المخصصات الإضافية مقابل تعليم المنهاج الاسرائيلي

تاريخ النشر: 08/02/16 | 11:29

يعد التعليم واحدا من أهم عناصر القوة والنجاح لأي مجتمع يريد النهوض والالتحاق بركب الدول المتقدمة، فبناء الانسان علميا وثقافيا أمر ضروري، حتى يستطيع أي مجتمع الحفاظ على بقائه واستمراريته. ومن هنا، فقد سعى الاحتلال الاسرائيلي إلى ترسيخ وجوده في أذهان الفلسطينيين، من خلال بلورة مناهج تعليمية محرّفة لطلاب المدارس، تغيّب حقيقة فلسطينيتهم وعروبة أرضهم، وإحلال أساطير الاحتلال الإسرائيلي مكانها.

لم يكتف الاحتلال الاسرائيلي بإلغاء اسم “فلسطين” من كتبه التي أصدرها كمنهاج للطلاب الفلسطينيين في المناطق التي تخضع تحت سيطرته، واستبدالها بكلمة “إسرائيل”، بل أخذ يسوّق في مناهجه التعليمية أنها دولة يهودية تسكنها أقليات عربية، وتمادت أذرعه في التحكم بالمنهاج الفلسطيني الذي يدرّس في مدارس شرقي القدس المحتلة، حيث ألغى منه آيات الجهاد والقصائد التي تتحدث عن الأسرى والوطن؛ سعيا لفصل الطالب المقدسي عن عقيدته وتاريخ شعبه.

وقد لقي المنهاج التعليمي المحرّف اعتراضا كبيرا لدى المقدسيين الذين أخذوا على عاتقهم إيصال المنهاج الفلسطيني إلى كل طالب في المدينة المقدسة، وذلك من خلال التواصل مع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، واستطاعوا مؤخرا توزيع كتب المنهاج غير المحرّف، بعيدا عن أعين الاحتلال.

وزارة المعارف الإسرائيلية، لم يرق لها استمرار الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة تعلّم المنهاج الفلسطيني، فقررت في الفترة الأخيرة حرمان قطاع المدارس التابع لها في المدينة المحتلة -التي يصل عددها إلى 30 مدرسة -من المخصصات الاضافية التي تدعم المدرسة من خلالها لرفع رواتب المعلمين وفتح ملاعب ومختبرات وتحديث الأدوات التعليمية، واشترطت على المدارس أن تفتتح صفوف تعليم المنهاج الاسرائيلي لاستئناف دفع الوزارة لتلك المخصصات.

في حال وافق مدراء المدارس التابعة لوزارة المعارف على فتح صفوف لتعليم المنهاج الاسرائيلي، فإن ذلك سيؤثر على 25 ألف طالب مقدسي يدرسون في تلك المدارس. حيث يقول رئيس اتحاد أولياء أمور طلاب مدارس القدس زياد الشمالي لـ “كيوبرس” إن مدينة القدس تعاني من نقص كبير في الغرف التعليمية، وإذا ما نجحت وزارة المعارف الاسرائيلية بفرض تعليم المنهاج الإسرائيلي، فذلك سيضطر الطلاب المقدسيين إلى تعلم هذا المنهاج كونهم لن يجدوا بديلا عن تلك المدارس؛ مما سيشكل خطرا كبيرا على الجيل الفلسطيني الناشئ.

واعتبر الشمالي أن حرمان المدارس من تلك المخصصات، سيؤدي إلى انخفاض جودتها التعليمية مقارنة بالمدارس التي تتلقى مخصصات وزارة المعارف، من حيث توفير المختبرات والألواح والدروج المريحة، عدا عن قدرة المدارس التي تتلقى المخصصات بزيادة رواتب معلميها وبالتالي تحسين أداء للمعلم وانتاجه.

عضو لجنة أولياء أمور مدارس الطور خضر أبو سبيتان، أوضح في حديثه لـ “كيوبرس” أنه منذ أربع سنوات يحاول الاحتلال فرض المنهاج الاسرائيلي على مدارس شرقي القدس، لكنها المرة الأولى التي تُحرم فيها المدارس ممن رفضت تعليم ذلك المنهاج من مخصصاتها الاضافية، مما يشكل ضغطا أكبر على مدراء المدارس، مبيّنا أنهم يخوضون صراعا مع وزارة المعارف الاسرائيلية والبلدية لإلغاء هذا القرار.

ودعا رئيس اتحاد اولياء أمور طلاب مدارس القدس زياد الشمالي السلطة الوطنية الفلسطينية إلى فتح عدد جديد من المدارس في شرقي مدينة القدس؛ حتى يتمكن سكان المدينة من تلقي التعليم بعيدا عن التشويه والتغريب الثقافي، إضافة إلى تكثيف الرقابة الوطنية على مدارس القدس ومساءلة الاحتلال قانونيا إذا ما أجبر الفلسطينيين على تعلم منهاجه.
كيوبرس

100

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة