ثقافة الإدخار.. خطوتك الأولى لتحقيق الحرية المالية

تاريخ النشر: 30/05/16 | 17:54

لا شك أن تحقيق الغنى الـثّـراء والحرية المالية هو حلم كل شخص وكل أسرة.. ولتحقيق هذا الهدف فإن هناك ثقافة أشبه ما تكون ببطاقة دخول لعالم الثراء، وتُعتبر الخطوة الأولى والتي لا بد منها للوصول للحرية المالية، هذه الخطوة هي امتلاك ثقافة الادخار وعادة التوفير مهما كانت الظروف.

ادفع لنفسك أولا
كيف يتوزع دخلك الشهري في العادة؟ وإلى أين تذهب أموالك فعليا؟! هل تبدأ مثلا بدفع الفواتير وأقساط القروض البنكية وبطاقات الاعتماد وشتى صنوف الاستهلاك من الطعام والشراب والمشتريات والرحلات وغيرها من المصروفات؟! ربما أنت لا تدرك أنك توزع نقودك على تلك الجهات التي نجحت في ابتكار وسائل متقنة لامتصاص أكبر كمية ممكنة من أموالك، ولكن.. ما المبلغ الذي تدفعه فعليا لنفسك ومستقبلك المالي؟!
الإدخار ليس مجرد وضع مبلغ من النقود جانبا، أو هو كما يراه البعض بخلا، بل هو خطة وبرنامج يهدف إلى اقتطاع جزء من دخلك الدوري من أجل نفسك ومستقبلك ورخائك وجودة حياتك وحياة أسرتك، إذ لا يمكنك أن تحقق الحرية المالية، إلا من خلال بناء رأس مال منتج للمال، ولا يمكنك توفير رأس المال إلا من خلال الإدخار، ومن ثم تشغيل وتثمير هذه المدخرات.
أما إذا لم نمتلك ثقافة الادخار فستزداد نفقاتنا في كل مرة يزداد فيها الدخل، فلو تمكنا من زيادة الدخل بمضاعفة العمل، أو تحسين الأداء والانتاجية، أو مضاعفة عدد العاملين في الأسرة، فهذه الزيادة في الدخل سيكون مآلها الاستهلاك والتوسع في النفقات، دون أن نبدأ مشوارنا لتحقيق الحرية المالية.

ما الذي يمنعك من الادخار؟!
الكثير من الناس يدركون أهمية الادخار، ولكنهم يخفقون في تطبيقه بصورة عملية ثابتة! هذا يعني بالطبع أن هناك موانع حقيقية تمنعهم عنه، أهمها: الافتقار إلى خطة مالية شخصية، إذ إن ضعف الوعي المالي، وعدم وجود أهداف مالية واضحة، وعدم وجود رؤية بعيدة المدى، وعدم وجود خطة مالية تطبيقية، كل ذلك يجعلك لا ترى الأهمية القصوى للادخار.
وهناك أيضا أسباب أخرى تجعل عملية الادخار صعبة كالدخل المنخفض في مقابل ضغط الالتزامات المالية، حيث يتبدد كل دخلك يمينا ويسارا في أمور قد لا تحتاجها أنت كلها، هذا أمر يجب عليك إعادة النظر فيه مرارا.

اخفض كلفة معيشتك
بالطبع أنت تعرف تماما مجمل دخلك الأساسي الثابت الذي تعتمد عليه، وتعرف أنه يجب عليك أن تدخر منه 20% -أو 10% على الأقل- من أجل مستقبلك واستقلالك المالي، فهل ستقوم بذلك كما يجب ؟ أم سوف تكتفي بإنفاق كامل دخلك في كماليات غير ضرورية يمكنك الاستغناء عنها؟! إن نزعة الاستهلاك المفتوح ومباهاة الآخرين ومجاراة الواقع عادة مضرة، ويجب عليك إيقافها فورا، لأن نتيجتها أنك لن تحقق الحرية المالية أبدا.!
كما ترى فأنت أمام خيارين، إما أن تنفق كامل دخلك أولا بأول متجاهلا فكرة الادخار هذه! وإما أن تقرر أن تكون متحررا ماليا وأن تلتزم بالادخار وأن تفعل كل ما يلزم من أجل تحقيق أهدافك المالية، وفي هذه الحالة قد تتبنى استراتيجية خفض كلفة المعيشة، وتجنب الانسياق غير الواعي خلف المظاهر الاستهلاكية غير الضرورية، وبذلك تستطيع توفير المزيد من النقود لصالح تعزيز قوة مستقبلك المالي، نعلم أن ذلك لن يكون دائما سهلا على الجميع، ولكنه بلا شك أمر ممكن.

ارفع دخلك
حصة الطعام التي تشبع القط لا يمكن أن تشبع الأسد، وأنت سوف تقتطع من مجمل دخلك نسبة معينة للإدخار، فإن كان دخلك ضعيفا فسوف يكون المبلغ المقتطع للإدخار صغيرا، هذا لن يوصلك إلى هدفك المالي الذي تخطط له، فهو يشبه محاولتك بناء بيت من خلال توفير القليل من مواد البناء كل شهر.!! ربما يكتمل البيت بعد 40 عاما، لا بأس في ذلك، ولكنك بالطبع لا تريد أن تبقى تكدح كل تلك السنين كي تصل إلى استقلالك المالي.
على كل حال: ادخر مهما كان دخلك كبيرا أو صغيرا، اكتسب هذه العادة، فهي ضرورية لوصولك إلى حالة الحرية المالية، واسعى دائما إلى رفع دخلك بشكل جذري وكبير.
إذا عملت بجدية على إنجاح برنامجك الادخاري، فسوف يأتي الوقت الذي تشكر فيه سعيك وتفرح بما أنجزت، صمم لنفسك برنامجا ادخاريا يمكنك إنجاحه والاستمرار فيه، لكي يكون لديك رأس مال قادر على توفير مصدر دخل وافر ومريح.

قيصر إغبارية – مدير معهد سمارت للتدريب والاستشارات

44

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة