من خبايا أفكاري 3

تاريخ النشر: 01/02/16 | 8:47

أحيانا تلتقي بأناس تخالطهم وتعاشرهم، لكنك ومع مرور الزمن لا تطيق حتى أنفاسهم، وكلما تعود من أحد لقاءاتك معهم تتساءل عن سر مقتك لهم وعدم (مهضوميتهم)، وحينما تسبح في بحر الأفكار ينطبق عليك الضمير ضاغطا، يؤنبك على سوء إحساسك، وفجأة ومع التداخل السريع للقطات جمعتك بهم تستوقفك آية كريمة كبيرة في معانيها( إن الله لا يحب كل مختال فخور) صدق الله العظيم، حينها يسكت الضمير ويكف عن الشكوى..حيث تدرك سر انزعاجك منهم
صفات هؤلاء البشر تجعلهم ثقلا على النفوس، فهم دائما لبقي الكلام يتحدثون بصوت كله عجرفة وتفاخر، كأنهم مركب سحري عثروا عليه في زمان قلت فيه المركبات، يرددون ذبذبات توحي بأن الكرة الأرضية ستقع لا محالة وأن جاذبية الأرض منقطعة بكل تأكيد إن لم يخلقوا ولم يكونوا، فهم في خيلائهم الدواء لكل داء والماء لكل عطش والحل لكل أزمة، يظنون أنهم الحل لمشاكل الشرق الأوسط كلها، وأننا بوجودهم يمكن لعيوننا أن تقر وتسبل ستارها فهم السوبر ستار والعين اليقظة لكل زلة.. لا يتركون فرصة إلا ونسجوا تجاربهم الأسطورية حكايات يرتلونها للحجر والشجر وزر الإعادة دائما في تأهب، فهم يكررون ويكررون ولا ينصرفون حتى يكونوا على ثقة تامة، أن الأذهان لن تنساهم، وأنهم في الذاكرة علقوا ليكونوا الاكسبرس الذي يلجأ له كل محتاج ليوفروا له طلبه، ويغفلون أنهم بالذاكرة طبعوا ليكوِّن الجسد مضادا مناعيا لفيروسهم حينما لا يحالفنا الحظ وتجبرنا الظروف لنلتقي بهم من جديد..
وفي الجانب الآخر هناك أناس قد قل حديثهم عن مغامراتهم، وتركوا أفعالهم تحكي خبايا تجاربهم، فما تباهوا ولا اختالوا بما لديهم، يحملون عبارة تزين مضاجع حياتهم(من تواضع لله رفعه)، هم للنفوس أقرب وأحب، ترقبهم العيون بصبر حينما يبتدأون بالحديث، تترنم الآذان لكلماتهم حين تهم بالخروج، حيث يكونون حريصين جدا على تغليفها قبل خروجها من دفيئة تفكيرهم بغلاف الصدق وعدم الزيف، فيستشعرها المتلقي أنها من انفاس القلب نفثت والى القلوب دخلت ووجدت مستقرا..
فإن كان رب السماوات والأرض ومن فيهن لا يحب المتفاخرين فما بالك ببشر خلقهم الله من طين..

إسراء عثامنة

6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة