الإعلام الإسرائيلي والحوار مع العرب

تاريخ النشر: 13/02/16 | 0:14

لو تيسر لي وكنت عضو كنيست لاشترطت عند استضافتي لبرنامج تلفزيوني أن يخاطبني المذيعـ/ـة بدون حقد يتنزى بين عينيه، وبدون لغة جسد عدائية، ومشادة ومحادة استعلائية.

أقول ذلك بعد أن شاهدت:
* أورلي فلنائي تحاور د. باسل غطاس وقد تبين استعداؤها واستعدادها للتهجم عليه، فلم تكن تنتظر إجابة منه حتى ترشقه بطلقة غضب، وقد حمي الوطيس، إذ كيف يجرؤ ويطالب بتحرير الجثامين؟
..

• كيرن مرتسيانو وهي تحاور أيمن عودة، فلم تكن تصبر لسماع إجاباته الهادئة، بل كان همها إلقاء الأسئلة التي تسمعها عبر السماعة من شخص آخر وراء الستار، فتردد هي كالببغاء، ولا تعي أو تدرك ما يقوله الضيف.
..

* أتذكرون كيف صرف دان مرغليت عضو الكنيست د. جمال زحالقة من الأستوديو عندما صرح زحالقة أن باراك قاتل أطفال غزة، فجن جنون دان، وطلب منه أن يغادر المنصة على مرأى ومسمع العالم.
(كانت هناك شكوى رسمية اضطر دان بعدها إلى الاعتذار على الملأ).
..
لو كنت ممن يستضافون لاشترطت أن يخاطبني المحاور/ة بتساو، لا باستعلاء، وعنجهية، باستعداد لسماع الرأي الآخر لا بالتهجم، بعيون صافية لا بعيون حاقدة، بنقاش حضاري لا مناكفات مغرضة.

يبقى السؤال للإعلام “الديموقراطي”:

لماذا تندر استضافة العرب أو اليهود اليساريين حقيقة المغايرين للنهج الحكومي المتطرف؟
..
إننا نرى عشرات من الضيوف ممن هم من اليمين يصبون في مجرى واحد، وإن حدث أن كان هناك صوت آخر فهم يتكالبون عليه، ويطمسون صوته، ولا يدعونه يكمل جملة.
..
سألتني مذيعة:
كيف يمكن أن تتغير صورة الإعلام في نظركم؟
أجبت:
أن تعطى منصة متساوية لأصوات عربية تقول رأيها بحرية، وأن يخفف الإعلام من النغمة الواحدة التكرارية: نفس الأسئلة، نفس التصورات والردود، نفس الاتهامات، نفس المنطق.

أما آن الأوان لأن تفكروا بطريقة أخرى؟!
أن تسمعوا الأصوات الأخرى؟

ب. فاروق مواسي

faroqmwaseee

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة