سُعاد القصيدة … أنشودة الحب والعنفوان

تاريخ النشر: 07/04/16 | 8:51

قصيدة ٌ رثائيَّة في الذكرى السنويَّة على وفاة الشاعرة والأديبة الكبيرة ” سعاد دانيال – بولس – أم زاهر

لكِ العلمُ والشِّعرُ .. سِحرُ البيَانْ == بكِ الحسنُ والخُلقُ يلتقيانْ
سلامًا إليكِ أيا طلعة َ الفجْ == رِ … يا وردَة َ الفنَّ والأقحُوَانْ
سلامًا وما من لقاءٍ ُنكحِّ == لُ أعيننا … ضاق َ فينا المكانْ
فبعدكِ كلُّ حديث ٍ سَرابٌ == وبعدكِ كلُّ عزاءٍ مُهَانْ
وبعدكِ كلُّ نشيدٍ نشازٌ == عليكِ بكى الكونُ والفَرقدَانْ
وكنتِ الشَّقيقة َ … أمًّا رَؤُومًا == وَصَدْرَ وئام ٍ ونبعَ حنانْ
وكنتِ كأرض ِ بلادي عطاءً == بكِ الفنُّ والطهرُ مجتمعان
ويمتدُّ ظلك ِ فوقَ الوجودِ == سنابلَ تبر ٍ … خُيوط َ جُمَانْ
وإبداعُكِ الفذ ُّ في كلِّ صوبٍ == نشيدُ حياةٍ وسحرٌ ُمبَانْ
وشِعرُكِ أقوى منَ المستحيل ِ == تجاوزَ صَرْحَ المدى والزَّمانْ
فأنتِ الرَّبيعُ يشعُّ سناءً == وأنشودة ُ الحبِّ والعنفوانْ
وأنتِ هنا رمزُ كلِّ عطاء ٍ == وَمنْ قد يُشارُ لها بالبنان
كلامُكِ أبلغُ من كلِّ قول ٍ == منَ السيفِ أمضى وحدَّ السنانْ
يُشِعُّ أباءً بأرض ِ الجدودِ == ويحملُ روحَ الفدا والطعانْ
وزادُ المُحبِّ إذا ما تلظى == رفيق ُ المناضل ِ في المَعْمَعانْ
أسَيِّدَة َ القول ِ أرَّقنا البُعْ == دُ… كنتِ العَطاءَ وَشَط َّ الأمانْ
إليكِ صلاة ُ الشَّذا والخُشُوع ِ == سلاما ً إليكِ وفي كلِّ آنْ
ُنصلي …إليكِ بفيض ِ الدموع ِ == ُنضيىءُ الشُّموعَ ويصفُو المكانْ
رحلتِ وكانِ َ الفراقُ عصِيبًا == مَصَابًا جليلا ً يهزُّ الكِيانْ
َفمِنْ بعدِكِ الفنُّ أضحَى يتيمًا == وبَعدكِ هيهات يشدُو ِلسَانْ
ولمْ تأخُذي حقَّكِ المُرْتجَى في == حياتِكِ … والعُمرُ ولَّى وكانْ
وَشِعرُكِ أروعُ من كلِّ نظم ٍ == بعُمق ِ المعاني وسِحر ِ البيَانْ
وفيكِ المبادىءُ رمز ٌ تجلَّى == لعين ِ الوجودِ وعين ِ الزَّمانْ
كتبتِ لجيل ِ الطفولةِ شعرًا == ونثرًا ، لفجر ٍ جميل ٍ … يُبَانْ
حكاياتُكِ الغرُّ فيها الدُّروسُ == وفيها المواعظ ُ … فيها الحَنانْ
فكم قصَّةٍ سوفَ تكونُ المنارَ == لِشَعبٍ يُكافحُ يأبَى الهَوانْ
وكنتِ الغِلالَ ِبعَهْدٍ يَبَابٍ == وقمحُكِ كانَ بدُون ِ زُؤانْ
وفيكِ الشَّجاعة ُ روحًا وفكرًا == ومثلكِ في الصَّبرِ ما مِنْ جَنانْ
وِكنتِ المنارَ ورمزَ التَّصَدِّي == ومنكِ تعلَّمَ حتى الجبَانْ
سنينا ً تعانينَ من ألم ِ الدا == ءِ … لم تيأسي …لمْ تكلِّ اليَدَانْ
وأفقكِ عذبٌ برغم ِ العذابِ == ووَجهُكِ بالسُّهدِ كالزَّعفرَانْ
وَمَنْ يستطيعُ … يرُدُّ المَنايا == إذا ما أوانُ المنيَّةِ حَانْ
ُهوَ العُمرُ يمضي سريعَ الخُطى فَ == كأنَّا نطاردُ خيط َ دُخانْ
قطعتِ صحائِفَ هذي الحياةِ == ونجمُكِ والشَّمسُ أسمَى قِرَانْ
َوُفقتِ النساءَ ذكاءً َوَوْعيًا == مثالُ التعَقُّل ِ والإتزانْ ..
يغني ِلفنّكِ زهرُ المروج ِ == ويحنوُ لهُ الطلُّ والبَيْلسَانْ
هَبَطتِ إلينا كضوءِ الشُّموس ِ == وكان َ رحيلكِ قبلَ الأوانْ
وكنتِ كأرض ِ بلادي شذاءً == وعطرًا وسحرًا منارَ الحِسَانْ
وشِعرُكِ يذكي النفوسَ كفاحًا == وكمْ نشتهيهِ كخمر ِ الدّنانْ
لواؤكِ في الفنِّ فوقَ النجوم ِ == إلى الشَّمس ِ أطلقتِ أنتِ العنانْ
وجذرُكِ في الأرض ِ يبقى عميقا ً == كزيتون ِ أهلي كما السَّندِيَانْ
فلسطينُ فيكِ تتيهُ افتخارًا == وَشَعبٌ عظيمٌ أبَى أن يُهَانْ
وأنتِ المليكة ُ شعرًا ونثرًا == لكِ العرشُ والتاجُ والصّولجَانْ
ومَنْ قالَ غيرَ الذي قلتُ فيكِ == دَعِيٌّ ووغدٌ … حقيرٌ … جَباَنْ
فكمْ ناقدٍ عندنا يجهلُ النَّقْ == دَ … في قلبِهِ الحقدُ كالشَّيصَبَانْ
فيكتبُ ما يطلبُ السَّيِّدُ المُسْ == َتبدُّ … فيخفي صَدَى الكرَوَانْ
وكمْ من هَجين ٍ يدَّعي الشِّعْ == رَ .. من روضنا فلنصًدَّ الهجَانْ
كلامُهُمْ يقرفُ الناسُ منهُ == ُتصَابُ الخلائقُ بالغثيَانْ
ولكنَّ من قدْ تعَمَّدَ بالحُبِّ == تاريخُهُ ماثِلٌ للعَيَانْ
يُعانقهُ المجدُ طولَ الدُّهور ِ == ويبلى الزَّمانُ وأنَّى ُيدَانْ
أسَيِّدة َ القول ِ أرَّقنا البُعْ == دُ … كنتِ العطاءَ وشَطَّ الأمانْ
وكنتِ الشُّموسَ التي لا تغيبُ == ولكنْ أوانُ المنيَّةِ حَانْ
هُوَ العُمرُ يمضي سريعَ الخُطى فَ == َكأنَّا نطاردُ َطيْفَ دُخانْ
مكانكِ في جنَّةِ الخُلدِ دومًا == وفيكِ سيشفعُ حورُ الجنانْ
لأنَّكِ منهنَّ نورًا َوطهرًا == وإيمانكِ الفذ ُّ كانَ الرِّهَانْ
إلى جنَّةِ الخُلدِ أيَّتُها الأ == مُّ .. أنتِ رسُولٌ .. ملاكٌ مُصَانْ

شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل

7atemjo3eh

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة