الصياد والجواهر

تاريخ النشر: 14/06/10 | 14:16

كان هناك صياد .. في عمله حريص جاد، كان يصيد في اليوم السمكة فتبقى في بيته .. ما شاء الله أن تبقى حتى إذا انتهت .. ذهب إلى الشاطئ .. ليصطاد سمكة أخرى في ذات يوم .. وبينما زوجة ذلك الصياد تقطع ما اصطاده زوجها هذا اليوم إذ بها ترى أمرا عجبا رأت .. في داخل بطن تلك السمكة لؤلؤة  تعجبت وقالت لؤلؤة .. في بطن سمكة .. ؟؟

سبحان الله

الزوجة: زوجي .. زوجي .. انظر ماذا وجدت ..؟؟

الصياد : ماذا ؟؟

الزوجة: إنها لؤلؤة

الصياد: ما هي ؟؟

الزوجة : لؤلؤة… ـفـي بـطن السمـــكة

الصياد: يا لك من زوجة رائعة… أحضريها… علينا أن نقتات بها يومنا هذا .. ونأكل شيئا غير السمك.

أخذ الصياد اللؤلؤة .. وذهب بها إلى بائع اللؤلؤ الذي يسكن في المنزل المجاور

الصياد: السلام عليكم

الجار: وعليكم السلام

الصياد :القصة كذا وكذا .. وهذه هي اللؤلؤة

الجار :أعطني أنظر إليها .. ياه .. إنها لا تقدر بثمن .. ولو بعت دكاني .. وبيتي .. وبيت جاري وجار جاري .. ما أحضرت لك ثمنها .. لكن .. اذهب إلى شيخ الباعة في المدينة المجاورة .. عله يستطيع أن يشتريها منك ..!!! وفقك الله

أخذ الصياد لؤلؤته .. وذهب بها إلى البائع الكبير .. في المدينة المجاورة

الصياد :وهذه هي القصة يا أخي

البائع الكبير: دعني أنظر إليها .. الله .. والله يا أخي .. إن ما تملكه لا يقدر بثمن .. لكني وجدت لك حلا .. اذهب إلى سلطان هذه القرية .. فهو القادر على شراء مثل هذه اللؤلؤة

الصياد :أشكرك على مساعدتك

وعند باب قصرالسلطان .. وقف صاحبنا .. ومعه كنزه الثمين .. ينتظر الإذن له بالدخول

وعند السلطان قال الصياد: سيدي .. هذا ما وجدته في بطن السمكة

السلطان:.الله .. إن مثل هذه اللآلئ هو ما أبحث عنه .. لا أعرف كيف أقدر لك ثمنها .. لكن سأسمح لك بدخول خزنتي الخاصة .. ستبقى فيها لمدة ست ساعات .. خذ منها ما تشاء .. وهذا هو ثمن هذه اللؤلؤة

الصياد: سيدي .. علك تجعلها ساعتان .. فست ساعات كثير على صياد مثلي

السلطان :فلتكن ست ساعات .. خذ من الخزنة ما تشاء

دخل الصياد خزنة السلطان .. وإذا به يرى منظرا مهولا .. غرفة كبيرة جدا .. مقسمة إلى ثلاث أقسام .. قسم .. مليء بالجواهر والذهب واللآلئ .. وقسم به فراش واوسدة .. لو نظر إليه نظرة نام من الراحة .. وقسم به جميع ما يشتهي من الأكل والشرب

الصياد محدثا نفسه

* ست ساعات ؟؟

إنها كثيرة فعلا على صياد بسيط الحال مثلي أنا ..؟؟

ماذا سأفعل في ست ساعات

حسنا .. سأبدأ بالطعام الموجود في القسم الثالث .. سآكل حتى أملأ بطني .. حتى أستزيد بالطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر من الذهب

ذهب صاحبنا إلى القسم الثالث .. وقضى ساعتان من المكافأة .. يأكل ويأكل .. حتى إذا انتهى .. ذهب إلى القسم الأول .. وفي طريقه إلى ذلك القسم .. رأى ذلك الفراش الوثير .. فحدث نفسه

* الآن .. أكلت حتى شبعت .. فمالي لا أستزيد بالنوم الذي يمنحني الطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر ممكن .. هي فرصة لن تتكرر .. فأي غباء يجعلني أضيعها

ذهب الصياد إلى الفراش .. استلقى .. وغط في نوم عميق

وبعد برهة من الزمن

فاذا بالحارس يصرخ : قم .. قم أيها الصياد الأحمق .. لقد انتهت المهلة

* هاه .. ماذا ؟؟

* نعم .. هيا إلى الخارج

* أرجوكم .. ما أخذت الفرصة الكافية

* هاه .. هاه .. ست ساعات وأنت في هذه الخزنة .. والآن أفقت من غفلتك .. تريد الاستزادة من الجواهر .. أما كان لك أن تشتغل بجمع كل هذه الجواهر .. حتى تخرج إلى الخارج .. فتشتري لك أفضل الطعام وأجوده .. وتصنع لك أروع الفرش وأنعمها .. لكنك أحمق غافل .. لا تفكر إلا في المحيط الذي أنت فيه .. خذوه إلى الخارج

* لا .. لا .. أرجوكم .. أرجوكم … لا.

انتهت قصتنا.

لكن العبرة لم تنتهي ….

أرأيتم تلك الجوهرة ….

هي روحك أيها المخلوق الضعيف….

إنها كنز لا يقدر بثمن .. لكنك لا تعرف قدر ذلك الكنز …..

أرأيت تلك الخزنة ..؟؟

إنها الدنيا …..

أنظر إلى عظمتها ……

وأنظر إلى استغلالنا لها …..

أما عن الجواهر …..

فهي الحسنات الأعمال الصالحة …….

وأما عن الفراش الوثير

فهو الغفلة

وأما عن الطعام والشراب

فهي الشهوات

والآن .. أخي .. أما آن لك أن تستيقظ من نومك .. وتترك الفراش الوثير .. وتجمع الجواهر الموجودة بين يديك .. قبل أن تنتهي تلك الست .. فتتحسر والجنود يخرجونك من هذه النعمة التي تنعم بها.

‫6 تعليقات

  1. يا سلام يا سلام يا سلااااااااااااااااااااااااام . بالمصري “الله يناوار عليك” .
    للكلمات عاجزة عن التعبير عن شكري وامتناني لهذا الموقع المبارك بقجة.
    فرحتي لا توصف بأن يكون هناك موقع كهذا فيه مقالات رائعة كهذه … والله لو أن لا يوجد في كل هذا الموقع غير هذا المقال المعبر لكفاه فخرا… فكيف ان تابدلنا فيه أطراف الحديث !!!
    أسأل الله أن يثبت اخوتنا العاملين في هذا الموقع وأن يجزيهم الله عنا خير الجزاء …
    اما تعليقي على المقال فأقول أنه رائع رائع جدا … كفانا غفلة كفانا نوم كفانا لهو كفانا أغاني وأفلام لا تقدم ولا تؤخر . يا ابن آدم الله يقول ( تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم).
    أتضيع كل هذا النعيم من أجل شهوة ساعة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يا له من خاسرٍ مخبول .
    والله أتعجب لكل انسان (وأتعجب من نفسي ايضا) يسمع من الله أمرا واضحا صريحا فلا يلتزم بأمره ولا ينتهي بنهيه … والله أعجب !!!!! اذا كنت تؤمن أن الله هو من خلقك وخلق الدنيا بما فيها فمن يدلك على طريق النجاة والفلاح والسعادة أفضل منه !!!

  2. قصة جميلة جدا , ومعبرة !
    فعلا لقد خسر الكثير الكثير بسبب شهواته وأنانيته .

  3. بوركت الانامل قصه في غاية الروعه والجمال، واروع ما فيها ان تاخذ العبرة وتعود الى الله سبحانه وتعالى كما قال رب العزه في الحديث القدسي ( بما معناه)..يا ابن آدم خلقتك وتعبد غيري، ورزقت وتشكر غيري خيري اليك نازل وشرك الي صاعد واعفووووووو…يا ابن آدم لو جئتني بقراب الارض معاصي ولقيتني تائباً لغفرت لك…ولا ابالي !!( وا خجلتاه من هذا الحديث )

  4. تجسيد لواقع نعيشه .. بصورة أخاذّه !
    لعل هذا الغفلة التي في قلوبنا .. هي أول الطريق لإستيقاظنا .. فمن سُنن الحياة الفرج بعد الضيق، والنجاح بعد الفشل..
    “إنَما الوردُ مِن الشَوك ،
    ولا ينبُت النرجِس إلا مِن بَصَل ..
    ومِن رَحمِ الألَم تَنبعِث الحَياة ،
    وفي ثغر الصَباح يَختالُ الأمَــــل ! “

  5. فعلاً أنها قصة رائعة جدًا، وفيها الكثير من العبر ، ولكن العبرة لمن يعتبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة