كما لو انه جراد !!!

تاريخ النشر: 23/05/10 | 9:23

الاستاذ تيسير سلمان محاميد

مقلقة جداً هي ثقافة حيازة السلاح وهواية اطلاق الرصاص في وسطنا العربي هذه الأيام التي اضحت ظاهرة متفشية لا بد من معالجتها قبل فوات الآوان ووضعها في سلم أولويات اهتمامنا , وخاصة وأن الذين يملكون السلاح ويعشقونه هم شباب بل فتية لا تتعدى أعمارهم العشرون عاماً ولا بحوزته لعمل مقدس !!. نحن مقبلون على موسم أفراح وأعراس ومباريات كأس العالم , ولا يخفي على أحد ما يدور من عزف على آلات السلاح والحان الرصاص في هذه المناسبات !! مع أن الأمر لا يقتصر على الأفراح والأعراس والمباريات فحسب !

حقيقة أن السلاح وثقافته أفسدت مجتمعنا العربي على الاطلاق وأنهكتهه كما لو أنه جراد شرس واجتاح ديارنا فما أبقى فيها زرعاً ولا عشباً أخضراًً !!

في الماضي ومن عادات العرب كان الشيخ والمسن وكبير العائلة له احترامه الخاص وكلمته كالسيف مسموعة ولا يُرفع الصوت في حضرته احتراماً واجلالاً !! أما اليوم … فبالله عليكم !! ومن يحترم من !! ومن يرفع صوته على من !! أليس الكبير يحترم الصغير اختصاراً للشر ودرءاً للفتنة !!

هذه الأيام الشاب الذي لا يتجاوز عمره ال 15 عاماً لا ينصاع لأوامر أب أو أم أو شيخ أو أي أحد كان !! مسدسه في جيبه والويل الويل لمن يغضبه حتى يُطلق الرصاص عليه في وضح النهار أو على سيارته وفي اسوأها على بيته .. ولو اقتصر الأمر على ذلك لقلنا ” يا الله معلش”.. ولكن حالات كثيرة قتل الرصاص الأخ والأخت , الأب والأم وكذلك القريب والغريب !! ثم ماذا ..!؟ محاكم وتهجير وسجن مؤبد وغرامات .. وخراب ديار !! إلى متى هذا الجنون !! وإلى متى هذه الفوضى ستستمر !! وإن لم تكن هذه مسؤولية الجميع فمسؤولية من تكون إذن !! وإن لم نتصد نحن لهذه الظاهرة أولاً فمن ننتظر حتى يتصدى لها !! إذا كنا عاجزين ولا نقوى على نبذ ظاهرة سيئة في مجتمعنا فهل نستطيع أن نكون خير امه أخرجت للناس !! وقد يقول قائل ما الحل إذاً وماذا تريدنا أن نفعل !!! أقول : لماذا لا نجرؤ ولا نقاطع الأعراس التي يتم اطلاق الرصاص فيها حتى يرتدع الآخرون !! ثم لماذا لا نقاطع كل من يحمل السلاح علناً ويتاجر فيه !! في الماضي كنا نسمع ونقول أن كل من يجرؤ أن يحمل سلاحاً فهو متعاون مع السلطات ومشبوه وما زال هذا الأمر قائماً في مناطق مختلفة في الجليل !! فماذا نقول اليوم ! هل نقول أن ثلثين المجتمع العربي في الداخل متعاون مع السلطات ؟!. ثم لماذا الأب لا يأخذ دوره في هذا الموضوع !! لماذا يصمت الأب عندما يعرف أن لدى ابنه سلاحاً ولا يردعه بالتي هي أحسن !! نعم حتى يحمي ابنه ونفسه من كارثة قد يقع فيها جراء اطلاق نار أو لا قدر الله قتل متعمد أو غير متعمد !! أن يسجن حامل السلاح شهر واحد خيرٌ من أن يسجن 25 سنة !! أن يسجن حامل السلاح شهراً واحداً أفضل من أن يقتل رجلاً ثم تُهجر عائلة كاملة لا ذنب لها بأفعاله المجنونة !! إلى متى هذا الصمت والاستهتار واللا مبالاه !! ثم ما ذنب الأطفال الرضع عندما يرتعشوا خوفاً من سماع الرصاص الحي في ساعات متأخرة من الليل مع أننا اليوم تطورنا وحتى في وضح النهار يطلق الرصاص !!

وفي هذا المجال لا بد من همسة لبلدياتنا العربية كي يكون لها رأي واضح وموقف صريح في هذا الموضوع !! أما أن نقف موقف المتفرج ونتدخل فقط عندما تقع الكارثة فهذا غير مقبول وغير مجدى !! وقد يقول قائل هذه مهمة الشرطة .. نقول له نعم انها ضمن صلاحيتها ومسؤوليتها لكن يجب أن يكون لنا أيضاً دورٌ فعال كآباء أولاًً , ثم كمواطنين ومسؤولين ثانياً , وعلى رأس كل ذلك المجالس المحلية والبلديات والمؤسسات بالتعاون مع الأجهزة المختصة لوضع حد لهذه الظاهرة المقلقة وبكل ثمن لأن حياة البشر أغلى من كل شيء !!

‫7 تعليقات

  1. كأننا في “تكساس” !
    صدقت .. بالفعل فإن الوضع لا يطاق، فإطلاق النار كلعبة أو كتهديد مسمتر بدون أي رادع أو مانع ، ومن يمارس هذه الأعمال يظن نفسه “أبو علي” ولا أحد يتجرأ على ايقافه عند حده .. لا بل “بنعملو ألف حساب” .
    وآن الأوان أن نقف وقفة واحدة، فما ننتظره من كبار القرى ورجال الحكمة أن ينبذوا هذه الظاهرة المخيفة التي تهدد حياتنا جميعاً وتمس بأمننا وبأقل حقوقنا أن نعيش بأمان ..
    فمظاهر العنف المستمرة تؤلمني جداً .. وتؤرقني .. وتقلق راحتي فلا بد من حل سريع ، فقد أصبحنا نخاف الخروج من منازلنا .. ووجود السلاح في المناسبات عدا عن أنه مزعج للغاية، فهو مخيف ومرعب ويشعرنا بعدم الأمان والخوف من رصاصة طائشة !
    إخوتي بالله من الشباب .. لا بد أن أخاطب فيكم العقل قبل القلب .. أنتم رجال الغد وسهام المستقبل، فكونوا رمزاً للرجولة الكاملة .. رمزاً للنخوة والشهامة والعزة .. لا تتجردوا من المسؤولية التي تقع على عاتقكم .. واجهو الواقع .. فلا بد من التغيير ! إخوتي .. نعم .. ما أنتظره منكم أن تحكموا العقل والضمير .. وتهتفوا معي كفى للعنف ومظاهره .. كفى لقتل الأمان في قلوبنا .. هلموا نصعد عالياً .. نرتقي بأخلاقنا ومبادئنا وقيمنا السامية الاسلامية الجليلة ..
    والرجل .. من إقترن فعله بما تمليه عليه الرجولة الصحيحة .. أن يكون عاقلاً .. واعياً .. شاباً ذو تفكير ونخوة .. هيا معاً نوقظ الخير الذي ينبض في قلوبنا !

  2. صدقت واللهِ بكل كلمة خطها قلمك أستاذ تيسير، أيقظ الله الهمم النائمه، للتحرك وحماية شباب المسلمين من الضياع.

    عندما غاب الدين عن بيوتنا، غابت القيم والمباديء، وغابت الانسانيه بكل معانيها..ايها الابآء..أيتها الامهات ..بالله عليكم إتقوا الله في اولادكم..علموهم نهج الرسول صلى الله عليه وسلم…..فوالله ليس هناك طريق للجنه سوى وراء الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ضل الطريق فلا يلومن الا نفسه..دلوهم على طريق رسول الله طريق الهدى، طريق التسامح، طريق المحبه، طريقه الغيره على المحارم..وااااا إسلاااااماااا.

  3. في الماضي ومن عادات العرب كان الشيخ والمسن وكبير العائلة له احترامه الخاص وكلمته كالسيف مسموعة ولا يُرفع الصوت في حضرته احتراماً واجلالاً !! أما اليوم … فبالله عليكم !! ومن يحترم من !! ومن يرفع صوته على من !! أليس الكبير يحترم الصغير اختصاراً للشر ودرءاً للفتنة !!
    حضرتك كتبتها استاذ تيسير وبرايي حل المشكله باستخلاص العبر من مضمون هذه الكلمات القييمه .
    اما قولك, وقد يقول قائل هذه مهمة الشرطة .. نقول له نعم انها ضمن صلاحيتها ومسؤوليتها,فبرايي العكس هو الصحيح بل الشرطه هي من تزرع الفوضى في الوسط العربي من خلال بيع الاسلحه الغير مرخصه للشباب حتى تنبت الفوضى والعنف ويكون الشباب هم الماء الذي يجري في عروقها.
    لكن قولك, يجب أن يكون لنا أيضاً دورٌ فعال كآباء أولاًً , هنا تختبىء الحلول الحقيقيه للمشكله من خلال التربيه الصحيحه والتوعيه منذ الصغر.

  4. مآسي عديدة تعم في شبابنا، ظواهر سيئة!!!! لم نعد نعلم كيف نبدأ ومن أين؟؟
    فكلها خطره شرسة تعيش بقلوب الشباب والشابات…!!
    سلام عليك ايتها الدنيا!!

  5. اخت رقم 5 ليكن الاسم محبطه من اليوم ,لان الوضع اليوم سيء,ولكن كوني متفائله من الغد . اذا احبطنا بالغد ,بعد غدٍ لن يجدنا ولن نلقاه.ان بدأنا العلاج اليوم سيكون المجتمع بصحه افضل غداً لذلك انصحك ان تكوني محبطه من اليوم ,او حتى متفائله من الغد.

  6. كيف ذاك.. وكثيرة هي ألأشياء ألمحبطة التي يعاني منها ألكثير…ولكن للأسف الشديد ألإنسان نفسه هو ألسبب!! والمصيبة ألكبرى فهو بهذا يجلب ألدمار ليس لنفسه فقط وانما لمن حوله وحتى لأقرب ألناس اليه. فماذا نتوقع من شاب يحسب المسدس لعبة يلهو بها, تراه يحمله علنيا كأنه “رامبو” مفتول العضلات, يحسب نفسه قوياً ولكن هذا لا يدل إلا على ضعف شخصيتة, لا يملك الثقة بنفسه ولا شيء ذو معنى في حياته..يعيش بفراغ, بضياع, بلا هدف ورسالة…فيا شباب المستقبل اصحوا قبل فوات ألأوان…عندها لا ينفع اي ندم. فأنتم خلقتم للحياة لتحيوها بشرف وكبرياء, بعظمة مثلكم ودينكم…فلا تبيعوا انفسكم رخيصاً…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة