من الواقع (18): الجمع بين “القرد” و”اسم الله”!

تاريخ النشر: 07/02/16 | 11:07

هل سمعتم بالمثل الشعبي “حط القرد عند اسم الله”؟
..
إنه يعني الجمع بين الحق والباطل، الجميل والقبيح، العلم والجهل…إلخ
وأن نساوي بين صاحبيهما في الحكم.
..
تذكرت المثل وأنا أرى شخصًا معتديًا شريرًا وقد أساء لشخص ما بريء، فيأتي ثالث بدعوى إصلاح ذات البين، فيأخذ في تأنيب كليهما، أو على الأقل يتحدث إليهما بنفس اللهجة.
..
قلت: ما أصدق القول: لا تخاصم الشرير، فأكثر الناس لا يفرقون بينكما!
وهذا “المصلح” من أكثر الناس.
..
الأنكى من ذلك إذا كان هذا “المصلح” يعرف الحق والحقيقة، ويعرف من هذا ومن ذاك، ومع ذلك يتعامى، فعندها يصدق عليه خطاب الذكر الحكيم:
“..لم تَلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون”
آل عمران، 71
وعندها يصدق عليه قول المتنبي في هذا السياق:
..
إعيذها نظراتٍ منك صادقة *** أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره*** إذااستوت عنده الأنوار والظُّـلمُ

تذكرت ذلك كذلك في نقاش معرفي.
مضى الأول في خطأ فادح.
جاء الثاني ليصوّب بيسر وأدب حوار، نفعًا له وللقراء.
وإذا بثالث يساوي بينهما ويقول:
حواركما يعقّد الموضوع، ويبعد الطلاب عن محبة الدرس.
هنا يظهر “المصلح” وكأنه لا يريد للثاني أن يصوّب ويصحح، وكأنه يخاطب الاثنين، ويقول:”العبوا سوا”!
وسؤالي:
أليس من حق الطالب أن يعرف القرد، ويعرف اسم الله؟
أن يعرف الصواب من الخطأ؟
أن يعرف أدب الحوار؟

ب.فاروق مواسي

faroq

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة