تكريم الكاتب جميل سلحوت بنادي حيفا الثقافي

تاريخ النشر: 19/04/16 | 22:40

أقام نادي حيفا الثقافي، برعاية المجلس الملي الأورثوذكسي الوطني حيفا، أمسية تكريمية للكاتب المقدسي جميل السلحوت، يوم الخميس الفائت.
بكلمة افتتاح كان لا بد منها، وبعد أن رحب وأهّل بالحضور، تطرّق رئيس نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد نقارة إلى دور النادي ونشاطاته شاكرًا صحيفة المدينة مُمثلة برئيس تحريرها ، -زميله أيام المدرسة- رشاد عمري والكاتبة الواعدة خلود فوراني- سرية علو تغطيتهم لنشاطات النادي.دعا بعدها الشاعرة معالي مصاروة لتدير الأمسية . فكانت بداية البرنامج ترانيم دينية مع ” جوقة الفرح” ورئيسها المرنّم الأول إدوار سعد بترانيم بيزنطية من أجواء الفصح المجيد.ثم تلتها فقرة مداخلات المشاركين، فكانت المشاركة الأولى للأستاذ الأديب فتحي فوراني – رئيس اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين – الذي تحدث عن سيدة العواصم وأدبائها وعن أدب السلحوت. لخص القول إن الأدب الفلسطيني يسكن الكاتب ويجري في دمه. ومشيدا بجسور التواصل بين زهرة المدائن وعروس الكرمل ، أشار للدور الهام لنادي حيفا الثقافي في مد هذه الجسور المتينة يرافقه اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين “فهما توأمان يتنفسان من رئة واحدة” على حد قوله.

j+

كانت الكلمة بعده للمحامية نائلة عطية، والتي سلطت الضوء بدورها على موضوع “التخلف والرجعية ” الذي يشكل الفكرة المركزية في كتابات السلحوت، اللذان هما سبب هزائمنا ، واصفة الصورة في أدب السلحوت أن دمنا المسفوك لا يتوقف، نخوض حروبا مفروضة علينا أو نقتل بعضنا. نعيش في مستنقع جهل نتائجه حتمية ولما نتعظ منها. تلاها الدكتور الناقد نبيه القاسم، تناول في مداخلته رواية (زمن وضحة) للسلحوت، حيث عنوانها يدل على الإشراق والإبداع والتغيير والتجديد. تتطرق لشخصيات الرواية التي تتسم بالجهل لكن (وضحة) بشخصيتها المعتدة تحدّت هذا الجهل، وعن لغة الرواية ذكر أنها سهلة وقريبة من الناس. وأردف د. نبيه قائلا إن السلحوت كاتب ملتزم في أدبه يعمل على تغيير المجتمع وعدم القبول بالمسلمات لهذا يعتبر قامة كبيرة في الثقافة الفلسطينية.
بعد أن ارتحلنا بين ربوع النقد والكلمات كان لقاؤنا مع كلمة المحامي القارئ حسن عبادي، الذي تطرّق بدوره إلى أهميّة المطالعة قائلًا بأن حبُّ المطالعةِ يولدُ في الأسرةِ، أولاً، ثم ينمو في المدرسةِ، لكي يصبحَ عادةً مكتسبةً كما قال جان جاك روسو في كتابِهِ “إميل” والذي نادى فيه بالاهتمامِ بالطفلِ والطفولةِ وأجمعَ الكلُّ بأن الطفلَ يحتاجُ إلى الكتابِ منذ نعومةِ أظفارِه, قبلَ تعلمِهِ القراءةَ والكتابةَ , فالكتابُ هو الحجرُ الأساسُ في خلقِ جيلٍ قارئٍ. وأضاف بأنه بدأ قراءة رواية اليافعين متسائلًا ما هي البلاد العجيبة ؟ متجوّلًا في أسواق القدس القديمة، حيث أنّ لكلّ سوق من هذه الأسواق طابعه الخاصّ، فحينما تدخل القدس تتدفّق أحاسيس من داخلك، وكأنّك تعيش في كلّ زقاق من أزقّتها حِقبةً تاريخيّة معيّنة، وتشعر بلذّة هذا الاحساس، وأعادته إلى فترة حياته الجامعيّة المقدسيّة ، بأسلوب سلس وجذّاب ، وكأنّه يشاهد فيلمًا سينمائيّا تسجيليّا، وفي زيارته للبلاد العجيبة كانت الجمالية في الوصف حيث المكتبات مفتوحة للجميع، بكلّ علومها وتاريخها، وكذلك المتاحف التي تحوي ما لم تراه عين من كنوز وحضارات، والمحميّات الطبيعيّة التي بها من مخلوقات الله المفقودة في الكرة الأرضيّة، وهذا دلالة على حنينه لماضيه وعدم تقبّله للجديد ، وهناك لمحة عن المتعصّبين وأصحاب الأفكار الهدّامة في البلاد العجيبة، حيث تُعزل كلّ مجموعة منهم في جزيرة ، ليعيشوا حياة كريمة، ولمحاصرة شرورهم واسعاد بقيّة البشر، وتمسّك بطل الرّواية بمدينة القدس، مؤكّدًا أنّ هذه المدينة المباركة، ستعود حتما لأهلها، والبلاد العجيبة تحكمها النّساء والأطفال، مؤكّدا على تعزيز دور المرأة ، وبالنسبة لقدس جميل، أشار إلى ما قاله الشاعر هلال الهندي في روايته الجديدة “نساء المدائن” :” القدس ليست لندن، والفرق بينهما أن لندن لم يدخلها غزاةٌ أبدًا. القدس لم يدخلها إلا الغزاة، لندن لها حنين حضاري يدفع كلّ من سكنها أن يتحدث عنها برغبة وحب، أما القدس فلها حنين يقتل ويُجبر كل من سكنها على الرجوع إليها”.

fjan

استعملَ السلحوت لغةً بسيطةً وسهلةً نسبيًّا وخاليةً في مجملِها من غريبِ اللفظِ ، اعتمدَ لغةً عربيّةً فصحى ذاتَ أصواتٍ متعدّدةٍ ومنها الراوي والشخصياتِ ولا ينقصها عنصر التّشويق، نجدُها تحملُ رسالةً واضحةً غايتُها تربيةُ يافعينا ; تنميةُ القيَمِ ; تحسيسُ اليافعين بعالمِهم وتحسيسُهم بشخصيّتِهم مراعيًا قدراتِهِم العقليّةِ وعمرِهم الزمني ومراحلِ نموِّهِم, ميولِهم ومواقفِهم واتجاهاتِهم معتمدًا على الحدثِ والشخصياتِ والحبكةِ واللغةِ والخاتمةِ، تطرّق جميل لدورِ المرأةِ فانتقدَ بشدّةٍ النظرةَ النمطيّةَ المتكلّسةَ والمُتَقوقعةَ حولَ دورها في مرآة أدبِنا ِ وثارَ على النظرةِ الدونيّةِ للأمِ/المرأةِ وصوّرها بصورةٍ إيجابيّةٍ وأنهى مداخلته قائلًا أنَّ أدبَ الأطفالِ واليافعين رسالةٌ وأمانةٌ , فالقصصُ تعلّمهم فنَّ الاصغاءِ والتركيزِ والتعرُّفِ والتمتّعِ بلغةِ الأمِّ التي هي بمثابةِ ركيزةٍ قويّةٍ تُشكّلُ عمقًا إنسانيًا وتربويًّا وثقافيًّا وإرثًا حضاريًّا لليافع وجزءٍ من هُويّتِه وشخصيّتِه وبطاقةِ دخولِه عالمِ المعرفةِ والنجاحِ والتفوّقِ والتميُّزِ.
ولصديق جميل السلحوت كانت مشاركة أيضا، فاعتلى المنصة صديقه محمد صبيح وقال في كلمته إن جميل الكاتب “حالة”، هو يملك موروثا أدبيا يترك له بصمة واضحة أينما حل . وهو لا يسكن فلسطين فقط، إنما فلسطين تسكنه.أما المداخلة بعدها، فكانت للناقد الدكتور محمد هيبي، تحدث فيها عن جميل السلحوت القامة الأدبية صاحب النتاج الأدبي الهائل وهو مؤسس ومدير الأمسيات الثقافية التي تعقد كل خميس في المسرح الوطني الفلسطيني وتدعى ” ندوة اليوم السابع” يشيد فيها برجا ثقافيا شاهقا يهدف إلى كسر الحصار البربري، لذا ، يرى د. هيبي في جميل السلحوت مشروعا ثقافيا له أهداف وطنية جليلة، ففي مجال السرد كتب عددا من الروايات والقصص القصيرة للشباب واليافعين وللأطفال تهدف إلى التوثيق والمعرفة والتنوير، في أدبه توعية أجيالنا إلى التمسك بانتمائهم الفلسطيني المقدسي خاصة وبالموروث الأصيل، وفي أدبه يحض على دور المرأة الهام في مجتمعها ويحضها على التعلم.دعت بعدها العريفة معالي، رئيس النادي الثقافي وعضو الهيئة التمثيلية المحامي فؤاد نقارة، المحامي حسن عبادي، الأستاذ جريس خوري والمحامي كميل مويس لتقديم درع تكريم للمكرم.

end1

وقد ألقى المحامي كميل مويس كلمة حين تسليم الدرع جاء فيها:” في مقابلة صحفية أجرتها معه مجلة البيان الكويتية صرح ضيفنا الذي قطع شوطا طويلا وغزيرا في الانتاج والاصدارات الأدبية الرائعة قال إن للأدب دور في مختلف مراحل الحياة والأدب الفلسطيني يواكب المرحلة المعاشة باستمرار ويلفت الانتباه لقضايا شعبه. والأديب الذي يحترم نفسه وأدبه لا ينحاز إلا لشعبه وأمته ووطنه وقضايا التحرر والانسانية، وباسمي وبالنيابة عن رئيس وأعضاء المجلس الملي، يسعدني ويشرفني أن نقدم لك درع تكريم، عربون محبتنا واحترامنا لشخصك وأدبك”.
وقبل الختام كانت الكلمة للمحتفى به فعبر عن شكره للحضور وللقائمين على الأمسية.تحدث عن بعض ذكرياته في حيفا وأشار إلى قول محمود درويش ” المحتلون الآنيون هم عابرون في كلام عابر”.
وتأكيدا على كلام المحامية عطية قال إن البطل في روايته متخلف سلبي ومنفر وأن عقلية الصحراء لا نزال نعيشها.وختاما، تم التوقيع على روايته والتقاط الصور التذكارية.

خلود فوراني سرية

books

dera

end

end1

fjan

guests

guests1

hm

j+

jssn

kf

salhoot2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة