من حفر لأخيه حفرة

تاريخ النشر: 12/02/16 | 2:04

خَرَجَ الأسدُ من عرينِه يبحثُ عَنْ طعامٍ ، مَرَّ مِنْ أمامِه أرنبٌ فناداه الأسد
أيُّها الأرنبُ.. ستنال شرفَ أنْ تكونَ وجبتي لأنِّي جائعٌ
أسرع الأرنبُ يجيبه: ولكنَّني صغيرٌ وأكلك لي سيزيدك جوعاً يا سيِّدي فابحثْ عن شيءٍ أكبرَ يسدُّ جوعَك.
لمح الأسدُ شاة سمينةً تمرُّ أمامه فناداها: أيَّتها الشَّاةُ.. أشعر بالجوع وأطلب أنْ تكوني طعامي .
تظاهرت الشَّاةُ بالحُزْنِ وهي تقول: أيُّها الأسدُ العظيمُ.. هذا شرف كبير أن أكونَ طعاماً لك.. ولكنَّني مريضةٌ وأخشى أن ينتقلَ إليكَ مرضي إذا أكلتني.
شعر الأسد بالغضب فكلَّما نادى على حيوانٍ من حيواناتِ الغابةِ تعلَّل له بالأسبابِ الكاذبةِ، وهنا أرسل الأسدُ للثَّعلبِ يستشيرُه.
أتى الثعلبُ للأسد واستمع لشكواهُ، وبعد أن فرغَ الأسدُ من الحديث عَرَضَ عليه الثعلبُ حيلةً ذكيَّةً ليأكلَ ويشبعَ.
في اليوم التَّالِي جلس الأسد أمام عرينه ينظر للحيواناتِ المارَّة أمامه، مرَّ أمامه أرنبٌ كبيرٌ، ناداه الأسد قائلاً: تعال أيُّها الأرنبُ أريد مناقشتك في أمرٍ هامٍّ.
دخل الأرنبُ مع الأسد للعرين، ما هي إلا لحظات حتى خرج الأسد وحيداً ليعاودَ جلستَه أمامَ عرينِه.
مَرَّتِ الشَّاةُ أمام عرين الأسد فناداها الأسدُ قائلاً: أيتها الشاة الطيبة.. أريدُكِ في أمرٍ يخصُّ غابتنا.. اتبعيني.
أسرعتِ الشاة تتبعه إلى داخل عرينه، ولم تمضِ لحظاتٌ حتى خرج الأسدُ بمفرده منتفخَ البطنِ.
كان الثعلبُ في ذلك الوقت يراقبُ ما يحدث وهو سعيدٌ لأنَّ فكرتَه قد نجحتْ، اعتاد الأسد هذه الحيلة وأصبح يأكلُ ما يشاءُ من حيواناتٍ.
وذات ليلةٍ مرَّ الثعلب من أمام عرين الأسد، ناداه الأسدُ ليستشيرَه في أمر هام، دخل الثعلب مع الأسد للعرين، وكالعادة خرج الأسدُ وهو يشعر بالشِّبَعِ، فلم يكن الثعلبُ المكَّارُ يعرف أنَّ مَنْ حَفَرَ حفرةً لأخِيه وقعَ فيها.

10

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة