يوم الأرض

تاريخ النشر: 30/03/16 | 11:51

عَصِيٌّ وسَليلُ الأرضِ ,
قد أصبَحَ للأرضِ وَصِيَّا.
صارَ مِرسالَ الشُّهَداء,
لِيأتي بالخَبَرِ العاجل.
صار سفيراً كحمامٍ زاجل ,
ما بين ارض وسماء.
بين أرضٍ قد ولَدَتْهُ
وبين الجنة والشرفاء.
عَجِيجٌ عَجَّ في البُلَدانِ كالمَاردِ,
إذ دَوّى بِغَيْظٍ أَجَّجَهُ مَع الإضرَابْ.
كَنُّوهُ بعَصَا مُوسَى لفِرعَون ,
يَشُقُّ الأرْضَ ,
كيْ يُودِي بلصٍّ قد يُلاحَقَه ,
يُبيدُ الإسْمَ والعُنوَان
ودوى طلقها بشراً لتنساب
دِماءٌ مِن مشيمتِها ,
وكَبْتاً كان مخزوناً تُفجِّرهُ
بأَيدٍ لصَبايَانَا وشُبّانا .
تَهَادَى في جِلالٍ تحتَ شمْسٍ ,
يَتَذكَّر :
لِدَمه طعمٌ شَبَابيٌّ ,
يَشُدُّ ذائقةِ العَسكَر ,
للَحمٍه صَافٍ وطَرِيّا .
على الكَتِفين وهجُ النَّصرِ ,
مَكْسِيٌّ بزيِّ الزَّهر والأشجَار ,
مِحرَاثٌ يُداعِبهُ
وزيتونٌ حَشَا بوِزرَتِهُ,
ليغرسُهُ ,
ويَصُونُ الارضَ منَ الأوغاِدِ.
والزيتونُ لا يَنمُو كما ظَنُّوا ,
ولكن ينمُو للأسفل ,
ولا يُفصِح عن المشتل ,
ولا يخجل ,
بل يفخرُ بزيِّ كوفية .
وُحوشٌ تَرصَدُ الغِزْلانَ ,
ترمِيهَا بنارِ الغَدرِ ,
عندَ الَّلهوِ إذ ترنو,
تُناغِي الشَّمسَ عينَاهَا
وقَنّاصٌ صَوَّبَ النارَ
على الغزلان ارداها ,
ويبقى الدمُّ مِفتاحاً ليوم الارض ذكرَاها .
آذارُ يَمشِي تَحتَ الأرضِ ,
يَستَقصِي مَقَامَ الشُّهَداءِ ,
حَارِسُ الجَنَّةِ أدْرَاهُ:
ضَحَايَا الأَرضِ يَبكُونَ زماناً,
أَصْبَحَ فيهِ :
سِباقُ الجنَّةِ ماراتون إن فازوا
نجوا فيها كَمَا ظنوا.
فلن تدخل وفي طيِّ عباءتكِ,
عميلٌ يَقضُمُ سِراً,
بِلحم ٍأَزهَقَ الشُرَفاء .
فماذا تبتغي منهم ؟؟
و تحتَ الارضِ أحياءٌ
وفَوقَ الارضِ أرواحٌ ,
حسبت أنَّهم أحيَاء

بقلم : أحمد طه

a7md6aha

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة