حكايتي مع الزمن

تاريخ النشر: 18/01/16 | 16:46

ما انا سُوى فتاةٍ تَبكي وَجعاً الى رِمالٍ
تُرِكت آثارِها بلا صَدى
وَلدتُ في دِيسمبِرّ
بينَ الثُلوجِ التي باتتْ بَيضاءَ في الرَحيلِ
في عاصِفةً كانَ رعدُها صَقيعّ
غُيومَها السَوداءَ التي غَدتّ امطارُها تتساقَطُ في إغتِرابْ
كُنتُ امشي بعيداً
على ضفافِ البحرِ
وميناءُ الضَياعِ
اُريدُ العَودةَ الى جُوريةً تُغني بلحنُ الحَياةَ
مازلتُ في العِشرينَ عاماً
ورأيتُ كَمّ مِنْ أَلمٍ ذاقَ بي في حَياةٍ قدْ أتعَبتني
ها أنا الفَتاةُ الصَغيرةَ
گ عَصفورةً تُحلِقَ فوقَ كَفنٍ اتعَبني حُبهُ يوماً
أُريدَ الخُروجَ من آلامٍ قَد أُغلِقتّ سَعادتي بِمُفتاحٍ مُعلقٍ على الجُدرانِ البَعيدَةَ
بِداخلي جُروحٍ صامته
رُبما لأَعجَزُ عَنْ نَطقُها يوماً
خَرجتُ من حَياةٍ مُزرِيةً
وكانَ خُروجي بِصَدمَةً مُؤلِمه
كانَ لقائيْ لها وَجعاً
وهَلّ لِي أَنْ أَكتَفي بِدموعٍ تَسقُطُ مِنْ عَيني أَلماً
أمشِي على رِمالِ الحَياةَ بآثارٍ مُنتَهِيه
واصدَافُ العِشقُ الخَجولَةَ
التِي تُرِكَتّ بَهجَتُها موقِعاً على غَثَيانِ البَحرَ
كُنتُ أَختَبِرَ ألأَلمَ الذِيْ ذاقَ بِقلبِي أَوجاعَاً مُؤسِفه
كَانَ الإختِبارُ صَعباً
وأدرَكْتُ انَ الوَرقَةَ التِيّ إِختَبرتُ بِها الحُزنِ كانت مُجردُ عابِره
گ عابِرةَ سَبيلٍ في طَريقٍ رُبما سيهزِمَ المَرارِ يوماً
لَقد كانَ حادِثُ حُبٍ قد هَزمني بِلحظَةِ ضُعفٍ مُربِكه
لكِني انا الآنَ مُختلِفه
ما عُدتُ الفَتاةَ الصابِرةَ التي عاشَت لإِسعادِ غيرُها
انا فتاةً سَتعيشُ في مَنفى نِسيانِ ماضٍ لَنْ يَعُودّ
سَأُجَسِدَ نَفسِي گ جُورِيةً بَيضَاءَ
لها لَحناً يُغنِي خَلفَ الشَقاءِ
أُريدَ أَنْ أُصبِحَ وأَكونْ إنسانَةً عظيمةً حُره
ولا تَخافَ غيرَ الله
كَمّ هُوَ جَميلٍ أنْ أرى الوِديانِ
واسمَعُ صوتَ غَدِيرَها يجرِي بينَ يَنابيعَ الخَريفِ
إبتَسمتُ لإِسطُورةً تُعانِقَ الحَياةَ دونَ عِتابٍ
وقَطفتُ لها الزُهورَ ووضعتُ أوراقُها على آلةٍ مُوسيقيه
وبَدأتُ بإستِنشاقُ عُطرَها بِزهاءٍ
تلكَ الزُهورَ التي رأيتُها حَزينةً ذاتَ يومٍ
قَدّ قُطِفَتْ مِن جُرحٍ كَبير
هِيَ انغامٌ والحانٍ عُزِفت بِنا مُنذُ عَشراتِ السِنينَ
وانا في الرَابِعةَ من عُمري
كانتْ لي احلامٌ تُنادِينيّ بِطرحٍ مُفعَمٌ
مِنْ روضَةٍ هادِئه
لأَصواتِ امواجٍ تتضارَبُ مع الصَخرَةَ عند ذالِكَ البحرُ الغَريبّ
المَليءُ بالصَمتِ والسِكوتّ البَريءْ
ونَظراتي التِي بَاتت تتَمايلُ على إِنغراسٍ مِن النَجمُ البَعيدْ
والليلُ الذي كانَ ظَلامُهُ سَائِداً خَلفَ العَناءِ الكَبيرْ
حاورتُ نَفسِي ذاتَ يومٍ
وبدأتُ أَتسائَلُ عن حَياةٍ رَديئه
مِن خَلفِ مِرآةٍ صَغيره
لِما الصَمتُ والكِتمانِ
ولِما الخَوفُ مًِن النِسيانِ
رُبما سَيكونُ إِرتدائي لِحَياةٍ غامِضةً بَعيدَه
في لَونٍ جَديد
لإِبتِسامةً مُشرِقَةً وقلبٍ نَظيفْ
سَيكُونُ لِي انتِصاراً مَع الزَمنُ في نِيسانْ
بينَ دُموعِ الأَسوَدَ التي باتَ خَلعُها رُهانٍ في بَقاءِ الأَبيَضَ
ذاتَ مَساءٍ مِنْ الليلِ الهائِجَ في رَبيعِ الأَزهَرَ
رأيتُ طِفلَتي التي تَسكُنَ في مَكانٍ لا وجودَ لهُ
تَمكُثَ في نَبضاتِ قَلبي الصَغير
المَليءُ بِجروحٍ سُلِبَت مِن حَولي الضَياعِ
رأَيتُها طِفلَةٍ قَد عَانَتْ مِن الحُزنِ كَثيراً
كانتْ تَتمنى الفَرحُ في آنٍ واحِدٍ
طِفلَةٍ عادَتْ الى هَيئَتُها الرَدِيئةَ
وَتمَلكَت مِن الجِبالَ دَمارٍ
كانَ لها خِشيَةٍ مِن المَوتْ
تُريدَ الوِلادَةَ مِنْ جَديدْ
لِتنعَمُ بِهَواءٍ نَظيفْ
لقد كانَ الظُلمَ في حَياتُها رَهيبْ
لَكِنهُ صَوابَها الأَخيرْ
هُوَ الإِيمانِ وَليسَ الإِنتقَامّ
تُريدَ الحَقَ والثأَرَ مِنّ حَياةٍ كَانَ زمنُها غَريب
حَولَها إِلى سَجينَةً من النِساءْ
لَقد كانَ الظِلَ واقِفاً امامَها عَابِساً
في قَلبُها خِفَةَ الظِلَ والكَرامَةَ
تُريدَ خِيانَةَ الحَياةِ مَعّ نَجاحٍ عَظيمْ
ووِقُوعَها في حُبِ نَفسُها في عَقلٍ سَليمْ
هِيَ التي عَانَت مِنَ الهَشيمْ
وَعادَت الى صَوابُها الحَكيمْ
سُرِقَت إِبتِسامَتَها مُنذُ سِنينْ
سُرِقَ سِرَها وسَعادَتها ومازالَت تُريدُها مِن جَديدْ
تُريدَ النِسيانَ
نِسيانِ آلامٍ خُفِقَت نَحوَ زَمنٍ بَعيد
تُريدَ النَظَرَ إِلى الأَمامِ
إلى قَلبٍ يَبحَثُ عَن السَعادةَ والإِبتِسامَةَ في مَوطِنٍ جَميل
إلى حياةٍ مَليئَةَ بالنَجاحِ العَظيمْ

رشا حسن

rsha7sn

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة