من خبايا أفكاري 2

تاريخ النشر: 18/01/16 | 9:35

أحيانا أغوص أعماق أفكاري وأتساءل، أتراه ممكنا حقا بأن نتصدر عرش التميز يوما..اذا ما تسلحنا بدرع مقاومة وسلاح مشحوذ بالهمة..
وأهيم على وجهي أرسم على ثغري ابتسامة رضا ليهرول الشك مسرعا آخذا مقعده في محياي ليذكرني بأنني ما زلت لم أحصل على إجابة..
وعلى هذا الحال نعيش نبني هرم حاجاتنا وفق ماسلو، ونرتب أهدافنا كما علمتنا التنمية وننسج من بلورات الأفق رؤيا لمستقبل نرقبه بمنظار من ترقب ونكدس خزائن أوقاتنا ننظم أوراقها حينا بعد آخر، وينفث الحماس نفثاته في أجسادنا المتأرجحة لتظهر براعمه وريقات ابتسامة تلوح من بعيد، لنستقبل الصبح وفينا رغبة جامحة لأن نقلب صفحات كتاب واقعنا وبضربة من عصا سحرية نغير الأكوان ونتراقص طربا في الجنان..
والحقيقة أن ليس هذا فعلا ما يحدث، ندرك حينها أن ما حاولت الحياة ترتيله لنا لم يستوف شروط القبول في الواقع، وننظر الى البعيد فنجد الناجحين يسابقون قطارات بعضهم فندرك أن منهم من لديه فيتامين واو ومنهم (على قولة أهلنا) واصل، فنهز رؤوسنا رفضا بأننا لا نبيع الضمير بأكاذيب ودهلسة لنكون منهم ونعود أدراجنا خائبين ونطوي الصحف (يا عمي التميز مش إلنا)، ولكن وبينما الذهون في هيام نتعثر بدروب أناس نستبشر لنور أضاء سماءهم ونراهم أيضا قد نجحوا وسابقوا قطارات بعضهم وحينما نتمتم عن حقيقة فيتامين واو نجدهم لم يستسيغوه، وأنهم من قفر الأرض قاموا وبركعتي قيام أدركوا الركب وزرعوا ابتكارا..
ونجلس حيارى وأفكارنا متخابطة في ضياع، ونتساءل من جديد هل للحظ نصيب وحظوظنا عرفناها !! أم أن ركب النجاح لجميع من اجتهدوا وثابروا وكافحوا..
وعلى هذا الحال نلملم شتاتنا، وبأجساد مرتعشة قد توقف مفعول الحماس فيها نمسك أدراج أوقاتنا وبحركات جنونية نباحث أوراقها بحثا عن جرعة أخرى نتدارك بها الحياة، فيجابهنا سلم الحاجات بقامته يذكرنا بحاجة الأمان وتتساقط الأوراق متبعثرة لشريط أحداث متعطش للأمان والاحتواء بشتى أشكاله وأوزانه، وجرعته الأولى تلك الأفكار المتنازعة فينا والتي تأبى الرحيل نتنفسها والأوكسجين في آن…
ونرفع الهامة من جديد نمسح دموع نحسنا وفي قرارة أنفسنا نضمر قرارا، ونعاود ترتيب الأدراج ونلصق الرؤيا على حيطان مستقبلنا من جديد ونمارس القيام، ونخبر أفكارنا المتنازعة وبحزم شديد أننا سنسير دون أن ننتظر النتاج، فالحصاد ليوم الحصاد، ويكفينا ثوابا لأتعابنا ضمير قد أرهقنا كاهله بحمل أثقالنا يتنفس استرخاء لأنه قد قام بالواجب وأنه لم يكن سببا ليوم حصاد لربما قد صابه بعض من خراب..

اسراء عثامنة

4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة