فلسطين تشارك “بجناح” فني في بينالي البندقية

تاريخ النشر: 08/06/13 | 5:33

أُفتتح مؤخراً معرض “احتلال مغاير”، ضمن المعرض الفني الخامس والخمسين في فعاليات بينالي البندقية، في مقرّ مدرسة الفنون في البندقية Liceo Artistico Statale di Venezia. وقد قام الفنانان المشاركان، بشير مخول وعيسى ديبي، باحتلال حديقة مدرسة الفنون وقاعة في الطابق الأرضي لعرض عمليهما اللذيْن أنتجا خصيصًا لهذه المشاركة.

وفي ظلّ غياب الدولة الفلسطينية الواحدة واستثناء الأمم غير المعترف فيها من المشاركة الرسمية، فإنّ مشاركة فلسطين في هذا المعرض تعتبر تمثيلا شبه رسميّ يستعرض بشكل فنيّ ونقديّ تعددية المواقف الفلسطينية، وبالتالي تعددية مفهوم الهوية واختلاف مضمونها ضمن السياقات المختلفة، انطلاقا من أن الفن قادر على احتلال الفضاءات الثقافية العصيّة أو المتوارية، وعلى احتلال تقاطعات فروع المعرفة، والفضاءات الثقافية والمعرفية، وبالتالي يقترح طرقًا من التفكير بشكل مغاير.

كلا العملان المشاركان مشحونان بالمضامين السياسية، فهذا الأمر لا مهرب منه كون مخول وديبي فنانين فلسطينيين. إلا أنّ ما يسعى إليه الفنانان في “احتلال مغاير” هو طرح فكرة فلسطين خارج سياق الاحتلال ومحاولة البحث عن معنى فلسطين بدون ارتباط ذلك مع المحتل كنقيض يبنى من خلاله تعريف الهوية الفردية والجمعيّة، وترسم ملامح محدودة وضيقة للهوية الفلسطينية. هذا المعرض يشير إلى التزامهما بطرق أخرى لتخيّل الأمة خارج وما وراء الصراع.

في عمله “البستان المحتل” (Giardino Occupato) يدعو بشير مخول المشاركين في المعرض إلى المساهمة في احتلال مساحة إضافية في البستان من خلال بناء “بيت” من صندوق كرتون وإضافته إلى التكوين المديني الذي احتل فيه البستان من خلال آلاف الصناديق الكرتونية شكلت ما يشبه نموذجًا للبلدات والمخيمات الفلسطينية. تتضمن مشاركة الجمهور هذه شيئا من اللهو والجدية، والالتباس ما بين المستعمر واللاهي، بحيث يتموضع مقدم العرض في دور المحتل. ويُبرز هذا العمل المظاهر الأدائية الخاصة بالاحتلال- فعليه الوصول إلى هناك وملء الفضاء والتحول إلى مُحتل بشكل مغاير.

أما محاكمة عيسى ديبي، فتنظر في السياق الاستعماري الراهن والماضي. يتألف عمل الفيديو التركيبي من ممثليْن (عامر حليحل وصالح بكري) يجلسان إلى طاولة في غرفة مظلمة، يقومان بالتناوب بإلقاء خطاب لداود تركي، وهو فلسطيني-عربي من مواطني إسرائيل، ألقاه في المحكمة المركزية عام 1973، قبل أن يُدان بالتجسّس بسبب نشاطاته كقائد لخلية ماركسية. وقد أعيد إحياء الخطاب، على سبيل المفارقة، من أجل عرض تبصُّر يمرّ عبر هذا الحدث التاريخيّ المتعلق بتغيّر الهوية من خلال الارتباطات الإيديولوجية.

يستمرّ المعرض حتى 31 حزيران 2013 في البندقية، ويتنقل بعدها الى عدة مواقع حول العالم منها فلسطين والمملكة المتحدة.

تم تنظيم المعرض برعاية: حوش الفن الفلسطيني وكلية وينتشيستر للفنون، جامعة ساوثهمبتون والجامعة الأمريكية في القاهرة وLiceo Artistico Statale di Venezia ومؤسسة عبد المحسن القطان.

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة