"الحراك الشبابي" وجهة نظر قبل الاجتماع المنتظر

بقلم الطالب الجامعي فضل مرة

منذ فترة وجيزة تم إنشاء مجموعة شبابية على الفيسبوك أُطلق عليها “الحراك الشبابي – كفرقرع” وهي مجموعة جاءت بمبادرة عفوية، في اعقاب الدعوة للمظاهرة التي كانت أمام المجلس المحلي ضد الزيارات المتكررة لأعضاء الكنيست من الأحزاب اليمينية والتي دعا إليها “المنتدى الشبابي من أجل كفرقرع”، وسرعان ما لاقت استحسان الكثير من الشباب القرعاوي، إذ لم يمر على إنشائها أكثر من أسبوعين حتى وصل عدد المنتسبين إليها ما لا يقل عن 800 شخص من شباب وفتيات كفرقرع. وقد بدا واضحا حماس الشباب القرعاوي وحبه لكفرقرع ومدى تعطشه لخدمة هذا البلد بعيدا عن المصالح الشخصية والانتماءات العائلية والأهداف الحزبية الضيقة التي لطالما حكمت وتحكمت في الكثير من تحركات هذا البلد والوسط العربي عامة.

فلا شك أنّ هذا الحراك جاء في لحظات تاريخية يمر بها الوطن العربي وأنه جاء كمخاض طبيعي للثورات التي تقوم بها الشعوب العربية وكان رائدا لها الشباب، ثورات تمرد فيها الشباب الثائر على كل ما كان من الماضي وإرهاصاته من فساد وتبعية ومحسوبية ساعيا نحو صنع غد أفضل ومستقبل ديموقراطي واعد، وأقول أنّ ذلك الحراك جاء كمخاض طبيعي للثورات نظرا لان هم الشعوب العربية واحد ولا بد أن يتحرر وعيها في لحظة زمنية مشتركة.

وفي الفترة الأخيرة بدأت تعلو أصوات الشباب مطالبة بعقد اجتماع أولي لهذا الحراك من أجل النظر في سبيل تفعيله للبدء بإخراج مشاريع إلى النور بهدف خدمة بلدنا. فما أن كان من الأخ أنس مصاروة بأن بادر لفحص مكان لعقد اجتماع أولي وقد اتفق مع القائمين على مجلس الشعب بأن يعقد الاجتماع هناك بحيث يكون أولى تلك الاجتماعات إما يوم الجمعة 10.6.2011 أو يوم السبت 11.6.2011، ولحسم هذا الأمر تم طرح استفتاء عاما على أعضاء المجموعة على الفيسبوك ويجري هذه الأيام التصويت على يوم عقد الاجتماع الذي سيكون بطبيعة الحال وفق ما تراه الأغلبية في نهاية المطاف.

وقبل لقاءنا المقبل أردت أن أوضح بعض الأمور نظرا لبعض الالتباسات التي لاحظت وجودها لدى البعض وأوجز ذلك على النحو التالي:

أولا، هذه المجموعة التي أُنشئت على الفيسبوك والتف حولها الكثير من شباب البلد ليست تنظيما تقليديا إنما هي حراك شبابي شعبي عام، أي انك كي تكون جزءا من هذا الحراك لست بحاجة لبطاقة انتساب أو بطاقة عضو كما هو متعارف عليه في التنظيمات التقليدية مثل الأحزاب أو النقابات وغيرها، إنما ذلك مفتوح للجميع، حتى ربما يكون ذلك من غير الشباب نظرا لطبيعة المجموعة التي أنشئت فهي ليست مجموعة مغلقة أو سرية إنما مجموعة مفتوحة تتيح لكل شخص أن يتواجد بها بمجرد أن يضيفه احد أعضاء المجموعة الآخرين أو من خلال طلب الانضمام للمجموعة.

ثانيا، هذا الحراك الشبابي هو حراك شبابي قرعاوي لا ينتمي إلى أي حزب أو فصيل من الأحزاب الموجودة في الوسط العربي، طبعا هذا لا يمنع تواجد أناس منتمين لتلك الأحزاب ولكن ذلك يكون من خلال الفصل بين العمل الحزبي في تلك الأحزاب والعمل في إطار الحراك في حال تنظمه.

الحراك في الوقت الحالي هو كما ذكرت ليس تنظيما إنما حركة شعبية شبابية سيحتاج منا مستقبلا بدء العمل على تنظيم هذا الحراك من خلال الاجتماعات التي ستجمعنا وأولها ما بادر إليه الأخ انس في تاريخ 10 أو 11 يونيو. بذلك يتحقق أول شرطين من شروط أي عمل شعبي سياسيا كان أم اجتماعيا، أي يكون لدينا جمهورا عريضا أو قاعدة جماهيرية من الشباب قوامه الحراك العام الذي تجاوز حتى الآن 800 شخص ويكون لدينا جسما أو أجساما تنظيمية تنظم نفسها بعد أن تبدأ بالاجتماع والتي ستكون بالمستقبل بمثابة الجسم أو الأجسام التي تخطط وتخرج إلى حيز التنفيذ المشاريع التي تراها تصب في خدمة البلد، ولتنفيذ هذه المشاريع والخطط لن يستطيع القيام بذلك فقط الأشخاص المتواجدون في التنظيم إنما يكون ذلك من خلال مشاركة كل شخص يتيح له وقته للمشاركة، فهناك أشخاص مستعدون للإسهام في بعض الخطوات التي ترى النور ولكنهم غير مستعدين للالتزام بشكل دائم داخل تنظيم أو إطار، يعني مثلا لو قرر التنظيم الذي ينشأ أن تكون مظاهرة فهذه المظاهرة لا يشارك فيها فقط أعضاء التنظيم إنما جمهور الحراك عامة.

أما الركن الثالث لأي عمل جماهيري سياسيا كان أم اجتماعيا فهو الجانب الفكري التنظيري، وهذا يكون بعد أن ينشأ تنظيم منبثق عن الحراك، بحيث تكون مهمة التنظيم بناء دستور عمل يضع أهدافا معينة وآليات للتنفيذ وآليات لاتخاذ القرار الخ… ومهم أن يكون واضحا للجميع أن هذه الأهداف لا يضعها شخص مهما بلغت قدرته على ذلك إنما يضعها الأشخاص الذين تنظموا تحت الإطار من خلال قرارت تتخذ بأغلبية أعضاء التنظيم أو الإطار وفق القواعد الديموقراطية المتعارف عليها حديثا. لذلك، أي سؤال يكون عن الأهداف في الوقت الحالي يكون سابقا لأوانه لأن هذه ليست مهمة شخص إنما مهمة جماعة، وهنا يمكنني أن أوجه انتقادا للحراك الشبابي في باقة الغربية لا ادري إن كانوا تداركوه نظرا لكوني غير متابع لحراكهم عن كثب، فالمجموعة التي أنشاها الشباب في باقة حملت اسم “قائمة شبابية للتنافس على رئاسة وعضوية باقة الغربية” وبهذا يكون من أنشاء المجموعة قد حدد هدفا وفق رؤية فردية أو مجموعة صغيرة ربما اجتمعت فيما بينها وقررت وضع هدف التنافس في الانتخابات البلدية التي ستجرى في باقة الغربية قريبا، وهذا يُنتج شعورا أن هناك أناس تخطط وتضع أهداف وأما البقية فمهمتهم مقتصرة على السير قدما فيما يخططه ذلك الشخص أو تلكم الأشخاص حتى ولو لم يكونوا مستمدين شرعيتهم من قاعدة جماهيرية شبابية.

هذه بعض الأمور التي لا تمثل سوى وجهة نظر شخصية رأيت أن أطرحها أمامكم قبل اجتماعنا الأول نظرا لبعض الالتباسات التي لاحظتها ساعيا في إزالة تلك الالتباسات على أمل أن نلقاكم في التاريخ الذي يحظى بأغلبية المصوتين عسانا نتناقش ونتباحث الأمور والقضايا التي تُطرح بصورة أوسع وأكثر عمقا.