أين نحن من أطفالنا المعاقين؟

تاريخ النشر: 20/05/10 | 14:33

بقلم أمينة المكتبة العامة :كرام ابو عطا

يعتبر الاهتمام بالطفولة في عصرنا الحاضر من اهم المعايير التي يقاس بها تقدم المجتمع وتطوره وتحضره بين غيره من المجتمعات. ان رعاية الأطفال واعدادهم للمستقبل يمثل حتمية حضارية يفرضها التطور العلمي.نجد الكثير ممن اعطوا هذا الموضوع الاهتمام البالغ، من مواد نظرية وقصص تربوية وعلمية، ولكن اين نحن من الاطفال غير العاديين؟. لقد وجدت من خلال عملي في المكتبة العامة، ان القصص التربوية معظمها موجهة للاطفال العاديين، هذا النقص دفعني الى ان اكون من المبادرين في هذا المضمار. قمت بتأليف قصة تحكي بلسان طفل حرمه الله من نعمة “المشي”،  وفي نفسه كلام يريد ان يوجهه للاطفال العاديين.

هذه القصة مهداة لجميع اطفالنا الذين حرموا من نعم الحياة الى جميع الأهالي الذين اختارهم الله ليكونوا من احبابه لصبرهم وعنائهم، الى جميع المربين الذين يعملون بضمير حي اتجاه هؤلاء الاطفال ….ارفع قصتي هذه.

امين وصديقه الحاسوب

انا اسمي امين

ولي حاسوب جدا ثمين

لا ابوح بسري الا له ولدفتري الأمين

استطيع ان اقوم بكل الأعمال

ولكن اهلي واقاربي يعاملونني بدلال

ويقولون… اني طفل ليس ككل الأطفال

امي تنظر الي نظرة كلها حنان

لاني اعاني من الحرمان…

وبنظرها ونظر كل العالم … انا غلبان

ولأني دائما للرياضة عاشق

وأتوق لأضرب الكرة واسدد هدفا لائقا

ولاني طفل ليس ككل الأطفال

اركض…لأصل صديقي الحاسوب

وأدخل موقع الألعاب

ومن وراء صديقي الحاسوب اكتشف كل الاسرار

اركب الخيل، الدراجة، اغوص بداخل كل البحار

وبلحظة أصبح شمشون الجبار

صديقي الحاسوب لا يقول انت عاجز او معاق

ومعه انسى نفسي واعيش في حلم حلو المذاق

وعلى صوت امي افيق…واعود لأقول له لا بد من الفراق

وأذهب لمدرستي ومعي عكازتي الغالية

ومعي عقل وقلب وافكار نيرة

وامامي اعمال واشغال…ولكنها ما زالت تنام في المخيلة

واذا ما رايت نظرة شفقة من بعض الناس

واذا ما عاملوني بأني معدوم الاحساس

اركض لأصل صديقي الحاسوب مقطوع الأنفاس

فيعترف ان لي عقلا وفكرا ووجدان

ويعطيني اشارة بأني ربما سأصبح يوما ذات شأن

ويصفق لي عندما ادخل مسابقة واكون انا الربحان

عندها اصرخ بوجه صديقي وأقول باطمئنان

ان كل كلمة عندي لها ميزان

بسمة…او نظرة او لمسة حنان

تساوي عندي كنوز قارون وهامان

‫15 تعليقات

  1. جميل جدا.. كل الاحترام.. موضوع هام جدا بقي في هامش الحياة.. نلتقي به لكننا نشعره بتلك اللحظة وما ان تمر لحظات حتى ننساه.. انا مثلي كباقي الناس اشفق على هذا الحال.. في الحقيقة في بعض الاحيان احسدهم لانهم يلاقون الاهتمام ولا يوجد لديهم الكثير مما يلهيهم عن دراستهم فيكرسون حياتهم للعلم.. لكل شيء سلبياته وايجابياته.. الله يأخذ والله بعطي.. حرمهم من شيء ولكن في المقابل وفر لهم اشياء اخرى

  2. كل الاحترام لك أخت كرام، الموضوع مهم جدًا ويجب على مؤلفي قصص الأطفال أن يأخذوا بعين الإعتبار عند كتابتهم للقصص الأطفال ذوي الاحتياحات الخاصة.

  3. مؤثر جدا ,واتمنى السعاده والنجاح لكل الاطفال والبالغين ذوي الاحتياجات الخاصه,وكلي أمل أن تزيد أواصر المحبه والاحترام بين جميع الفئات في مجتمعنا.

  4. يقول لكم “أمين”, وكل واحد من ذوي الإحتياجات الخاصة هو أمين, انا لا اريد الرحمة منكم علي. انا لا اريد ان تنظروا الي بنظرة شفوقة…اريد منكم ان تتعاملوا معي كمساو لكم, فأنا لا ينقصني العقل, لا ينقصني الايمان والصبر …أنا قوي بقلبي وعقلي …ثقتي بنفسي قوية…افتحوا ألطريق أمامي ودعوني أسير…فإن وقعت, دعوني انهض لوحدي , فقط بالله عليكم لا تسخروا مني وعلي…سأنهض وامشي ولا بد لي أن أصل الى ألهدف. نعم ببطء ولكنني حتماًً سأصل…وسترون…فقط كلمة طيبة منكم ترضيني…

  5. كل احترام لك على هذا المقال .واتمنى ان يفكر الجميع مثلك لان بعض الناس ذو الانفس المريضه يعتقدون عند تواجد مثل هذه المشكله ببيت شخصا فان الله يعاقبهم بينما هذه نعمة من عند الخالق وهبنا اياها لنجني الكثير الكثير من الثواب .

  6. موضوع هام جدا ويجب على المجتمع الاعتراف بوجود هذه الفئة وأعطائها حق في العيش كسائر البشر

  7. شكرا لك يا اخت كرام واتمنى من كل قلبي ان يتم التعاون مع بعضنا البعض لنقدم ولو قليل من الانتباه والمساعده لنرسم البسمه على وجوههم. اسفه يا سيد امين هذه ليست رحمه من عباد الله!!!!!بل رحمه من الله عز وجل؟؟؟؟ ونحن شاكرين الله على نعمه وخلقه. انت او غيرك قادرين على كل شي وهذه ليست مسخره كما تقول؟؟؟ لا سامح الله انما قوه تدفعك بإيمانك وصبرك وثقتك والى الامام وحتما ستصل انشاء الله وادعو الله من كل قلبي يزيدكم قوة وعزه وايمان انشاء الله…

  8. وكبر ” أمين” وصار.. تعلم مع حاسوبه صديقه من هم صغار. واشتغل عن طريق حاسوبه وبنى له بيت صغير… وتعرف على بنت ألحلال.. ومن كثر حبه للإستقرار ذهب الى بيت أبيها ليطلب يدها في ألحلال. صاح أبوها وقال: هذا محال. لا أرضى لك يا ابنتي أن تعيشي في تعاسة وعذاب. ولكن البنت قالت: اقبل به يا أبتي لعظمة شخصيته, لشهامته ونبل أخلاقه…ولا يهمني شيء أخر…ولا ألقيل والقال. والسؤال هل أبوها وافق أو بعده محتار؟!

  9. يا قرعاوية رقم 9
    انا اعتقد انك ملمة وتملكين موهبة الكتابة ومبدعة. فكل مرة اقرا تعقيباتك وارى انها تكتب بشكل موضوعي وبصيغة ادبية تدل انك ذات قدرات. فلماذا لا تكتبين مقالات لموقع بقجة كي نستفيد؟؟ لكن باسمك الحقيقي فربما لدينا كاتبة

  10. جميلة الكتابة واجمل منها الفكرة .بوركت الكاتبة على هذا التنوير لمجتمع لا يفهم ضعفائه . فعندما يبدا يفهمهم فسنبدا بالرقي

  11. شكراً لك يا أخي المثقف رقم 10 على هذا الإطراء..جنود كثيرة تساهم في ميدان الحياة كل في مجال عمله وتخصصاته…وانا من هؤلاء الجنود من وراء الكواليس في خدمة بلدي وغير بلدي وفي خدمة رسالتي…والتي هي من أشرف الرسائل. وأنا مع”بقجة” أحمل الصرة يعني “ألعقدة” بكل محتوياتها معكم جميعاً لندفع الى ألأمام في مقود هذا ألموقع الذي هو منبر لي ولكم بحرية…

  12. والتكملة مع “أمين” ما خلصت, تعالوا يا أهل ألبلد والأحبة أسمعوها, الرجاء اتفهموها:
    أمين رجع على الدار مكسور الخاطر, لأنه أحس بأنهم ينظرون اليه كمن هو عاجز. انتظر وانتظر ألجواب من ابيها بأحر من الجمر..وجاءت البشرى…وأي بشرى!! وكانت الصدمة الكبرى رفض طلبه ودب الحزن واليأس في قلب أمين…بكى بحسرة ومرارة. تحطم حلمه, وتبعثرت آماله في مهب ألريح. ظن أنه سيجد الإنسان إنساناً يعامله كند ونظير كباقي البشر..كلمات مجرد كلمات, شعارات وفقط شعارات تسمع وتردد..ولكن وقت ألإمتحان والإختبار ترتطم في أرض ألواقع وتكون ألضربة قاسية, لا تحتمل..وكلمة أخيرة مني لك يا أمين لآ تيأس فرحمة الله أكبر, فالله ان أحب عبداً ابتلاه وعلى قدر الصبر يكون ألجزاء ولا بد من فرج وهذا لك قضاء وقدر ومنه ليس بمفر وتأمل بالخير وستجده يوما عند بعض البشر او سأكون متفائلة عند أغلبية البشر. ولك دائماً أن تقول يا أمين :
    أن يأخذ ألله من عيني نورهما —- ففي لساني وسمعي منهما نور
    قلبي ذكي وعقلي غير ذي عوج —- وفي فمي صارم كالسيف مأثور

  13. كل يوم يثبت أبناء بلدي/شعبي أننا نملك الطاقات الكامنة التي تحتاج للرعاية
    والتشجيع لتحقيق الإنجازات الرائعة!
    ما يثلج صدري في تعليقاتكم ومشاركاتكم ليس فقط المستوى اللغوي الجيد، وأسلوب الحوار البناء الحضاري، بل تعجبني أفكاركم وطروحاتكم الهادفة النافعة!
    أحيّي كل من سطّر يراعه العبارات والجمل بلغتنا العربية الخالدة!

  14. تحية فخر وباقات امتنان لك د. محمود أبوفنة على كلماتك الطيبة المشجعة التي هي بمثابة محفز لنا للقراءة والكتابة..فأنت اول مفكر مبدع من قريتي تمنطق باللغة العربية ونلت وسام فخر في مناصب عدة. ترعرعت في حضن ألأم لغة الضاد وغصت عميقاً تبحث عن مكنوناتها من درر ولآلئ في بحرها أللغوي من كلمات وتعابير, من الرواية والقصة, من القصيدة والأنشودة ومن الحكمة والمثل…وما زلت تبحر وتبحر, فيراعك يخط أفكارك ألنيرة ولسانك ينطق بلغة سلسة فصحى.. ونحن منك تعلمنا ونتعلم ولكن محال أن نكون لك نظيرا موازياً وندا…فاتحفنا دائماً بأروع كلمات منك تدفعنا أن نقرأ وأن نكتب ونكتب..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة