ودعيني يا قصيدة

تاريخ النشر: 10/04/16 | 0:08

قادَنِي الوَصْبُ إلَى بابِ القصيدةِ ,
كَيْ أهِيمَ في مُروجِ ألذكريَات .
وَأُخَادِنُ القَمَر ,
نَبْض ألّليَالي المُثقلاتِ ,
بِعناقيدِ الرَّغَادة .
أَنأَى عَنْ عُرْسِ الغُزاةِ,
وتَسَلِّيهم بِحَصْد الزَّهرِ في أَرضِ الوَطَنْ ,
حَتَّى اجْتثَاثِهِ من وجُودَه .
عِندَ نَبعِ الحَرفِ كَانَت تَنتَظِرني ,
تَجتَبِي أزهَى ورُودَه.
كَيْ اُحِيكَ ثَوبَهَا الْمَأمُول ,
ياقوتاً يُوَشَّيهِ , خُيوطهُ من حَرِير.
تَكْتَسِيهِ باتِّزَانٍ مُلْفِتٍ عِندَ الظُهورِ,
في مرَاسِيمِ الوِلادَة .
وَأُزَيِّيها أَساوِرَ الذَهَبْ ,
أَقراطَ أُذْنَيْها زَبَرجَد ,
يَتَّسِق مَعْ خَاتِمٍ من لازَوَرْدٍ وَقِلادَة .
كيفَ آتيهَا بِمَا لا أرتَضيهِ,
والرَّجَاءُ فَرَّ مَنِّي خائِبَاً,
أَحيَا عَلَى نِصفِ رَغيفٍ أَلْتَقِمْهُ ,
وبقايا من حصير أَلْتَزِمهُ.
هل أطير ؟؟ وأَنا الطيرُ الكسير
أَم أَثور ؟
وبِلادِي بَينَ نَابَيْ طَاغِيَة ,
لا صَهيلَ للخُيولِ البَاقِيَة ,
والحَمَامُ أَعدَمُوهُ بالسُّمُومِ القاضِيَة .
فارحميني يا قصيدة !!!
عَزِّزينِي بانْتِقَائِكِ الرَّخيص,
وارْمِ عَنِّي زِيَّكِ السَّامِي النَّفِيس .
قابَلَتنِي تَسْتَوي بالبَحرِ,
عارٍ عَجزُهَا ,
إلّا بضَربَين تَسَاوا بالنَّغَمْ .
الصَّدرُ خالٍ حَشْوُهُ إِلَّا بعَرضَيْنِ
تَمَادَا بِالشَّمَمْ .
أَمَّا النُقَاطُ هَاجَرتْ حَيثُ نِهَاياتِ الكَلام,
لا نِهايةَ للكَلَام عِندَنا , لا نرتضي أَمرَ الخِتام .
ودِّعِينِي يا قَصِيدةَ وَادْعِ لِيَّ,
زِيُّك بِنْت مَليكٍ فَاعْذُرِ العَبدَ البُوشِيَّ.
أَنتِ موجٌ دَافقٌ صَوْبَ الدَّمَار,
وأَنَا حَيْزُومُ رَكْبٍ لا يُصَاحِب التيَّار,
إِنَّنِي صَخرٌ على خَصْرِ بلادِي لازبٌ ,
لا لنْ أَطِير بَلْ أَثور.

شعر :احمد طه/كوكب ابو الهيجاء

a7md6aha

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة