مؤسسة الاقصى تعقد مؤتمر صحفي بخصوص مقبرة مأمن الله

تاريخ النشر: 28/06/11 | 7:42

خلال جولة ميدانية ومؤتمر صحفي – القيادات الدينية والسياسية تندد بشدة بالإعتداء الإسرائيلي على مقبرة مأمن الله وتطالب بالتصدي وملاحقة المجرمين, بعد أن كشفت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” عن قيام المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها التنفيذية المتمثلة بالبلدية العبرية في القدس وما يسمى بـ” دائرة أراضي إسرائيل” بهدم  وجرف نحو 100 قبر من مقبرة مأمن الله في القدس ليلة الأحد الأخير، عقدت قبل ظهر اليوم الثلاثاء 27-6-2011م القيادات الدينية والسياسية في القدس والداخل، والقوى الوطنية والإسلامية ، ولجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل، جولة ميدانية ومؤتمراً صحفياً بخصوص الاعتداءات الإسرائيلية على مقبرة مأمن الله في القدس، حيث ندد جميع المشاركين والمتحدثين بشدة بالجريمة الإسرائيلية ، وطالبوا بالتصدي لمثل هذه الجرائم وملاحقة ومعاقبة المجرمين، هذا وشارك في الجولة الميدانية والمؤتمر الصحفي وفود من القدس والداخل والناشطين وقيادات في الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني ومؤسساتها, هذا وقد سُبق المؤتمر الصحفي بجولة ميدانية قدم خلالها محمود أبو عطا –المركز الإعلامي في “مؤسسة الأقصى”– شرحاً عن حيثيات الاعتداء الأخير، حيث كان ضمن طاقم “مؤسسة الأقصى”، الذي تواجد في مقبرة مأمن الله عند وبعد وقوع الاعتداء الأخير، وتلا ذلك مؤتمراً صحفياً أداره المحامي زاهي نجيدات “الناطق الرسمي باسم الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني”.

وقال الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى-: “إن هدم المزيد من القبور في المقبرة يعتبر إصرارا إسرائيليا على إقامة متحف التسامح المزعوم، مؤكدا أن ارض مقبرة مأمن الله هي وقفية إسلامية ولا تسري عليها قوانين المصادرة أو قانون حارس أملاك الغائبين.

وأوضح السيد محمد زيدان -رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل -أنه بعث يوم أمس برسالة مستعجلة لكل من رئيس الدولة الإسرائيلي شمعون بيرس ورئيس الوزراء نتنياهو ورئيس البلدية العبرية في القدس نير بركات ورئيس الكنيست رؤوفين ريفلين معربا فيها عن احتجاجه الشديد على قيام جرافات المؤسسة الإسرائيلية بتجريف قبور في مقبرة “مأمن الله”,وطالب زيدان المسئولين الإسرائيليين التدخل من أجل إيقاف مثل هذه الأعمال والجرائم البشعة والمستنكرة، ومن أجل السماح بإعادة بناء وترميم الخراب الذي تسببت به الجرافات الإسرائيلية, وأكد زيدان في الرسالة ان تجريف القبور هو انتهاك صارخ لحرمة المقبرة وحرمة أموات المسلمين، وتتعارض مع المواثيق والأعراف الدولية, وطالب زيدان أعضاء الكنيست العرب بأخذ دورهم والعمل من أجل الحفاظ على ما تبقى من المقبرة الإسلامية.

كما تطرق الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني إلى قرارات المحاكم الإسرائيلية التي تؤكد انحياز السلطة القضائية للسلطة التنفيذية، ومنها القرار بإقامة فندق على أرض مقبرة “القشلة”، وقرار عدم السماح بالصلاة في مسجد بئر السبع -القائم قبل أن تكون إسرائيل فكرة ( قبل مؤتمر بازل)- وتحويله لمتحف، إضافة إلى السماح بهدم القبور في مقبرة مأمن الله لإقامة “متحف”, وقال الشيخ كمال خطيب: “غالبا ما يكون السياج القضاء الإسرائيلي هو السياج الحامي لتغوّل السلطة التنفيذية ، أو لعله يقع الظلم من السلطة التشريعية ، الحاصل أن السلطة القضائية في المؤسسة الإسرائيلية أصبحت ذراعاً مع الأسف الشديد لتنفيذ أطماع السياسيين والتشريعيين، بمعنى أن تقرّ المحكمة الإسرائيلية هدم القبور من أجل بناء متحف “التسامح”، أن تقرّ المحكمة الإسرائيلية نبش مقبرة “القشلة” في يافا من أجل بناء فندق ، أن تقرّ المحكمة الإسرائيلية –وهذا أول أمس– عدم السماح بالصلاة في مسجد بئر السبع وتحديد تحويله إلى متحف، هذا الأمر ليس له مثيل فعلاً، ومن يقرأ التاريخ يدرك أن هذا سلوك يعجل بنهاية من يتبنّاه ويمارسه ، المؤسسة الإسرائيلية على ما يبدو بدأت فعلاً كالثور الذي يضرب قرنيه بحائط صلب، أخيراً قرنا هذا الثور لا بد أن تتحطم، المؤسسة الإسرائيلية الآن على شفا هاوية، ليس لأنّ العرب أصبحوا أقوى منها ، بل لأنّها  أصبحت من داخلهم كخيط العنكبوت، الظلم والاعتداء على الإنسان الحي والميت على مدار التاريخ كان يسجل نهاية أمم وحضارات، يبدو أن شمس المؤسسة الإسرائيلية باتت أقرب من الأفول إن شاء الله، القبور هذه، الأموات في مقبرة مأمن الله إنما يؤكدون أنهم كانوا قبل المؤسسة الإسرائيلية، وسيظلوا بعدها “.

ووصف حاتم عبد القادر – وزير القدس السابق- هدم القبور بالحرب ضد الأموات، وقال إن ذلك يعتبر وصمة العار في جبين الإسرائيليين والمجتمع الدولي الصامت تجاه الانتهاكات الإسرائيلية رغم النداءات والمناشدات التي أرسلت إلى اليونسكو والأمم المتحدة.

وحذر عبد القادر الحكومة الإسرائيلية من كارثة حقيقة لتماديها بالانتهاكات بحق المقدسيين بشكل خاص والفلسطينيين بشكل عام، وقال: “ان أهالي القدس لن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه ما يحدث بحق مقدساتهم ومنازلهم وأولادهم وأمواتهم… وذلك سيؤدي إلى الانفجار في وقت ما”.

وبدوره قال الدكتور محمد جاد الله نيابة عن القوى الوطنية بالقدس :”إن هدم المقابر عمل غير مسبوق بالتاريخ الإنساني، فكل الغزاة يحترمون من في باطن الأرض، أما إسرائيل فهي لا تُعير أي اهتمام لمن على وجه الأرض أو لمن في باطنها،وأكد أن أهالي القدس سيدافعون عن أمواتهم وسيقفون بوجه الاحتلال الإسرائيلي غير الإنساني.

أما عضو الكنيست محمد بركة فقد قال :”إن الدولة التي تقرر نبش القبور وإلقاء المياه العادمة على المتظاهرين وتستمر في فرض حصارها على قطاع غزة يجب أن تكون خارج الشرعية الدولية، وشدد على ضرورة العمل لحماية المقبرة.

وقال عضو الكنيست جمال زحالقة أن إسرائيل تستهدف الأموات استهتارا بقدسية المكان وبالأحياء الذين يرتبطون بالمقبرة عاطفيا ودينيا،وقال زحالقة: “علينا أن نعلّم ونثقف الإسرائيليين كيفية التسامح مع الآخرين، فإقامة المتحف على مقبرة إسلامية يؤكد انه مجتمع غير متسامح ،وأوضح عضو الكنيست جمال زحالقة انه تقدم بطلب عاجل إلى الكنيست لمناقشة هدم المقابر وسيتم مناقشة الموضوع الأربعاء القادم.وقال عضو الكنيست الشيخ إبراهيم صرصور أن إسرائيل تسعى لمحو الهوية العربية الإسلامية لمدينة القدس من خلال هدم هذه القبور، ونحن علينا التصدي لهذه الجرائم الإسرائيلية، وقال أن إسرائيل تسابق الزمن لتهويد القدس ومحو معالمها الأصلية، فالمعركة بين الفلسطينيين والإسرائيليين هي معركة وجود وليست حدود, وقال الشيخ إبراهيم صرصور ” القضاء الإسرائيلي ما هو إلا مقبرة ” ودعا إلى تضافر الجهود لإنقاذ المقبرة والمرابطة بقدر المستطاع وإعادة بناء ما تهدمه إسرائيل.

من جانبه أكد رئيس قسم المخطوطات والتراث في المسجد الأقصى الشيخ ناجح بكيرات أن الاعتداءات الإسرائيلية تتدحرج يوما بعد يوم بحق هذه المقبرة الإسلامية، مطالبا أن يُدفن بمقبرة مأمن الله،وشدد على ضرورة وجود حراسا في المقبرة على مدار الساعة لحمايتها والحفاظ عليها. 

وتطرق رئيس لجنة إعمار المقابر الإسلامية في القدس وأحد متولي وقف مقبرة “مامن” الله الحاج مصطفى أبو زهرة إلى السياسة الإسرائيلية الهادفة إلى طمس المقبرة والمعالم الإسلامية فيها والعمل على نبش القبور وبعثرة جماجم الشهداء الموجودة منذ عهد عمر بن الخطاب إلى يومنا هذا، حيث تم اقامة حديقة عامة عليها، وتحويل جزء منها إلى متحف، إضافة إلى شق الطرقات والشوارع.

وأكد المحامي أسامه السعدي أن الدولة الإسرائيلية تضرب بكل المواثيق والقوانين الدولية عرض الحائط ولا تحترم حق الإنسان الحي والميت، ودعا إلى المرابطة والحراك الشعبي والتواجد في المقبرة على مدار الأيام للحفاظ عليها.

وفند عضو الكنيست عفو إغبارية ما تدعيه الحكومة الإسرائيلية من إعطائها حرية العبادة في البلاد أكثر من أي سلطة أخرى، وقال ” حرية العبادة مرتبطة بالسيادة ونأمل أن تكون هناك سيادة فلسطينية لحماية تراثنا ومقدساتنا”.وقال عضو الكنيست مسعود غنايم أن ما يجري في المقبرة الإسلامية التاريخية يفند بشكل صريح الديمقراطية الإسرائيلية التي تتغنى بها المؤسسة الإسرائيلية، مؤكدا أننا في معركة طويلة ,النصر بها متعلق بمدى عدالة القضية.

وطالب رئيس مؤسسة الأقصى للوقف والتراث المهندس زكي إغبارية من العالم بمقاطعة هذا المتحف المنوي إقامته لأنه سيبنى على جماجم المسلمين, وأشار إلى اعتراض المؤسسة على بناء مشروع المتحف بالمحكمة, وأكد إغبارية على أهمية الجانب الإعلامي في كشف حقيقة المؤسسة الإسرائيلية أمام العالم.

وسبق المؤتمر جولة حول المقابر التي تم هدمها قبل يومين، حيث عرف محمود أبو عطا المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى بمكان المقابر، موضحا أن المؤسسة استطاعت إيقاف الهدم لمدة أربعة شهور ثم صدر قرار من “محكمة الصلح” يسمح بهدم 220 قبرا، ويذكر انه في ختام المؤتمر وزعت “مؤسسة الأقصى” شريط فيديو مصور يوثق جريمة الجرف الأخيرة ، ومذكرة مصورة لأهم محطات ملف مقبرة مأمن الله.

– تقرير وتصوير محمود ابو عطا-“مؤسسة الأقصى”

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة