبتْ لربما إلى عالمِ العزلة مثلي أنا، وتعاني قسوة الوحشة.

عطا الله شاهين

3talla7shaheen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة