حل مشكلة حياتنا ملؤها الشكوى

حل مشكلة حياتنا ملؤها الشكوى, برأي المختص الاجتماعي (مالك فيصل الدندشي), مركز الاستشارات:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي البشير وعلى آله وصحابته أجمعين

الأخ الغيور على دينه

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد :

أخي الكريم، إن ما أشغلك، وأهمك، وجعلك تتألم هو ذاته الذي أصابني وما زال ألا وهو: تدهور الأوضاع في مجتمعاتنا من حيث العلاقات الاجتماعية؛ فبرزت أمراض عصفت فيها – وقد كانت من قبل موجودة بقلة – وهي متورمة، بل ومتسرطنة في بعض الأحيان؛ وأهم هذه الأمراض: كثرة الطلاق، وتقطع الأرحام، وغياب الرقابة البيتية على الأولاد؛ ثم تسلط أصدقاء السوء عليهم ….إلخ

أخي الغيور؛ لذلك قمت بكتابة موضوع منذ أكثر من ثلاثة أسابيع تحت عنوان: لماذا كثر الطلاق في مجتمعاتنا ؟ ونشر في الموقع؛ وهو يلامس الهم الذي ينتابك؛ لذا أرى أن تعود إليه ففيه إجابات عن كثير مما أود الحديث عنه.

أخي الكريم، لذلك سأتطرق – بإيجاز – إلى ما يخص أسئلتك الثلاثة راجيا من الله وتعالى التوفيق.

العمل الذي ينبغي أن تقوم به؛ ويقوم به غيرك يتلخص في أن نقوم بواجب الدعوة إلى الله تعالى مركزين على هذه الأمراض مبينين أسبابها؛ وأعراضها وسبل علاجها؛ وذلك بروح الداعية المشفق على مرضاه مثل الطبيب، وأول عوامل النجاح في الدعوة هو: الإخلاص، ثم المتابعة لحالة المريض إضافة إلى أن يكون الداعية قدوة لغيره يستفيد من خبرة الآخرين متعاونا معهم متفهما أوضاع وأحوال من يدعوهم إلى الله تعالى لينقذهم مما هم فيه.

قد أقترح عليك إنشاء مراكز اجتماعية للرجال والنساء، وخاصة للمقبلين على الزواج من الجنسين يدرس فيها معنى الزواج وشروطه وواجباته ولوازمه وحقوق كل طرف على الآخر؛ ثم يركز على الجوانب التي تؤدي إلى الخلاف بين الزوجين سواء كانت منهما أم من غيرهما وكيفية العلاج قبل تفاقم المشكلة ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما……..)

ولدي اقتراح آخر هو إنشاء مركز تدريب يتدرب فيه الشباب والشابات على الحياة الزوجية قبل البدء فيها، ومن الممكن إضافة مركز استشارات خاص بهذا الموضوع يشرف عليه خبراء وعلماء ومتخصصون. وربما إيجاد أفلام تعالج بعض الظواهر الاجتماعية، وتصور الأضرار الناجمة عنها شارحة إياها بالصوت والصورة والتعليق .

أشكرك على تحسرك على أوضاع الأمة – وإن أحوالها لتبكي وتدمي – وأتمنى أن يزداد نظراؤك في المجتمع؛ فمن لم يهتم بأمر المسلمين هل يعد غيورا .

أخي الكريم، الحديث في هذا المجال يطول، وقد نعود إليه في أحوال أخرى، راجيا منك الاطلاع على الموضوع الذي ذكرته لك ( لماذا كثر الطلاق في مجتمعاتنا ؟ )

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته