فكرة لقضاء أروع الأوقات

تاريخ النشر: 29/04/16 | 16:07

باتت المرأة في هذا العصر مشغولة البال.. كثيرة الخروج.. تجري الايام وهي تسعى في متطلبات الحياة التي أصبح الترف طاغياً عليها .. والتكلف عم جميع جوانبها ..تكلف في الطبخ ..تكلف في اللباس ..تكلف في الأثاث ..بل حتى تكلف في الحديث ..
فجارت كثير من النساء مجتماعاتهن.. فعم التنافس.. وصارت اللقاءات مظاهر وعروض أزياء ومباهاة وتفاخر ..
ومع أن المرأة في هذا العصر تعيش في رخاء ..إلا أنها لم تعد تشعر بالراحة الحقيقة .. فكثرت الشاكيات وامتلأت العيادات النفسية ..وهذا مصير كل من أشغلتها دنياها ..
وقد كان خير البريه محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه يقول لأمته وهو في سكرات الموت ..
( والله مالفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تفتح عليكم كما فتحت على الذين من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم )
القلب بحاجة لمن يغذيه بالايمان ..والروح تحتاج لخلوات مع الله ..والعين لابد أن تذرف دموعا لعل النفس تخشع وتعرف مآلها فتزهد وتفر الى الله ..
(ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين )
وإلى كل من تعاني الهموم والغموم ..بل إلى كل مسلمة ..
هذه فكرة ..جربيها ..فحتماً ستسعدك بإذن الله ..
قبيل آذان الفجر بساعة أو بنصف ساعة ..خذي سجادتك وسواكك ومصحفك ومسجلك واصعدي لسطح المنزل ( ومعلوم أن الجو هذه الأيام رائع )
افرشي سجادتك ..وصلي الليل ..
رتلي الآيات ..ارفعي صوتك قليلاً ..لتخشعي أكثر
اطيلي الركوع والسجود والتضرع لرب العباد..
وبعد الانتهاء ..تأملي في عظمة البارئ ..وقلبي عينيك في ظلمة السماء وتفكري وتدبري ..
ثم الزمي الاستغفار..فقد مدح الله عباده المؤمنين فقال عنهم ( وبالأسحار هم يستغفرون )
وأنت في هذه الحال تنتظرين صلاة الفجر ..فأنت مرابطه في سبيل الله ..وتستغفر لك الملائكة ..فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط )
وحبذا لو كانك معك سواكك .. لتلزمي سنة محمد صلى الله عليه وسلم ..
وحينها ..شعور رائع سيعتليك ..وهواء عليل يهب عليك ..وفي هذه الأثناء ..سيرتفع صوت الأذان ..بصوت جلي ..عذب رائع ..فرددي مع المؤذن ثم قولي مايقال بعد الأذان وبعدها ارفعي يديك ..فهذا وقت إجابة ..أدعي واشكي وتذللي لمولاك مفرج الكربات ..ودعي عنك الشكوى لمن سواه ..
قومي فصلي الركعتين اللتين قال عنها سيد البرية بأنها خير من الدنيا وما فيها
ثم اركعي ركعتي الفجر واطيلي القراءة (إن قرآن الفجر كان مشهودا) أي صلاة الفجر تشهدها الملائكة ..
وبعدها تفرغي للذكر ..فأذكار مابعد الصلاة ..ثم أذكار الصباح ..
كل هذا وأنت مستحضرة لما تقولينه من ذكر ..فأثرها سيكون أعظم .. وقد تحدثت الداعية أسماء الرويشد عن ذلك في كتيب (ممتاز ) اسمه (أثر استحضار الأذكار )
ثم شنفي سمعك ..وأنت في هذا الجو الرائع ..والنسمات العليلة تداعبك ..بسماع أئمة المساجد يصلون الفجر
ويترنمون بآيات القرآن …يالله كم ستشعرين بروحانية قلبية..
ثم افتحي مصحفك واقرئي من الآيات مايزيدك طمأنينة ..أن كنت في هم وكرب فاقرئي في آيات قصص الأنبياء وكيف فرج الله عنهم ..وأن كنت في مصيبة فاقرئي الآيات التي تبين أجر أهل المصائب واقرئي آيات نعيم الجنة وكيف يجازيهم بماصبروا ..وأن كنت تعانين من غفلة وتعلق زائد بالدنيا فاقرئي الآيات التي تبين زوال الدنيا
وتعظ المؤمنين ..
اجمعي قلبك ..وتمعني في الآيات .. وتدبري ..
وبعد ها خذي جهاز التسجيل واسمعي من المواعظ مايزيدك ايماناً ..ومايدفعك للطاعة ..ويعينك للاستعداد ليوم الرحيل ..
اسمعي شريط (الأماني والمنون )لتري كم هي الدنيا لاتسوى عند الله ولو جناح بعوضة ..
أو اسمعي (ياحبذا الجنة ) لتشتاقي لها وتتحمسي للطاعة ..
أو اسمعي( الثبات في زمن المتغيرات ) فلايغرك كثرة الغافلين ..
أو اسمعي أياً من أشرطة الخير والعلم ..
في تلك الحال ستري الشمس وهي تطل معلنة انقضاء يوم من عمرك وبداية يوم آخر
وكأنها تقول للناس ان فاتكم الأمس فلم تتزودوا ليوم الرحيل فها هو يوم جديد فلا تضيعوه..
وسيبهجك منظر الطيور وقد قامت لتسعى في رزقها وصوت تغريدها الجميل يصدح في الفضاء
وربما كان لكم أو لجيرانكم ديكاً وسيصدح المكان بأذانه الطيب ..
فزيدي في التفكر في ملكوت الله ..بل حتى سطح المنزل تأملي فيه وكيف يبدو خالياً من الأثاث وكيف يبدوا على البساطة ..وتذكري أن سيد المرسلين وصحابته وسلف الأمة كانوا يعيشون في بيوت طين تكاد نخلو من متاع الدنيا ..وماضرهم ..قاموا وصلوا وتزودوا من الطاعة ثم رحلوا .
وبعد أن تقلبتي في الطاعات والسنن فقومي أيتها المباركة فاختمي جلستك بركعتي الإشراق..
وتذكري أجرك الذي وُعدت به ..فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
” من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة ” ” تامة تامة تامة ”
الآن انتهيتِ..
وستنزلين من السطح وأنت ترددين ..ما ألذ الطاعة ..وما ألذ القرب من رب العالمين ..

9

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة