كلمة وفاء الى روح المرحومة د. جهاد غوشة عراقي

تاريخ النشر: 02/09/15 | 8:18

بسم الله الرحمن الرحيم
“فإذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يِسْتَأْخِرونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمونَ”.
صدق الله العظيم
باسمي وباسم عائلتي الصغيرة في زلفة، وعائلتي الكبيرة من مربيات، ومرشدات، ومفتشات، وأمهات في الوسط العربي، أتقدم إلى أبناء الأخت المرحومة د. جهاد غوشة عراقي، وإلى جميع أفراد عائلتها بخالص العزاء، راجية لهم ولنا الصبر والسلوان ، وللفقيدة الرحمة والغفران، والنعيم المقيم في الفردوس الأعلى.
تجمعنا اليوم لحظات صعبة نودّع فيها علماً من أعلام التربية والتعليم العربي في البلاد، طالما تجلّلت بالمحبة والاحترام من كل من أحاط بها، وشاركها العمل ألا وهي د. جهاد غوشة عراقي – رحمها الله -.
فإن كنا خسرنا وجودك بيننا اليوم – يا أم منذر – فقد كان بيعنا رابحاً معك، على طول مسيرة عملك، وعطائك، في مجال الطفولة المبكرة في الوسط العربيّ كله، من شماله إلى جنوبه. ولا يملك أحدٌ أن ينكر التغيير العمليّ والموضوعيّ والنوعيّ في برامج التعليم في الطفولة المبكرة، الذي قُدتِ ركبه وأدخلتِه الى جهاز التربية والتعليم العربيّ بكل قوة وثقة.
آمنتِ بالتغيير، فحاولت بكل ما اوتيتِ من قوة أن ترفعي وتحسّني من مستوى المربيات وكل العاملات في هذا المجال، لكي يكون العطاء بأفضل ما يكون، من المعرفة والمهنية والكفاءة، والتمكين، للسير قدماً بخطوات ثابتة مع وتيرة عجلة التقدم التي لا تفتر ولا تتوقف في هذا المجال، إن كان ذلك بالدورات التخصصية، أو بالأيام الدراسية، أو بالإرشادات الفردية.
صحيح أن لكل فرد بصمته المتفرّدة الخاصة في هذه الحياة، ولكنّ بصمتك فوق ذلك كله مبادِرةً، قويةً، مميَّزةً، انطبعت على الصفحات الاولى في كتاب التربية والتعليم العربي في البلاد.
ولا يفوتني بل من واجبي أن أذكر من محاسنكِ – وقد أصبحتِ من موتانا – تلك العلاقة الودّيّة الأخويّة والبنويّة التي تميّزتِ بها مع كل من شارككِ العمل ، إذ كنت تتحدثين إلى الجميع بمستوى العينين المتوازي، لم تترفّعي، ولم تتكبّري على أحد، بل كان خطابك للجميع بأرقى الأساليب، وأنقى وأجمل وأدفأ العبارات، كان توجيهاً تربوياً صادقاً، وليس نقداً سلبيّاً وسلطويّاً. ولهذا تمتّعتِ بمحبة المربّيات، وجميع من شارك في مسيرة العمل معكِ، وهذا ليس بالأمر الميسور دائماً.
وقد كان لي شرف المشاركة والعمل معكِ كإحدى أفراد طاقم إعداد البرامج في قسم المناهج للطفولة المبكرة – جامعة حيفا -.
ولا يليق بنا أن ننسى فضلكِ بأنكِ أوّلُ من نادى بقراءة القصة باللغة الفصيحة لجيل الطفولة المبكرة ، ايماناً منكِ بالطفل وقدراته اللا محدودة، ولأن الطفل العربي كان بالنسبة لك مشروع استثمار لبناء جيل مثقَّف، ومكلَّف برفع شأن مجتمعه وشعبه بين سائر المجتمعات والشعوب. بل وإنكِ من فرْط حبكِ لأطفالنا في الوسط العربيّ، قدّمتِ لهم بطاقة حب منمنمة بحروف لغتنا العربية الاصيلة، في ثروة أدبية جميلة، وبنّاءة، في مجال قصة وأدب الأطفال، إذ تزخر وتفخر مكاتب أطفالنا بما تحويه من مؤلفاتك القصصية الممتعة الممزوجة بالمحبة والأمل.
وأخيراً…!
إنّ العين لتدمع، وإنّ القلب ليحزن، وإنّا على فراقك يا عزيزتنا أم منذر لمحزونون. وندعو الله أن يجزيك خير الجزاء، وأن يجعل مقامك في علّيّين.
“يا أيَّتُها النَّفْسُ الْمُطْمَئِنّةُ ، ارْجِعي إلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً ، فَادْخُلي في عِبادي وَادْخُلي جَنّتي”.
صدق الله العظيم
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون

بقلم: نبيهة راشد جبارين- زلفة

t3zyaa

تعليق واحد

  1. رحمةُ اللهِ الواسعة للفقيدة المربية الفاضلة د. جهاد عراقي،
    وقد كان لي الفخر أن نتعاون معًا في المجهود لتحبيب أحبّائنا
    الصغار بالكلمة الجميلة الهادفة، وفي غرس براعم التنوّر اللغوي
    في نفوسهم الغضّة، ويجب أن نعترف بما قامت به من مبادرات
    وفعاليّات – مع طاقم المرشدات – لتأصيل عادة القراءة، وتوفير كتب
    الأطفال الجيّدة لهم، وأشير إلى الكتب التي ألّفتها مزدانة بالرسومات
    والصور الملائمة. وأخيرًا أشكر الأديبة المربيّة نبيهة جبارين على كلماتها
    المؤثّرة التي تنمّ عن الوفاء والعرفان للفقيدة الراحلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة