التسامح

تاريخ النشر: 03/05/11 | 9:03

مقدم من المحامي رياض مصاروه

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

أحيكم بتحية الإسلام

التسامح” كلمة جميلة باتفاق اللغات والأعراق، والأمم كلها، ولذلك علينا أن لا نضع أيدينا على قلوبنا، وأن لا نخشى من طرح هذا الموضوع، بل يجب أن نلح عليه لنكسب أنفسنا والآخرين .

التسامح ” يعني الصفح عمن أخطأ عليك أو تجاوز حده، أو اختلف معك اختلافاً غير أخلاقي، فالمفهوم بهذا الاعتبار قيمة أخلاقية عظمى، وانتصار لروح الخير والأخلاق في النفس الإنسانية على روح الشر من الاستجابة لنزغات الشيطان.

التسامح” هو أساس التعامل الذي يفترض أن يحكم علاقة الناس بعضهم ببعض،

إن الإسلام الذي جاء به رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقدمه ذلك التقدم الملحوظ حمل بين طياته قوانين عدة مهمة عملت على نشره في شتى أرجاء العالم الأكبر.

فمن أشهر هذه القوانين المهمة التي كان لها الدور الأكبر والطائل في تقدم المسلمين في مختلف الميادين هو قانون: اللين واللاعنف والتسامح الذي أكدت عليه الآيات المباركة فضلاً عن الأحاديث الشريفة الواردة عن أهل البيت عليهم السلام.

ففي القرآن الكريم هناك أكثر من آية تدعو إلى اللين والسلم ونبذ العنف والبطش، فقد أشار المجدد الثاني الإمام السيد محمد الشيرازي إلى هذه الآيات في كتابه اللاعنف في الإسلام، وهذه الآيات بطبيعة الحال تحث الإنسان على إجتراح هذه الطريق الشائكة، (ولا نزال نرى في القرآن الحكيم خير دعوة علمية وعملية إلى اللاعنف والسلم) كما هي وجهة نظره (قدس سره).

يقول سبحانه وتعالى:

(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).(4)

ويقول: (وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا).(5)

ويقول: (وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).(6)

ويقول: (خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ).(7)

ويقول: (وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ).(8)

ويقول: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ).(9)

ويقول: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) (10).. إلى غيرها وغيرها من آيات الذكر الحكيم.

جاء قول الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم:(رحم الله امرئ سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى).

إن سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وأهل بيته عليهم كانوا أبرز تجلٍّ ومصداق لسلوك منهجية السلام والتسامح في الأمة؛ فالرسول الأكرم صلى الله عليه وعلى اله وسلم قائد الحركة السلمية اللاعنفية الأولى في تاريخ العالم.

وهو صلى الله عليه وعلى اله وسلم حامل راية السلم والسلام لأنه يحمل للبشرية النور والهداية والخير والرشاد والرحمة والرأفة فيقول صلى الله عليه وعلى اله وسلم:(إنما أنا رحمة مهداة) (11)، ويتحدث القرآن الكريم عن رسالته فيقول:(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) 12 ، فأن الرحمة والسلم والسلام جاء بها الإسلام للناس كافة.

إن ثقافة التسامح تشكّل صمام الأمان لعالم مطمئن ومزدهر ومتقدّم، كما تشكّل الأساس المتين لعلاقات طيبة على مستوى الأفراد والمجتمعات، لذا من واجب الجميع العمل على نشر قيم وفضائل التسامح حتى تصير ثقافة عامة، فنعيش في عالم مطمئن ومتقدم.

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

‫7 تعليقات

  1. التسامح هو أكبر قوة فى الوجود ، وهو التخلى عن الرغبة فى إيذاء الآخرين ،والطريق بالشعور بالسلام الداخلى والسعادة ، وأسرع طريق للتخلص من المعاناة والألم ، ويعنى التسامح أنك تتمنى للآخر ما تتمناه لنفسك فتتخلى عن النقد واللوم والتجريح والشكوى والحكم على الآخر ….
    اللهم أيما امريء شتمني أو آذاني أو نال مني ،
    اللهم إني عفوت عنه ، اللهم فاعفو ،،
    اللهم أنا عفوت عن عبادك فاجعل لي مخرجا أن يعفو عبادك عني ،
    اللهم أنت السميع العليم تعلم ما بي وما علي ،
    اللهم أنا أرجو نجاة مما أنا فيه وأنت أرحم الراحمين

  2. بوركت يا اخي على هذه اللفته الطيبه والتي من شأنها توعيتنا جميعا بالرغم انها بحاجه لمن يتفهمها بالصوره الصحيحه .
    أمل ان تكون هذه الكلمات عبره لكل من لا يعرف معنى التسامح لعلها تفرض علينا الامن والامان لنعيش حياة اخويه مفعمه بالمحبة والوفاق

  3. موضوع شامل ومهم جدا والصورة ملائمة ايضاً
    تحية مني للموقع وللكاتب
    وانشاء الله يعم التسامح والمحبة بلدنا

  4. المقالات اللي بتنشروها شيقة وجميلة ومليئة بالمغازي الايجابية
    فالمجتمع نحن نرقيه ونحن نهويه
    وهذه المقالات ترفعنا للاعالي
    استمروا والى الامام

  5. التسامح كلمة عظيمة جدًا بمعانيها ولكن من الصعب العمل بموجبها بالذات إذا ذقت طعم الظلم المرير، فكيف لك أن تسامح من ظلمك وتبلى عليك واذاك وتعدى عليك وعلى حرمة بيتك، حيث انني بمجرد أن اشاهده استعيد كل المعاناة التي مررت بها على مدى سنوات ، وهذا يدفعني لاستجير بالله عز وجل واكتفي بقول “حسبي الله ونعم الوكيل” و ” الله أكبر على كل ظالم” ، وسؤالي لكم هل توكلي على الله تعالى بمصيبتي وعدم التفكير برد الآذية عليه ،يعتبرنوع من أنواع التسامح؟
    وفي النهاية لا يسعني إلا أن اقول حسبي الله ونعم الوكيل بكل ظالم ، وأحمد الله تعالى أنه جعلنا من المظلومين لا من الظالمين.

  6. بدون شك يا اخي المظلوم انه اكبر نوع من التسامح وخاصة انه انتهك حرمة البيت فانت لم تجعل الشيطان يصل الى ما يرمي اليه بل انتصرت اكبر انتصار بعدم ردك على من اذاك وكذلك على الشيطان وانت تتحلى بصفة عظيمة فلتسامح من اذاك وصدقني برحمة الله سيكون هذا شيء عظيم عند الله سبحانه وتعالى فقط احتسب عند الله وصدقني كل ظالم سياتي عليه يوم يندم به اشد الندم لكن بعد فوات الاوان ومهما جار الزمن سينتقم الله من كل ظالم في هذه الدنيا ولن يؤخر الى ان تقوم الساعه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة