عيونُ الحقِّ تستَسقي الشَّبابا

تاريخ النشر: 30/03/16 | 7:24

مُحالٌ أن يَصُدَّ الحُبُّ بابا = أيُشقيني الجَوابُ .. ولا جَوابا
ركبتُ الصَّعبَ بحثًا عن كَيانٍ = فَصارَتني الجِهاتُ هُنا صِعابا
وكم أدنَيتُ لونَ العُذرِ منّي = فضَيَّعتُ الرّؤى والعذرُ غابا
فما أشقاكَ يا قلبًا تَوانى = وها نوديتَ: قم ودّع صَحابا
فهل لي بعدَ دَمعِ العينِ صبرٌ؟ = وماذا بعدَ جرحِ العهدِ طابا
فَذا عَهدي: وهذي الأرضُ أمّي = وحاضِنَتي إذا أغدو تُرابا
مهَرتُكِ مُهجَتي أرضي فكوني = طلابَ الرّوحِ إن عَزَّت طِلابا
أنا الأقوى مِنَ الأحداثِ صَبرًا = أنا الأرجى لمنبَتِها سَحابا
عذيرَكَ موطِني إذ صارَ نزفي = حصانَكَ مُذ حصانُ القومِ خابا
وعُذرًا إذ جَعَلتُ الرّوحَ منّي = لقُدسِ مَدائِني قَبَسًا شِهابا
سَقيتُ سنابِلَ الأشواقِ وَجدي = وإذْ مرَّ العجافُ ذَوَت يَبابا
ألا فاشهَد زمانَ القَهر أنّا = أبينا أن نَهونَ وأن نَهابا
تلاقَحَ صمتُنا فغدا رِياحًا = ونزفُ الجُرحِ يا قومي رِحابا
تَنامى صارَ أوسَعَ من شُعوري = وأبلَغَ من تَساؤُلِكُم جَوابا
ليبلُغَ مَشرِقَ الشَّمسِ انتِشاءً = ويزحَمَ مغرِبَ العُذرِ انتِصابا
فلا يَغرُركَ خَصمي أنَّ شامي = تَجَرَّعَ من مكائِدِكُم عَذابا
ولا يغرُركَ أنَّ سهامَ غَدرٍ = لها في مِصرَ مَفتونٌ أجابا
أنا الأعلى مِنَ الأحداثِ جرحًا = أنا الأدنى إلى الجُلّى حِرابا
ألستَ ترى جراحي كيفَ طارَت = لِتَغدو في مَعارِجِنا عُقابا
لينتَفِضَ الجليلُ لها ويافا = تعانِقُ لُحمَةً نَقَبًا مُصابا
وما نامَ المُثَلَّثُ إذ تَرامى = نداءُ مُشارِكٍ رَحْمًا تُرابا
ولا تعجَب فذي أسوارُ عكّا = تُعِدُّ لكُلِّ طاغيَةٍ حِسابا
سكونُ الرّوحِ هل يُغريكِ منّي = عُجابا يا دنى البلوى عُجابا
لنا روحُ المَثاني فيضُ خيرٍ = تَقينا من حَوادِثِكُم صَوابا
لنا الأرواحُ لا نَحتاجُ رملًا = لِتَأتينا بَوائِدُكُم جِدابا
لنا الكُثبانُ لا نَحتاجُ مِلحًا = لتَمنَحَنا الأساطيرُ انتِسابا
لنا الأركانُ لا نحتاجُ حُلمًا = ليورِثَنا كَراجيكُم سَرابا
لنا المجدُ التّليدُ لنا شُموخٌ = تَأَبّى أيّها العادي استِلابا
من الأسلافِ يسكُنُنا امتِدادٌ = ونقبِسُ من محامِدِهِم كِتابا
إذا نادى إلى الجُلّى صعيدٌ = نكونُ لجرحِهِ كُلًا إهابا
وإن نامَت نواطيرٌ ففينا = عُيونُ الحقِّ تَستَسقي الشَّبابا
وإن هانَت رُؤوسٌ أو تَخَلّت = تَأَبّى النّشءُ أن يُحني الرّقابا
وشَعبي المستَضامُ لنَصرِ حَقٍ = يَهُبُّ شَبابُهُ صيدًا غِضابا
بمرج العز تحضُنُهُم جِنيني = جبال النّار تمنَحُم صِلابا
بغزةَ تشمَخُ الهاماتُ بَذلًا = لقدسِ النّور تشتاق اقتِرابا
فلا كانَ البقاءُ وعيشُ ذلِّ = وأن نَنسى الأسيرَ ولا المُصابا
دعاةُ العدلِ لا يألونَ جهدًا = كِفاحًا إنّ للحَقِّ المآبا
سَلوا التّاريخ إن كنتُم جَهِلتُم = عُروشُ الظّالمينَ غَدَت يَبابا
مصيرُ الظّلمِ ليسَ سوى زوالٍ = وعيشٌ في ظِلالِ العَدلِ طابا

شعر: صالح أحمد (كناعنه)

a7mdsal7kna3nh

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة