عاشق بلا حدود

تاريخ النشر: 27/08/16 | 18:15

لا تسْألينِي مَن أكونْ.
أَنْتِ يَا فاتنة الوَجهِ المُحَنَّى
بالتُّرابِ وَالمُنّدّى بالشُّجُون.
سَاقَكِ الرِّيحُ إِلَى حَيْثُ صَبَا،
ثُمَّ ابْتَلاكِ بِذِئَابٍ أَشْبَعَتْ،
سِرْوَالَكِ الغَالِي دِمَاءً،
تَقْضُمُ الَّلحْمَ وَترمِي بالعِظَامِ،
كَيْ تَكونِي هِيْكَلاً ولَا أَكَونْ.
وأنَا المَولودُ في نار الحِصَارِ,
مُسْتظِلاً بالعَلَم،
فَرشِي الحَصَي،
وَيوقِظُ فيَّ الأسَى،
والسُّهدُ يَرْوِينِي حَنِين.
التزَمْتُ الصَّمْتَ،
والكبتُ يُداوينِي بجُرعَات ٍ من الصَّبرِ،
وللصَّبرِ حُدودٌ في مُعادَلَةِ السِّنِين.
قد كَبِرتُ إنَّما لا لن أُفَرِّطَ،
في الِّلقَاءِ السَّرمَدِيِّ
رَغْمَ إِبليسٌ يُهَدِّدُني بِتَمْزيقِ الوتين.
هل تذكرين مُنيَتي ؟؟
هل تذكُرين ؟؟؟
حِينَ أَتْقَنَّا التَّهَامُسَ
عَبر ثُقبٍ في الجِدارِ،
واحْتَرَقنَا بلَهيبِ الشَّوقِ،
واتّسَعَ الجَبين.
إِنَّها نَسْمةُ أَنفاسٍ لَكِ،
قد لامَسَتْ وجَهِي وأَشفَتْني
من الغَمِّ الدَّفِين.
وتَسْأليني مَنْ أَنَا ؟؟
وَحْدِي الَّذِي قلّدتُكِ في مَحفَلِ التَّآزُفِ,
غُصناً منَ الزيْتُون.
أَنتِ مَلاذِي وأَنا:
في الغَربِ نامُوسٌ مُسِمّ،
حَيْثُمَا حَطّ مُبِيدٌ لَسْعُهُ،
فَعَاقَبوني، أَوقَفوا عَنِّي الطَّحِين.
كالقَصِيدةِ رُدّدتْ في الكَونِ
حتَّى امَّحَى فحْواهَا والعنوان.
لكنَّنِي رَغم الأَسَى،
أُحِبُّكِ حَتى الجُنُون.
وسَلِي الأَيَّام َعنِّي،
حَسْرَةً قد أنبَتَتْ في القلبِ غذَّتْها بدائِي مُنذُ أَنْ كُنت جِنين .
إِنَّني إِبنٌ لِهَيْمَاءِ الحَيَاةِ،
إِستقيتُ العزمَ مِن قَيظِ زمَاني،
أَصْطَلِي نارَ السِّجُون .
إِنَّني لا أَنتمي إِلَّا انْتِمَائِين،
للأزقَّةِ والحِجَارَةِ،
من دُجَاهَا أَسْتَلِب حَقِّي،
وأغرُسُهُ بزيتونٍ وتين .
أنتِ يا محْبُوبتي مَنْ أَشْهَرَتْ،
وجْهَ الصَّحَائِف،
زيَّنَتْ بالدَّمِّ أبْهَى العَناوين.
هل تعرفين من اَكون ؟؟
إنّني ابنٌ لِهَذا الوَطَنِ المَحزُون،
أَنا عاشِقُ فلسطين \.

أحمد طه- كوكب ابو الهيجاء
a7md6aha

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة