تقارير بمجلة مدى توثق عنصرية الإحتلال

تاريخ النشر: 11/02/16 | 18:29

أصدر برنامج دراسات إسرائيل في مدى الكرمل تقريرين جديدين لرصد وتوثيق العنصرية تجاه الفلسطينيين مواطني إسرائيل، ضمن “ملفات مدى” (رقم 2): “أشكال من العنف الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين”.
يتابع التقرير الأول أبرز تجلّيات السياسات والتوجهات العنصريّة تجاه الفلسطينيّين في إسرائيل خلال الهبّة الشعبية الفلسطينية في تشرين الأول 2015، بينما يتابع التقرير الثاني أبرز تجلّيات السياسات والتوجهات العنصريّة تجاه الفلسطينيّين في إسرائيل في فترة الحرب على غزّة في شهرَيْ تمّوز وآب عام 2014 حتّى نهاية انتخابات الكنيست الـ 20 في شهر آذار عام 2015.
وفقا للتقارير فإن الفترة الممتدة منذ الحرب الأخيرة على غزة حتى الهبة الفلسطينية الحالية مرورا بمرحلة الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، شهدت أحداثًا عنصريّة متنوعة ومتعددة في مختلف المجالات ومن مختلف الجهات. منها ما جاء على شكل تصريحات عنصريّة مباشرة أو مبطّنة من بعض الوزراء في الحكومة وقيادات سياسيّة وصُنّاع قرار، ومنها ما جاء على شكل اقتراحات قوانين والمصادقة على قوانين عنصريّة تجاه المواطنين الفلسطينيّين. ومنها ما جاء على شكل محاولات إقصاء للمواطنين الفلسطينيّين وقيادتهم من الحيز السياسيّ؛ وعلى شكل تعامل عنصريّ واعتداءات على مواطنين فلسطينيّين من قبل الشرطة الإسرائيليّة؛ وأيضا من خلال تحريض عنصريّ كثيف عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ؛ واعتداءات على متظاهرين فلسطينيّين ويهود معارضين للسياسات الحكوميّة. كذلك برزت خلال هذه الفترة ظاهرة العنصريّة في أماكن العمل، حيث طُرِد العديد من العمّال الفلسطينيّين من عملهم، وهُدد آخرون بالطرد من العمل بسبب تعبيرهم عن آرائهم ومواقفهم من سياسة الحكومة.
متابعة مظاهر العنصريّة في هذه الفترة توضّح أن العنصريّة تجاه المواطنين الفلسطينيّين والقيادات الفلسطينيّة في إسرائيل لا تُشتق من الأوضاع السياسيّة والأمنية في إسرائيل، ولا تتعلق بمواقف المجتمع الفلسطينيّ أو تضامنه مع الفلسطينيّين في الأراضي المحتلة عام 1967، فهي قائمة في زمن التوترات الأمنية والحروب وكذلك في فترات المعارك الانتخابية، التي يفترض ان تكون فترة تثقيف وممارسة ديمقراطية وتقبُّل الآخر واحترام الرأي الآخر. وما يبيّنه التقريران أنّ مظاهر العنصريّة تجاه المواطنين الفلسطينيّين حاضرة بقوة داخل المجتمع الإسرائيلي ولا تتعلق بالضرورة بالأوضاع السياسيّة. تنبع هذه العنصرية من العداء للهُويّة الفلسطينيّة والمواقف السياسيّة التي يبديها المجتمع الفلسطينيّ في إسرائيل، والتي تتعارض مع الإجماع الإسرائيليّ، وتعكس رفض المجتمع الإسرائيليّ تدخُّل المجتمع الفلسطينيّ في الفضاء السياسيّ الإسرائيليّ، في أوقات الحروب وفي أوقات الانتخابات. فحين يقف المواطن الفلسطينيّ ضدّ الحروب الإسرائيلية على الشعب الفلسطينيّ، يكون بذلك “معاديًا” لدولة إسرائيل، وحين يطالب بحقوقه من خلال ممارسة ديمقراطية كالانتخابات أو المطالبة بحقه في التأثير على المشهد السياسيّ في إسرائيل يكون بذلك قد تخطى حدود هامش المشاركة السياسيّة المتاح له وَفق المفاهيم الإسرائيلية. وفي كلتا الحالتين، يرى المجتمع الإسرائيلي بالمواطنين الفلسطينيّين والقيادات السياسيّة الفلسطينيّة دخيلًا غير شرعي على المشهد السياسيّ الإسرائيلي. ففي نهاية المطاف، الفضاء السياسيّ الإسرائيلي هو فضاء يهوديّ صهيونيّ، وَفقًا للثقافة السياسيّة الإسرائيلية.

1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة