الغيرة بين الأبناء…

تاريخ النشر: 31/05/11 | 8:30

ان حياة العائلة بعد ولادة الطفل الأول تكون مصحوبة بكثير من التغيرات والمهام الجديدة التي يتعلم كلا الوالدان القيام بها. ومن ثم يتعودان على نمط حياة جديد ويغدقان الطفل الصغير بالحب والحنان. فيكون هذا الطفل كالملك المتوج على العرش فهو مركز العائلة. فالحب والاهتمام له والهدايا ايضا. العابه له وحده وغرفة لوحده سرير وقصص. والاهم من ذلك كله حضن الام وإهتمامها فما ان يسأل حتى يجاب وما ان يطلب حتى يلبى.

ولكن يتغير الوضع فبعد ان يكون عمره سنة او أكثر يقرر الوالدان انجاب طفل اخر. يشعر الطفل بالأمر منذ بدأ تغيير جسم الام فيحس ان هناك امر غريب يحدث، ارهاق الام في الحمل والتغيرات المختلفة التي تحصل. تشعر الطفل بالإضطراب.

وما ان يولد الطفل الصغير الجديد نحيطه بالرعاية والإهتمام. الهدايا والتقدير من قبلنا ومن قبل افراد العائلة الكبرى ايضا. ويصبح المولود الجديد محط اهتمام العالم بينما ينزوي الطفل البكر الى الزاوية. فيشعر الطفل البكر بالغيرة التي هي الم داخلي عند الطفل نابع من احساسه بفقدان الحب والاهمية التي كان يتمتع بها في عائلته. والاهم من ذلك فقدانه لحضن الأم الذي كان مسكنه منذ ان ولد وابعد عنه فجأة ودون انذار ليحل محله طفل جديد.

للأسف فإننا كبالغين عند ولادة الطفل الجديد تتغير نظرتنا للطفل البكر فلا يبقى في نظرنا طفلا انما نراه انسانا كبيرا راشدا فنبدأ نطلب منه ان يفعل كذا وكذا. كما نريده ملاكا مع الطفل الصغير وان لا يأذي الطفل الصغير نشعره انه وحش نريد حماية الطفل الصغير منه مما يولد عنده الشعور بالذنب.

باللإضافة لذلك نبدأ نطلب منه ان يشارك اخوهاخته الصغير العابه غرفته وحتى ملابسه وايضا محبتنا له. فيشعر بالغيرة الشديدة من هذا المخلوق الصغير. وتظهر الغيرة في تصرفاته فيتراجع الطفل نحو سلوكيات سابقة كان يفعلها مثل مص الاصبع التبول اللارادي حيث يرى ان هذا الامر مسموح للطفل الصغير فيعتقد انه اذا فعل مثله سيعود لحضن والدته ويعامل بنفس الطريقة ولكنه يقابل باللوم والغضب على تصرفه فلا يفهم لماذا يسمح للطفل ويمنع هو. وايضا العدوانية من ظواهر الغيرة نحو الطفل الجديد او الام وايضا الانانية ومحاولة الكلام مثل البيبي بعد ان اصبح طلق اللسان. شعور الطفل بعدم الرضى مهما قدم له من هدايا وعطايا فيفرح لوقت قصير ومن ثم يعود لسابق عهده العدوانية/ السلبية في الكلام والتبول اللإرادي. وذلك لان فقد الحضن الدافىء الذي كان مملكته فلا شيء يعوضه عنه. وايضا الام مشغولة بالطفل فلا تلعب معه او تكرس له وقت مثل السابق.

الغيرة بشكل طبيعي مفيدة لتطور الطفل فهية التي تجعله يتنافس ويتقدم في الحياة ولكن بقاء الغيرة كل الوقت بصفة مستديمة تصبح امرا مرضيا . فالطفل الذي ينمو مع هذا الشعور دائما يشعر بالدونية وانه اقل من الاخرين وانه مظلوم وضحية.

ماذا علينا ان نفعل؟

1- تحضير الطفل البكر لولادة طفل جديد. بأن نأخذه للفحوصات ان نريه صورة التراساوند للبيبي في الرحم، نسمعه دقات قلبه.

2- ان نجعله يضع يده على بطن الام ويشعر بدقات قلب الطفل. نجعله يتحدث معه ونختار الاسم سويا.

3- ان نجعل الطفل يشاركنا في تحضير اغراض البيبي من ملابس، قناني العاب وغيرها من امور.

4- ان نشعره انه سيصبح اخ كبير وله مهام كثيرا فهو سيعلم الطفل كيف يتحدث وينشد ويلعب معه مما يشعره بالمسؤلية ووجود دور جديد له.

5- ان نجعل ولادة الطفل يوم مميز للطفل البكر بأن نحضر له ملابس جديدة يزورنا فيها في المستشفى لانه اصبح اخ او اخت كبيرة.

6- ان نجهز له هدية ونعطيها له في المستشفى. ونستقبله بحفاوة في المستشفى فهو مشتاق لحضن امه.

7- أن نحاول خلال فترة الحمل ان لا تكون الام هي مصدر الحب فقط انما نجعل الحب ومصدره موزع مثل من الاب الجدة العمة فعند ولادة طفل جديد يشعر الطفل انه لم يفقد كل الحنان انما هناك مصادر اخرى يستطيع اللجوء اليها لتلقي الحب.

8- عند رجوع الطفل الصغير للبيت ان نطلب مشاركة الطفل البكر بتجهيز امور الصغير مثل انتقاء ملابس له، اعطاءنا الحفاظات وغيرها من الامور.

9- استغلال نوم الطفل الصغير لقضاء وقت مع الطفل البكر اللعب معه وقراءة قصة واجلاسه في الحضن.

10- ان نكرر للطفل اننا نحبه.

11- ان تبقى بعض الالعاب والملابس خاصة له لا نعطيها للطفل الصغير وايضا ان تكون ملابس والعاب خاصة للصغير كي لا يشعر الطفل الثاني انه يأخذ كل شيء من اخوه فيشعر الاخر بالغيرة من الكبير>

12- من ثم عدم المقارنة بين الاطفال مما يسبب شعورهم بالضيق والغيرة من بعضهم

13- عدم التفرقة بين الابناء والبنات فعلينا التعامل معهم بالعدل.

14- ان نشرح لهم اننا نحبهم جميعا بنفس القدر لاننا ان قلنا لاحدهم اننا نحبه اكثر من اخيه فانه لن يشعر بالامان فربما غدا نحب اخاه اكثر منه.

15- ان ننتبه عند وجود طفل مريض في العائلة ان لا نهمل الباقين.

16- ان نعزز الثقة في كل طفل حسب تميزاته وصفاته.

17- ان نحاول اعطاء كل طفل وقت لوحده للعب معه وقضاء وقت ممتع.

18- ان لا نشعر الطفل الكبير ان وجود الطفل الصغير عائق لتلبة احتياجاته.

خلاصة– الغيرة شعور طبيعي عند الانسان يساعده على التقدم ولكن وجود هذه الصفة بشكل دائم يعد امرا مرضيا ومزعجا علينا ابعاد ابنائنا عن الغيرة المرضية بالانتباه لسلوكنا عند ولادة طفل جديد، وجود طفل مميز في العائلة سواء بالجمال او التصرف او الذكاء. وعند وجود طفل مريض ايضا. ان نحاول العدل بين الابناء بالحب والعطية وقضاء الوقت معهم. ولا تنسوا ان تقولوا لم كم انتم تحبونهم جميعا.

‫3 تعليقات

  1. الغيرة من المبالغة.
    الغيرة هي شعرة بين الحب والوقاحة!
    الغيرة جنون …والجنون فنون…
    الغيرة بين الابناء تكون ان تعامل احد الابناء معاملة افضل من اخوته فيحاص”= يغار ..
    الغيرة هنا عادية لان الابن دائما يحب ان يعامله اهله كما يريد..
    كما وان هناك غيرة شرسة فيحاول الابن ان يصل لما يريد بالعنف الكلامي او الجسدي..وهناك المزيد……..الى اللقاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة