العراق: الفوضى الخلاقه خلقَّت دولة الفساد والميليشيات

تاريخ النشر: 02/09/15 | 15:11

هكذا علمنا التاريخ وهكذا سيعلمنا لاحقا ان الذين يؤيدون احتلال بلادهم من اجل بلوغ السلطه بمساندة من المُحتل هم في المحصله عملاء لهذا الاحتلال وان اللذين يتعاملون مع المُحتَّل ضد شعبهم ووطنهم سيسقطون في النهايه مع سقوط هذا المُحتَّل.. هكذا جرت وسارت الاحداث عبر التاريخ وهكذا كان مصير العملاء في اوروبا وفي فيتنام وفي الجزائر وفي فلسطين ولبنان وكثير من البلدان اللتي كانت مُستعمَّره او مُحتلَّه حيث كانت نهاية العملاء ماساويه وكارثيه ولنا في عملاء جيش لحد في جنوب لبنان عبره وهم الذين يعيشون اليوم في الكيان الاسرائيلي في ظروف غير انسانيه يعانون من الاذلال والتهميش والفقر داخل كيان كانوا له عُملاء وجواسيس على مدى عقود في لبنان وبالتالي عندما نورد ونضرب هذه الامثله فنوردها من باب الولوج الى الحاله العراقيه وافرازات احتلال العراق عام 2003 ومانتج عن ذلك من تدمير العراق دولة وشعبا وتحويله الى الدوله الاولى في العالم في الفساد والتخلف والفوضى في حين ان العراق عبر التاريخ كان ام الحضارات البشريه ومرجعيتها التاريخيه…عراق الحضارات تحول اليوم الى دولة ميليشيات تذبح بعضها البعض على الهويه الطائفيه وتتنافس فيما بينها على النفوذ داخل منظومة فساد خلقها الاحتلال الامريكي ومن جاءوا معه على ظهر الدبابات الامريكيه!!
نخشى ما نخشاه ان يبقى نظام حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين و”المظلوميه” الشماعه الذي يعلق عليها حكام العراق فشلهم واستشراء الفساد في صفوفهم الى ابد الابدين والى بعد حين لكن هذاا الامر لم يعد ممكن حتى لو تسلحَّت بعض القوى والميليشيات بفتوات المرجعيات الدينيه في تبرير وتمرير تسليم رسن الدوله العراقيه للميليشيات والمرجعيات المواليه لايران في حين قام فيه نوري المالكي ليس بخلق ودعم الميليشيات الطائفيه فقط لابل قام بإعادة صياغة تمركز الاحتلال الامريكي وإعادته كاملا الى العراق بحجة محاربة ” داعش” والمفارقه ان المالكي هذا متهم رئيسي في قضية سقوط مدينة الموصل من جهه وفي قضايا فساد لا تعد ولا تحصى في العراق من جهه ثانيه وبالتالي ماجرى ويجري ان الذين زعموا انهم ارادوا تحرير العراق من “دكتاتورية” صدام, انكشفوا على حقيقتهم كعملاء لامريكا وايران وقاموا ويقومون في هذه الاثناء بتدمير العراق وانشاء دولة الميليشيات الدكتاتوريه التي لاتقتل على الهويه الطائفيه فقط لابل تغتال المتظاهرين المسالمين المطالبين بتوفير الكهرباء والخدمات الاساسيه في دوله عراقيه غنيه بالنفط والموارد الطبيعيه يعاني اكثرية شعبها من الفقر والعوز بسبب فساد القوى القاطنه قي “خضراء” بغداد ومشتقاتها من ميليشيات وعصابات امتهنت مهنة نهب موارد العراق وذبح وتشريد شعبه.. منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا بلغ عدد الضحايا القتلى والجرحى والمشردين والايتام والارامل في العراق الملايين ناهيك عن الدمار الماحق الذي لحق بالبنيه التحيه والنقص في الكهرباء وفي مياه الشرب والخدمات الصحيه الخ من خدمات
هنا لابد من التذكير ان بوش وعملاءه إحتلوا العراق بحجة البحث عن سلاح الدمار الشامل والنتيجه اليوم هي الحاق الدمار الشامل بالعراق,لكن الامر الخطير في العراق هو ان امريكا وعملاءها قد زرعوا الطائفيه ونظام المحاصصه عام 2003 وبهذه الخطوه اسَّسوا لاسوأ حقبه تاريخيه عرفها العراق منذ عقود طويله من الزمن وهي حقبة الطائفيه وتشرذم العراق كشعب وكدوله والواقع ومهما زعم البعض وتفَّوه بالطائفيه ومقارنة بماهو حاصل اليوم,فنظام صدام حسينكان ارحَّم و افضل بكثير من هؤلاء الذين زعموا انهم جاءوا لارساء الديموقراطيه والعدل في العراق واذ بهم يقودون الى العراق الى مربع الدكتاتوريه والفساد والدم والقتل والاجرام وحرق البشر والتنكيل بهم مباشر على الهواء…كثيرون من مجرمي الميبيشيات الطائفيه يخرجون علنا على اشرطه مصوره تصور جرائمهم وهمجيتهم وهم يذبحون البشر ويشوونهم وهم احياء يرزقون ولا احد يحاسبهم على هذه الجرائم البشعه التي اسست لحقبه ساديه وهمجيه في العراق الى حد يقتل فيه الجار جاره بسبب الهويه الطائفيه او يُطلق الرجال نساءهم بسب الطائفيه مع اخذ بالحسبان ان الشعب العراقي كله متصاهر منذ قرون من الزمن الى ان ظهر الطائفيون القادمون من ايران الذين اسسوا حكمهم في خضراء بغداد على اساس طائفي وضع اسسه المُحتَّل الامريكي وكانت نتائجه وخيمه على العراق الدوله المقسمه والفاشله والفاسده الى حد تقوم فيه لوبيات الفساد بترويع وقتل وملاحقة المحتجين ضد الفساد وسوء الخدمات..
…في العراق ما بعد عام 2003 تشكلت فرق نهب حقيقه جاء جزء منها من الخارج بهدف النهب والسلب وكثيرون من هؤلاء عادوا الى اوكارهم في اوروبا والعالم بعدما نهبوا اموال وموارد الشعب العراقي واللافت للنظر ان الاحزاب ” الدينيه” والمعتمده على مرجعيات دينيه شاركت وتشارك بكثافه في تاسيس مؤسسات الفساد من جهه وتأسيس الميليشيات والحشود الطائفيه من جهه ثانيه وبالتالي الذي جرى وجاري هو مشاركة جميع اطراف جماعات بريمر وايران في انهاء العراق كدوله واحده وشعب واحد…مفارقه وملاحظه لابد منها وهي : الحديث دوما عن تحرير مناطق التواجد السني في العراق فيما الجاري هو ان فرق الحشد تقوم بتطهير هذه المناطق عرقيا وتهجير سكانها من منطلق طائفي بغيض…تحرير ام تمرير لمشروع طائفي لايخجل من اشراك الحرس الثوري الايراني في الهجوم على مناطق سياده عراقيه يقطنها عراقيون بغض النظر عن طائفتهم او دينهم…يريدون تحرير بعض المناطق من”داعش” من خلال ميليشيات مجرمه تشوي الناس احياءا وتقطعهم على الهواء مباشر…جعجعة وطحين الطائفيه الفاسده والمجرمه التي اسس لها الطائفي نوري المالكي خلال فترتي حكمه المتتاليتين بين سنتي 2006 و2014 واللتين انتهتا بالعراق إلى فوضى مدمره ودمويه.. المالكي هذا الذي وقَّع على اعدام صدام حسين ونفذه في فجر يوم عيد الاضحى اثبت ان قراره انذاك طائفي ومسلكيته اليوم وبالامس كانت طائفيه وهو بكل المعايير مجرم حرب وجب تقديمه هو واعضاء حزبه الى المحاكمه لابل وجب اجتثاث حزبه المسمى زورا ب”دولة القانون” بمعنى واضح قانون اجتثاث حزب البعث الذي صادقت عليه ثلل عصابات النهب والسلب يجب ان يطبق اليوم على المالكي وجماعته وجماعات الميليشيات …إجتثاثهم وتقديمهم للمحاكمه بتهم لا تعد ولا تحصى وعلى راسها ابادة الشعب العراقي والخيانه العظمى وزرع الفتنه الطائفيه بهدف البقاء في السلطه؟!
قام المجرم بوش بإحتلال العراق عام 2003 فيما قام حلفاءه الوافدون من ايران والغرب ومن كل صوب وحدب بتدمير العراق بالكامل وتحويله الى دولة ميليشيات فاشله تتصدر فيها الميليشيات الطائفيه الصداره في الدوله والفساد والاجرام في ان واحد لابل ان العراق يًصدر الميليشيات الطائفيه للحرب في الدول المجاوره في سوريا وغيرها…العراق صار اليوم دولة المافيات والميليشيات ودولة الذبح والاباده العرقيه والطائفيه والمفارقه ان اطراف نظام الحكم في العراق يزعمون انهم يحاربون “الارهاب” المتمثل من وجهة نظرهم في “داعش ” وغيرها وهم انفسهم ارهابيون بإمتياز وصل بهم ارهابهم وفسادهم الى اغتيال ناشطين عزل يشاركون في احتجاجات سلميه تطالب بتحسين الخدمات ومحاربة الفساد….الفاسد والفساد يتبع لمنظومة ارهاب اخرى …الفساد هو شكل من شكل من اشكال الارهاب الاقتصادي والمالي لابل هو الحاضنه الاولى لكل اشكال الارهاب الميليشي في العراق؟!
عندما اخترعت وزيرة الخارجيه الامريكيه السابقه كونداليسا رايس مصطلح ” الفوضى الخلاقه” في العراق كانت تدرك انها وبوش قد صنعت الفوضى المدمره في العراق حتى اشعار اخر وها نحن اليوم نشرف على نهاية العام 2015 والعراق في حاله تدحرج وتدهور الى هاويه سحيقه من الفوضى الدمويه المدمره والمخرج من هذه الحاله سيكون عسير لكن ليست مستحيل ونحن هنا ندرك تمام الادراك كم هي الامور معقده ومتداخله في العراق وندرك ان الطائفيه تركت ارث كبير من الحقد والمأسي الجماعيه والفرديه لكن اذا اجتمع الشعب العراقي بكل اطيافه وطوائفه على شعارات غير طائفيه بامكانه حتما ان يكنس الفساد والميليشيات مهما بلغت من جبروت ومها تلقت من دعم امريكي وايراني…ايران تشارك في القرار الحكومي العراقي وتشارك في الميليشيات وتسعى ايضا الى تخريب الحراك الشعبي في العراق خوفا على نفوذها المعتمد على الطائفيه..
الامر فيه كثير من التضليل الاعلامي والحديث لايدور فقط عن خطورة تنظيم ” داعش” على العراق لابل خطورة ميليشيات ايران بالدرجه الاولى على العراق… وحدة الشعب العراقي كفيله بهزيمة كل المعاديين للعراق في حين غياب هذه الوحده اتاح الفرصه للطائفيون بكل طوائفهم للفتك بالعراق دولة وشعبا… الفوضى الخلاقه والمدمره خلقت دولة الفساد والميليشيات والمطلوب دك اوكار هذه الدوله وكحت رموزها وانشاء عراق عريق لكل العراقيين…عراق الوطن والمواطنه وليست المحاصصه الطائفيه حاضنة الحرب الاهليه الدائره في العراق؟؟

د.شكري الهزَّيل

הורד

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة